“مصدر دبلوماسي”
وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، “بأنه يوم اسود يشهده العالم”، “وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول”.
وتمنى من جهة أخرى ان يكون التعاون مع روسيا ايضاً في مجال اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، “خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناتهم فإن الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى ولاسيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة”.
من جهته اكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين ان من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، “وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة”، مقترحاً عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم.
وعبَّر فالودين عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجّه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز المقبل.
مواقف عون وفالودين جاءت في خلال زيارة قام بها الرئيس عون قبل ظهر اليوم الثلاثاء الى مقر مجلس الدوما في العاصمة الروسية في مستهل اليوم الثاني والأخير من زيارته لروسيا والتي سيتوجها بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
وكان رئيس الجمهورية استهل اليوم الثاني من زيارته الرسمية الى روسيا الاتحادية، بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول عند حائط الكرملين حيث اقيمت المراسم التقليدية. وكان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله، قائد مدينة موسكو العسكري الجنرال يفغيني سيليزنيف، وممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومدير مراسم الدولة في وزارة الخارجية ايغير باغداشوف فيكتوروفيتش، والسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين.
وحضر إلى جانب رئيس الجمهورية الوفد الرسمي اللبناني الذي ضم: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، وسفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، والنائب السابق أمل ابو زيد، والمستشاران رفيق شلالا ورلى نصار.
وسار عون باتجاه شعلة الجندي المجهول وسط ثلة من حرس الشرف، يتقدّمه عسكريان يحملان اكليلاً من الزهر، فيما عزفت موسيقى الجيش الروسي لحن الموتى.
وعند الوصول الى الشعلة، أحنى الرئيس عون رأسه تحية تقدير للشهداء، قبل أن يستدير والوفد المرافق لمواجهة حرس الشرف والفرقة الموسيقية الذين بدأوا عرضاً عسكرياً أمامهم.
وفي الختام، عزفت الفرقة الموسيقية لحن أغنية “البنت الشلبية” للأخوين رحباني تكريماً لرئيس الجمهورية، ثم لحن أغنية “كاتيوشا” الروسية.
زيارة رئيس مجلس الدوما
بعد ذلك، توجه عون والوفد المرافق الى مبنى مجلس الدوما، حيث كان في استقباله عند المدخل رئيس المجلس، ورئيس لجنة الشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي ومدير المراسم يوكدانوف. وتوجه الجميع الى الطابق السادس حيث عقدت محادثات بين الجانبين اللبناني والروسي، ضمت عن الجانب الروسي: النائب الاول لرئيس مجلس الدوما ايفان ميلنيكوف، وسلوتسكي، ورئيس لجنة تطوير المجتمع المدني والجمعيات الاجتماعية والدينية في المجلس سيرغي غافريلوف، ورئيس لجنة الطاقة في المجلس بافيل زافالني، اضافة الى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والسفير زاسبيكين. فيما ضم الجانب اللبناني: الوزير باسيل، والسيدة عون الهاشم، والسفير بو نصار، والنائب السابق ابو زيد، والمستشاران شلالا ونصار.
في مستهل اللقاء، رحب رئيس الدوما بزيارة الرئيس عون الاولى للمجلس، معتبرا انها فرصة مهمة لمناقشة المواضيع التي تهم العلاقات بين البلدين، ولاسيما التعاون البرلماني.
ورد الرئيس عون شاكرا السيد فالودين على ترحيبه، معتبرا ان هذه الزيارة تشكل مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وروسيا، وتنمي التعاون بين البرلمانيين اللبنانيين والروس، متمنياً ان يزور السيد فالودين لبنان لتعزيز اواصر الصداقة.
وعبَّر فالودين عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز المقبل. وقال: ” لدينا رغبة اكيدة في المضي قدما في بناء قدراتنا المشتركة وتطوير علاقاتنا لمواجهة التحديات، لاسيما تلك التي يتعرض لها العالم العربي”.
