“مصدر دبلوماسي”
ترأس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الاجتماع الثلاثي الوزاري الذي ضمّ نظيريه القبرصي نيكوس كريستودوليدس واليوناني جورجيوس كاتروغالوس في “قصر بسترس” اليوم الأربعاء وذلك بمشاركة وزير السياحة القبرصي سافاس بيرديوس ووزيرة السياحة اليونانية ايلينا كونتورا.
صدر عن الاجتماع بيان مشترك، جاء فيه:
” اقر الوزراء اهمية الالية الثلاثية والتي تم التأكيد عليها بالتزام كامل وتعاون وطيد بالنسبة لتحديد اواصر هوية التعاون المشترك في مختلف المجالات لمصلحة البلدان الثلاثة ومواطنيها. وعبّروا عن امتنانهم لأولوية المبادرة في حقول التعاون الوثيق الذي تم تحديده في مجالات السياحة والتعليم العالي والاقتصاد والتجارة ووافقوا على مواصلة المفاوضات الرامية الى تنفيذ مشاريع مشتركة في اطار السياحة الدينية.
وتوافقوا على الاعتراف بتخصصية المشاريع المشتركة ضمن اطار اولوية المبادرة في المنطقة بدءا من موعد القمة الثلاثية. واتفقوا على مبادئ التعاون فيما بين البلدان الثلاثة والتي تعكس القيم المشتركة”.
مؤتمر صحفي مشترك
وعقد وزراء الخارجية الثلاثة مؤتمرا صحفيا مشتركا، استهله الوزير باسيل بالقول:
نعلن اننا اليوم اطلقنا المسار الثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان هذا اللقاء الثلاثي على مستوى وزراء الخارجية في بيروت واجتمعنا اغريق وعرب وفينيقيين يونان وقبارصة ولبنانيين وناقشنا مواضيع تهم دولنا الثلاث حيث لا يجوز ان يبقى لبنان وجاريه الاوروبيين الاقرب اليه جغرافيا ويتشارك معهما في الكثير من العادات والتقاليد والثقافة من دون تنسيق مميز سياسي واقتصادي .
التاريخ والحاضر والمستقبل يجمعنا واذا اردنا ان نتكلّم بلغة المصالح ايضا تجمعنا امور كثيرة من سياحة وتجارة وتعليم ونفط وغاز.
ناقشنا كل المواضيع وعلى الصعيد السياسي لا يمكننا ان نشارك في اي لقاء دون ان يكون موضوع النازحين على رأس جدول الاعمال ولبنان تحمل الكثير جراء هذه الازمة ولا يجوز ايضا ان يتحمل تبعات الحل وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته سيما واننا نعتبر ان هناك تقصيرا كبيرا تجاه لبنان بسداد ما يتوجب سداده تجاهه من جهة ومساعدته على عودة النازحين الى بلادهم وعدم ابقائهم في بيروت وكل لبنان. وقد سمعنا موقفا متقدما جدا من الوزيرين الصديقين بهذا الخصوص وقد وعدانا بالعمل على المستوى الاوروبي وبدعوتنا لشرح هذه القضية على المستوى الاوروبي واود ان اقول اننا سمعنا الكثير من المواقف المتقدمة من عدة دول اوروبية في هذا المجال.
نحن حتما سائرون باتجاه اقناع اوروبا والمجتمع الدولي بتغيير السياسة المعتمدة تجاه النازحين في لبنان ويجب علينا كلبنانيين ان نسرع الى التفاهم السريع باعتماد ورقة سياسة حكومية تسبق اي اصطفاف دولي او اوروبي مع سياستنا في موضوع النزوح السوري في لبنان ولا يمكن لاحد بعد الآن ان يجادل ان العودة الكريمة والآمنة للنازحين الى بلدهم اصبحت حتمية ولا وجوب لتأخيرها وربطها بأي امر آخر .نحن في مرحلة جديدة وعلى الجميع ان يتأقلم معها ولا يجب ان يسبقنا احد من الخارج على المواقف المؤيدة للبنان والتي ستتم تدريجا وتباعا.
