“مصدر دبلوماسي”:
اجتمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره اللبناني جبران باسيل في جلسة محادثات في “قصر بسترس” عصر اليوم الجمعة، وحضر اللقاء مساعدا بومبيو ديفيد ساترفيلد وديفيد هيل وكلاهما كانا سفيران في لبنان وكذلك السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد. في حين حضر عن الجانب اللبناني مدير دائرة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي الخوري. بعدها تحوّل اللقاء الى ثنائي قبل أن يخرج بومبيو وباسيل للقاء صحافي كان شكليا، إذ أصرّ الطرف الأميركي على عدم تلقي رئيس الدبلوماسية الأميركية أي سؤال من الصحافيين والإعلاميين الذين تجمهروا في “قصر بسترس”، فتلا بومبيو وباسيل بيانين مختلفين يعبران عن موقف كلّ من لبنان وأميركا. وخرج بومبيو عن كل الأصول الدبلوماسية والأعراف التي وضعتها معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية وعدم التدخل بشؤون الدول، مصوّبا بشكل مباشر على “حزب الله” واصفا إياه بالإرهابي ومؤلبا الشعب اللبناني على مجابهته، ضاربا عرض الحائط ب عبّر عنه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي التقاه أيضا من أن “حزب الله” هو لبناني ومنبثق من الإرادة الشعبية، وكذلك لم يعر اهتماما لكلام ممثل الدبلوماسية اللبنانية جبران باسيل الذي كان واضحا جدّا بأن السلم الأهلي فوق أي اعتبار وأن “حزب الله” ليس ارهابيا بل حزب منبثق من إنتخابات وارادة شعبية. في ما يأتي نصّ البيانين.
باسيل: من حق لبنان الطبيعي الدفاع عن نفسه ومقاومة اي احتلال لارضه واي اعتداء على شعبه.
تلا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بيانا مفصلا بعد لقائه بومبيو قال فيه: انها الزيارة الاولى من نوعها للوزير بومبيو وهي تدلّ على عمق العلاقة والصداقة بين البلدين، وتدل بالشكل على متانة الوضع اللبناني واستقراره،
و تحمل المضمون نفسه للعلاقات التاريخية بين البلدين. أجرينا حوارا بناء وايجابيا قائما على عمق العلاقة بين الشعبين الاميركي واللبناني، واللذين يسبقاننا بأشواط بحيث هناك اكثر من مليون لبناني في الولايات المتحدة اظهروا قدرة اندماج استثنائية في المجتمع الاميركي الذي قام باحتضانهم بشكل استثنائي. واختبر الوزير بومبيو هذا الامر من خلال ولايته كعضو في الكونغرس عن ولاية كنساس. وتدعم الولايات المتحدة المؤسسات الشرعية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي يمثل العمود الفقري للمؤسسات وضمانة الاستقرار في لبنان.
أضاف الوزير باسيل: نحن نعترف ونقدر ونشكركم على مساعدتكم لمؤسساتنا الامنية والمساعدات التي تقدمها الوكالة الاميركية للتنمية usaid
الى فئات كبيرة من المجتمع والمؤسسات اللبنانية .
وتناولنا موضوع الحدود ويبدي لبنان الايجابية اللازمة في هذا الخصوص، انطلاقا من الحفاظ على حقوقنا بالارض والسيادة، ومعروف موقفي الشخصي وموقف من امثل مما هو مطروح وهو موقف ايجابي. وأعتبر ان لبنان امامه فرصه لاستعادة حقوق وارض له دون اي تنازل وبشكل يسمح للبنان بأن يكون قد حقق نصرا سياسيا ودبلوماسيا جديدا لأن النصر السياسي والدبلوماسي يوازيان اي نصر اخر، وعلى هذا الاساس ومن دون التفريط باي مورد غازي أم نفطي، بري ام بحري، سنبذل الجهد اللازم مع كل الاطراف الداخلية للوصول الى اتفاق مشرف للبنان ويحفظ حقوق.
وقد عملت شخصيا في ملف النفط ، كوزير سابق للطاقة، وواكبته لاحقا. وفي مرحلة معينة اقنعنا الشركات الاميركية بالمشاركة في المناقصات، وكانت قد تأهلت ، لكنها امتنعت عن المشاركة في المناقصة حيث فاز تحالف بين شركات اوروبية وروسية رغم تناقض مواقف الجانبين الروسي والاوروبي سياسيا، كما ان هناك عقوبات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. ومن هذا المنطلق ادعو الشركات الاميركية للمشاركة في المناقصات في لبنان. ولم لا يحصل تحالف بين روسيا والولايات المتحدة في لبنان بالشكل الذي تريده هذه الشركات كونها تقدر مصلحتها؟ وهذا من شأنه المساهمة في مزيد من الاستقرار وتحقيق الازدهار في لبنان، فلبنان من خلال انفتاحه وتعدديته، يمكنه العمل مع الجميع .