ثم تطرق البحث الى الوضع في الشرق الاوسط، فشدد الرئيس عون على ان الاولوية في المعالجة هي للاوضاع في المنطقة عموماً وفي سوريا خصوصا، وهي الجارة الاقرب للبنان، الذي يتأثر سلبا بالاحداث التي وقعت فيها واصبحت المنطقة بالتالي مضطربة برمتها. ووصف الرئيس عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، “بأنه يوم اسود يشهده العالم، لاسيما ان الجولان منطقة سورية في قسم منها اراض لبنانية محتلة، وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول”. واضاف الرئيس عون: “يأتي القرار بضم الجولان بعد القرار السابق بضم القدس حيث المعالم المسيحية كافة والاراضي المقدسة، ونبع الديانة المسيحية. واعلان اسرائيل دولة يهودية عنصرية، خطوة مرفوضة من العرب”.
ورد رئيس الدوما مؤكدا ان بلاده تقف بثبات ضد التدخل في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة، ونحن ندعو الى احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والالتزام بقرارات الامم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الامن، والعلاقات القائمة على اساس الصداقة والاحترام المتبادل، “ونعمل لتجنب المزيد من النزاعات وبناء السلم والسلام”. واضاف: “من هنا دور روسيا في سوريا لانقاذها من الكارثة الارهابية التي حصلت فيها وكادت ان تؤدي الى قيام دولة ارهابية على اراضيها. والتدخل الروسي في سوريا كان بطلب من السلطات الشرعية الدستورية السورية، حيث سعت روسيا بالتعاون مع الدول الاخرى، الى انهاء شر الارهاب، وانقاذها من الكارثة المحققة التي كادت ان تصيبها”.
واكد رئيس الدوما ان من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، “وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة”.
وعرض الرئيس عون لاوضاع النازحين السوريين في لبنان والتداعيات التي سببها النزوح السوري على القطاعات اللبنانية كافة، شارحا التحرك الذي يقوم به لبنان من اجل تحقيق عودتهم الآمنة لأنه لم يعد يتحمّل ذلك، لافتا الى ان تغييرا بدأ يسجل في مواقف عدد من الدول. “واتمنى ان يكون التعاون مع روسيا في هذا المجال ايضا، خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناة النازحين، فان الكثيرين منهم قد يفرّون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى، ولاسيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة”.
واقترح رئيس الدوما عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصّص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم. وفي ختام اللقاء، جدد الرئيس عون التأكيد على ضرورة حل الازمة السورية ومتابعة الاوضاع الشرق اوسطية وانعكاساتها الدولية، لأن أزمة الشرق الاوسط تضع السياسة الدولية ومصير الامم المتحدة على المحك، شاكرا لروسيا اهتمامها.
واختتم رئيس الدوما اللقاء بتجديد التأكيد على دعم بلاده للبنان، مؤكدا ان موقف روسيا الثابت هو احترام القرارات الدولية، واصفا قرار الرئيس الاميركي بأنه “تجاهل صارخ لمبادىء الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة، وعلى كل دولة في الامم المتحدة ان يعلو صوتها وتؤكد موقفها الرافض”.
رئيس شركة روسنفت
وظهرا استقبل عون في مقر اقامته في فندق “فور سيزنز”، في حضور الوزير باسيل والوفد المرافق، رئيس مجلس ادارة شركة “روسنفت” Rosneft ايغور سيشين Igor Sechien، التي رست عليها مناقصة اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، مع وفد من كبار المسؤولين في الشركة.
وقد شكر سيشين الدولة اللبنانية على الثقة التي اولتها لشركته لاعادة تأهيل هذا المرفق النفطي المهم في لبنان، عارضاً للمشاريع المماثلة التي تقوم بها الشركة في روسيا وعدد من دول العالم، حيث تؤمن استخراج اطنان من الغاز والنفط، وتنتشر مصانع شركة “روسنفت” في 26 دولة.
وقال: “ان لبنان دولة استراتيجية بالنسبة الى نشاطات الشركة، ونحن نتعامل مع شركات لبنانية وننسّق معها بايجابية في سبيل النهوض مجدداً بمنشآت النفط في شمال لبنان”. وشرح السيد سيشين برنامج عمل الشركة في لبنان، وامكانية توسيع الاطار الذي تعمل فيه نظرا للاهتمام الذي توليه بالوضع الاقتصادي في هذا البلد.
وتم التداول خلال اللقاء بعدد من المجالات التي تعمل فيها الشركة في لبنان والعالم.