كما اكدنا على التزام لبنان بالقرار ١٧٠١ ورفض القرار الاميركي بشأن ضم الجولان كما طالبنا بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا .
في موضوع اللاجئين الفلسطينيين متفقون على وجوب عودتهم الى بلدهم وتأمين الاموال لسد عجز الاونروا تأمينا لاستمراريتها في تأمينها الخدمات .
كما اتفقنا على وجوب التنسيق في موضوع الارهاب والتطرف ورغم ان خط لبنان وقبرص واليونان هو خط حضاري اقتصادي لكن ايضاً يجب ان يكون خط حماية لمواجهة الارهاب ومنع تمدد النزوح .
في موضوع السياحة والتعاون السياحي، ان السابع من ايار المقبل سيكون موعد انجاز اتفاقيات بين البلدان الثلاثة في مجالات السياحة والتبادل التجاري والاستثمار والتعاون الثقافي على ان تعقد قمة ثلاثية في قبرص بين رؤساء الدول الثلاث لتوقيع هذه الاتفاقيات. والاتفاق الاول والذي يحمل رمزية كبيرة هو اتفاق التعاون السياحي تحت عنوان “الطريق الفينيقي” وهو طريق سياحة دينية لمختلف الطوائف.كما بحثنا التعاون بين جامعاتنا اللبنانية واليونانية والقبرصية وتوحيد المعايير والمواصفات وتعزيز التبادل التجاري .
وبحثنا في مبادرة رئيس الجمهورية لانشاء اكاديمية الحوار والحضارات واليونان وقبرص على استعداد لمساعدتنا في هذا الاطار .
وزير الخارجية اليوناني
من جهته، قال الوزير كاتروغالوس:
اشكر الوزير باسيل للاستقبال الحار الذي لقيناه، واشدد على اواصر التعاون المشترك بين بلداننا واهمية تعزيزه لأننا نريد ان نظهر للعالم نموذجا جديدا عن الصورة الحقيقية للديموقراطية وعن التعاون المشترك في حقول الثقافة والسياحة والرامي الى تثبيت الامان في الشرق الوسط ويرمي الهدف الاول الى تعزيز التواصل والحوار في هذه المنطقة. واكدنا على القضايا المشتركة ليس فقط القيم التي تجمعنا بل المشاكل التي تعاني منها المنطقة. وسوف نكون الوسيط للبنان مع السوق الاوروبية المشتركة في كل مرة يكون فيها بحاجة الى المساعدة.
ان هوية بلداننا الثلاثة ثابتة وهي تعتمد الحوار والاحترام المتبادل والالتزام بتطبيق القانون الدولي.
واضاف: ان ازمة النزوح التي يعاني منها لبنان شكلت احد محاور البحث وابدت كل من قبرص واليونان استعدادهما لبذل الجهود في اطار الاتحاد الامور لكي تتم المعالجة بشكل فعال وفقا للمعايير المتفق عليها وشرعة القانون الدولي.
وسنحت لنا الفرصة للتمهيد للتعاون التجاري من خلال التحضير لهيكلية هذا التعاون، وترأست الجانب القبرصي في لجنة التجارة ونتمنى تطوير التعاون لا سيما في مجال السياحة في ما يسمى الطريق الفينيقي واتفقنا على انشاء اطار دولي لتطوير التعاون الثقافي والرياضي بين بلداننا الثلاثة . كما اننا وقعنا اتفاقية مشتركة في هذا المجال، وسوف نشهد زيارة للرئيس اليوناني الى لبنان تجسيدا لارادتنا في تعزيز التعاون مع كل من لبنان وقبرص في اطار الاتفاق الثلاثي في مجال الامن والسياسة والاقتصاد.
وزير الخارجية القبرصي
وزير الخارجية القبرصي قال من ناحيته: الحديث تناول التعاون واجندتنا واضحة لتعزيز اواصر التعاو في الاقتصاد والسياحة والثقافة وتجسيد نيتنا بالتعاون بشكل ملموس. وتستضيف قبرص القمة الثلاثية المقبلة في حزيران.