وكان عون التقى أمس أبناء الجالية اللبنانية في موسكو في حفل استقبال أقامه السفير اللبناني شوقي بو نصار وقال عون في كلمته:” نحن اليوم في روسيا ونسعى لعلاقات متطورة معها اقتصاديا وثقافيا وحضاريا وستكونون أقرب بالعقل والعاطفة لوطنكم ولروسيا”، والتقى عون رجال أعمال روس ضم في عداده المدير العام للشركة الروسية المساهمة سترونغ ترانس غاز، ميخائيل خريابوف، واستقبل أيضا رئيس قسم اللاقات الخارجية في بطريركية موسكو المتروبوليت هيلاريون على رأس وفد بمشاركة المعتمد البطريركي للروم اأرثوذكس في موسكو المطران نيفون صيقلي وعدد من الكهنة. ونقل الوفد الى الرئيس عون تحيات البطريرك كيريل الموجود خارج روسيا.
هنا الأخبار الكاملة للقاءات اليوم الأول:
بدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لقاءاته في موسكو بعيد وصوله بعد ظهر اليوم الى جمهورية روسيا الاتحادية في بداية زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وفدا من رجال الاعمال الروس ضم في عداده المدير العام للشركة الروسية المساهمة سترونغ ترانس غاز strong trans gas ميخائيل خريابوف، والمدير العام للشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة انتر راو الروسية ستانيسلاف يانكوفيتش، وذلك في حضور الوفد اللبناني المرافق لرئيس الجمهورية والذي ضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية السيدة ميراي عون الهاشم، وممثل وزارة الخارجية في اللجنة اللبنانية – الروسية لعودة النازحين النائب السابق امل ابو زيد. وقد ابدى الوفد الاقتصادي الروسي استعدادا للمساهمة في خطة النهوض الاقتصادي في لبنان من خلال المشاركة في عدد من المشاريع الانمائية والاقتصادية التي تعدها الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة، وخصوصاً في مجالات الطاقة والغاز والنفط والمياه والاعمار والبنى التحتية. واشار الوفد الى اهمية العلاقات اللبنانية الروسية واهمية تطويرها.
ورحب الرئيس عون عون بوفد رجال الاعمال الروس، مؤكداً على ان التعاون الذي كان نشأ بين لبنان وشركات روسية مثل “نوفاتك” العضو في الكونسرسيوم الايطالي والفرنسي الذي يعمل في التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية، يمكن ان يستمر في مجالات اخرى ومتنوعة وفقا للحاجة التي يحددها لبنان الذي يستعد لتطبيق خطة نهوض اقتصادية. كذلك فان للبنان دور اساسي في مرحلة اعادة اعمار سوريا حيث يمكن ان يكون المنطلق لمثل هذه العملية نظرا لموقعه الجغرافي ولخبرة رجال الاعمال اللبنانيين القادرين على تنسيق عملية الاعمار هذه والمساهمة فيها.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على استمرار التواصل بين الجانبين اللبناني والروسي لاستكمال البحث في النقاط التي تم التطرق اليها في مجال التعاون بين البلدين.
وفد بطريركية روسيا
ثم استقبل الرئيس عون في حضور اعضاء الوفد اللبناني المرافق، رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وكل الروسيا المتروبوليت هيلاريون، على رأس وفد بمشاركة المعتمد البطريركي للروم الارثوذكس في موسكو المطران نيفون صيقلي، وعدد من الكهنة.
ونقل الوفد الى رئيس الجمهورية تحيات البطريرك كيريل الموجود خارج روسيا، وتمنياته له بالتوفيق في زيارته الى موسكو ولقاءاته مع المسؤولين الروس. وقال المتروبوليت هيلاريون :” يسعدنا ان نرحب بفخامتكم في روسيا، وانتم رئيس بلد مقدس ورد ذكره مرات عدة في الكتاب المقدس، ومر المسيح على ارضه وبارك شعبه الذي تربطنا به علاقات قوية ومتينة”. واضاف :” تربطنا بالكنائس الشرقية علاقات نعتز بها ونواصل العمل لتطويرها. وهذا اللقاء نريده مناسبة للتأكيد على ما يجمعنا وتعزيز عرى الصداقة والتعاون في ما بيننا”. وشدد على العلاقة التي تجمع البطريرك كيريل مع رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان و”ان هذه العلاقات مستمرة”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وركز على اهمية ما يجمع الكنائس بين بعضها البعض بصرف النظر عن الفوارق المذهبية. وقال ان منطقة الشرق الاوسط واجهت ولا تزال تواجه ظروفا دقيقة زادت المسيحيين وحدة بالفكر والسلوك، و”انا من خلال تعاطي مع مختلف الطوائف وهم يعيشون ظلما ويحتاجون الى من يساعدهم وهذا الامر لا يحل الا بمرجعية مسيحية في الشرق الاوسط يكونون هم اساسها، وليس عدة اشخاص او جهات، وذلك حتى يتعزز الوجود المسيحي في الشرق لاسيما بعدما اعلنت اسرائيل يهودية القدس وتعمل على تهويدها حيث معالم المسيحية والارض المقدسة. وقال :” لا يمكن تخيل المسيحية من دون كنيسة المهد والقبر المقدس وكنيسة القيامة، والجلجلة والرسل. اذا تركنا هذه المعالم المقدسة فان المسيحية تخسر النبع وهذه مشكلة لكل المسيحيبن خارج الاراضي المقدسة، ونحن خصوصا لأننا بقينا على صلة مادية مع الاراضي المقدسة وليس فقط على صلة روحية”.
واضاف :” اشعر ان الكنيسة الروسية يمكن ان تلعب دورا مهماً بالنسبة الى مسيحيي الشرق وهي متعلقة بهم”.
واشار المتروبوليت هيلاريون الى ” قلق الكنيسة الروسية من الاوضاع التي يعيش فيها المسيحيون في الشرق الاوسط راهنا لاسيما بعد ما سمي ” الربيع العربي”. والكنيسة الروسية رفعت صوتها في وجه ما حصل للمسيحيين، وابرزت خطورة اخراج المسيحيين من الشرق الاوسط، وكنا ولا نزال نتحدث عن هذه المخاطر في كل المحافل الاقليمية والدولية، والبطريرك كيريل يصر على الاضاءة على هذا الموضوع، وهو ما اثاره ايضا مع البابا فرنسيس والرئيس فلاديمير بوتين حيث كان يركز على اهمية حماية المسيحيين في الشرق الاوسط، ويستمر بالمطالبة بدعم المسيحيين”.
وخلال اللقاء عرض الرئيس عون للتحرك الذي يقوم به من اجل انشاء ” اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” وردود الفعل الدولية الايجابية عليها، مؤكدا على اهمية حصول تقارب ثقافي بين مسيحيي روسيا ومسيحيي الشرق الاوسط، من خلال عودة نشاطات مثل السياحة الدينية والمدارس والمؤسسات الاجتماعية.
كلمة عون أمام أبناء الجالية اللبنانية في موسكو
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اننا نعمل للخروج من الحالة الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم، “وهذا ليس مستحيلاً لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات”.
وقال متوجهاً الى ابناء الجالية اللبنانية في روسيا “نحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الام، ونتمنى عليكم أن تزوروا لبنان دائماً”.
واعتبر الرئيس عون ان لبنان هو قلب لغرب جاف وعقل لشرق عاطفي، مؤكدا من جهة أخرى سعيه لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية.
كلامعون جاء خلال حفل استقبال اقامه سفير لبنان في موسكو السفير شوقي بو نصار على شرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق، في مقر الاقامة.
في بداية الحفل ، القى السفير بو نصار كلمة أشار فيها إلى ان انتخاب الرئيس عون قبل سنتين ونصف السنة، أعاد التفاؤل والفرح الى كافة اللبنانيين، الذين استبشروا خيراً ببداية عهد جديد، يؤكد على سيادة القانون، وقيام الدولة القادرة والعادلة والمنتجة
وأضاف :” ان الشعب اللبناني بكل اطيافه يحدوه الأمل بمستقبل واعد مشرق، وحياة أفضل، في ظل القيادة الحكيمة والمسؤولة لفخامتكم، خاصة بعدما عانى الوطن من فراغ رئاسي مقلق وطويل. ويطمح اللبنانيون، مقيمين منهم ومغتربين،المجمعون على محبة وطنهم والتضحية في سبيله، بأن يستمر لبنان كما تريدونه منارة للحرية والابداع في هذا الشرق، ونموذجاً فريداً للاعتدال والعيش المشترك، بين مختلف الديانات والمذاهب، ومكاناً للتلاقي والحوار بين الحضارات المتنوعة، في مواجهة قوى الإرهاب والظلام والتكفير”.
ثم القى عون الكلمة التالية:
” انا سعيد جداً بلقائي بكم الليلة. انتخبت في مرحلة صعبة في تاريخ لبنان، كانت فيها المؤسسات شبه مشلولة، والارث الاقتصادي ثقيلاً علينا، والارهابيين يحتلون قسماً من جبال لبنان الشرقية. كانت الهموم كبيرة وبدأنا بمواجهتها الواحدة تلو الاخرى. حررنا ما كان محتلاً من الارهاب، ونظمنا الامن، حتى بات لبنان يعتبر من اكثر دول العالم أماناً، ولم تحصل اية حادثة أمنية في الداخل اللبناني بعد تطهير الجرد من الارهابيين”.
واضاف الرئيس عون :”لكن الحروب حول لبنان، اقفلت الطرقات عليه، وخصوصا عبر سوريا، الى امتداده الحيوي أي الدول العربية ودول الخليج. وفي الجنوب هناك اسرائيل. كل هذه العوامل اضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية، وازمة النزوح السوري، أثرت علينا كثيرا”.
وقال :” يمر لبنان اليوم بحالة صعبة ولكننا نعمل للخروج منها. وهذا ليس مستحيلاً لأنني اعتقد ان الشعب اللبناني جاهز لخوض حرب المقاومة لقيامة الاقتصاد والمؤسسات. انتم من الشعب اللبناني المنتشر في العالم، ونحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الام. فمن كان يهاجر، بدا كأنه قطع الامل بأي علاقة مع وطنه، ونحن عدنا واحييناها بفضل وزير الخارجية الذي جال في دول العالم بأسره، ومعه تيقنا بأن لبنان هو على وسع الكون، واسميناه لبنان الكوني، لأنه بالفعل موجود بين القطبين الشمالي والجنوبي”.
واضاف:” انتم قسم من اللبنانيين المنتشرين، ونتمنى عليكم التعلق بوطنكم وزيارته دائماً، والوجود معنا في كل المناسبات. وطنكم مناخه جميل جداً ومياهه جيدة برغم كل الشائعات حوله. ونأمل في هذا الصيف ان تزوروا بلدكم. ومن خبرتي في النفي لمدة 15 سنة، كل ما كنت احن اليه هو بلدي وذكرياتي في بلدي. دائما لدينا حنين لحياتنا الاولى، ولجو بلدنا ومناخه ولعلاقة الناس بعضها ببعض. بالرغم من كل شيء، العالم الغربي جاف. لذلك لبنان خاصة والمشرق عموماً هما قلب الغرب، فيما لبنان هو عقل لشرق عاطفي. انتم العقل الذي يجول على كل الحضارات، فتغنون لبنان بحضاراته ونظرته العقلانية والفكرية، وهو يغنيكم بالعاطفة المشرقية. وهكذا الانسان يظل انساناً ولا يتحول الى آلة”.
وختم عون :” نحن اليوم في روسيا، ونسعى لعلاقات متطورة مع روسيا الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية، وستكونون اقرب بالعقل والعاطفة لوطنكم ولروسيا. اللبنانيون عاشوا في كل المجتمعات ومع كل الاتنيات، والسبب هو ان ثقافتنا متعددة الابعاد، ونحن عصارة حضارات، من اقدم شعوب الارض الى اليوم. عرفنا الرومانيين وكتبنا باللغة الفينيقية. وعرفنا اليونان وكتبنا باللغة اليونانية. عرفنا الاراميين الذين اسسوا حضارات المشرق، وعرفنا الفرنسيين والانكليز والعرب. وخرجنا بخلاصة ثقافة ذات ابعاد متعددة، منها البعد الانساني. لا شك ان الناس ليس لديها كل الابعاد، ولكن نحن لدينا. وببعد واحد من شخصيتنا يمكننا ان نعيش في مجتمع معين، وببعد آخر نعيش في مجتمع آخر. اذا ثقافتنا الانسانية والاجتماعية وعقليتنا المضيفة ومناخنا الجميل يجمعون الجميع حولنا.
اطلب منكم ان تكونوا انتم صوت لبنان في روسيا الاتحادية.
عشتم وعاش لبنان”.
وفي الختام قدم ابناء الجالية اللبنانية للرئيس عون ايقونة السيدة العذراء، قبل أن يصافحهم فرداً فرداً.