كما اكدت التزامنا بالقرار 1701 والحفاظ على الهدوء في جنوب لبنان وطالبنا بوقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وذكّرت الوزير بومبيو بأنها بلغت الـ 1800 خرق سنويا تقريبا. واكدت على حق لبنان الطبيعي بالدفاع عن نفسه ومقا ومة اي احتلال لارضه واي اعتداء على شعبه. وهذا حق مكرس في القوانين والمواثيق الدولية.
كما تطرقنا الى اهمية لبنان بتنوعه في هذا الشرق، وفيما تدعونا الولايات المتحدة سنويا الى مؤتمر عن الحريات الدينية، ووجهت الدعوة للوزير بومبيو واعربت عن رغبة لبنان بإقامة المؤتمر من هذا النوع بالتعاون مع الولايات المتحدة لرفض الاحادية ولكي يبقى النموذج اللبناني التعددي صامدا في وجه الارهاب، وتؤكد جريمة نيوزيلندا صوابية موقفنا وان التطرف يولد تطرفا بينما التسامح المتوازي مع القوانين الدولية هوالعلاج للتطرف.
النازحين
اضاف: طرحت موضوع النازحين وشرحت للوزير هذا الخطر على وجودية لبنان وعلى النموذج اللبناني الفريد واجرينا مقارنة بالاعداد واستنتجنا انه اذا طبقنا عدد النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان على ولاية كنساس التي تضم مليونين و900 الف مواطن اميركي، نكون وكأننا امام 42 مليون مواطن كندي على سبيل المثال، يعيشون في كنساس، وهذا ما لا يمكن لأي بلد ان يحتمله. ولبنان لم يعد يحتمل، لذا بالعودة الامنة والكريمة للنازحين دون ان تكون طوعية لان شروط العودة واستكمال متطلباتها لا تعطي النازح حق الخيار بالبقاء ويجب ان يعود عندما تتوفر الشروط. ولم نتحدث يوما عن عودة قسرية جماعية، ولكن حان وقت العودة حيث يمكن، وذلك لمصلحة لبنان ومصلحة كل اشقائه. و نرغب بحل سياسي في سوريا يؤدي الى انتخابات حرة وديموقراطية تعطي الشعب السوري الحق باختيار ممثليه. ومن هذا المنطلق ينأى لبنان بنفسه عن الامور هذه ، ويرغب بعدم التدخل في شؤون الاخرين لكي لا يتدخل الاخرون بشؤونه.
“حزب الله” لبناني غير إرهابي
وتحدثنا في موضوع حزب الله ،كل من وجهة نظره وموقفه، واكدنا ان حزب الله هو حزب لبناني غير ارهابي ونوابه منتخبون من الشعب اللبناني وبتأييد شعبي كبير. وتصنيفه بالارهاب يعود للدولة التي تصنفه، ولا يعني لبنان. من جهتنا نتمسك بوحدتنا الوطنية ، ونتمسك بالحفاظ على علاقاتنا الجيدة مع الولايات المتحدة ولا نريد ان تتأثر بذلك، ونود العمل سويا لحل المشاكل ومن بينها مسألة حزب الله والنظرة له والتعاطي معه، لاننا نعتبر ان استقرار لبنان والحفاظ على وحدته الوطنية هو مصلحة لبنانية ومصلحة اميركية ومصلحة اقليمية ودولية لأن هناك مصلحة في بقاء لبنان كنموذج قابل للحياه في مواجهة الارهاب .
وختم باسيل متوجها للوزير بومبيو :” قد تفصلنا الجغرافيا ولكن قد تجمعنا المبادىْ الانسانية، قد يبعدنا مفهوم المقاومة ولكن يجمعنا التوق الى الحرية وقد تفرقنا النظرة الى اللآحادية ولكن يجمعنا القبول بالاخر لبنان سيبقى فريدا بتعدديته بتمرده وبحريته ولن يكون يوما موطئا للارهاب بل مقاوما له ولن يغير من طبيعته ولا من تنوعه ولن يكون ابدا آحاديا .
بومبيو:
وتلا الوزير بومبيو البيان الآتي، وهو النص الرسمي مترجما كما وزّعته وزارة الخارجية الأميركية:
معالي وزير الخارجية شكرا على استضافتي هنا اليوم من دواعي سروري ان اعود الى لبنان في زيارة ثالثة او رابعة ولكن اول مرة كوزير للخارجية. وكما قال الوزير، انا مثلت في مجلس النواب جنوب اواسط كنساس وكانت موطنا لجالية كبيرة من المهاجرين اللبنانيين الذين هاجروا الى الولايات المتحدة اواخر القرن التاسع عشر استقروا في كنساس وقد ازدهروا هناك. ونأمل في ان يعم مثل هذا الازدهار على الجميع هنا في هذا البلد.
سنحت لي الفرصة اليوم للقاء قخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وهنالك المزيد من القادة الذين سألتقي معهم اليوم وغدا. في جميع مناقشاتي نقل لي القادة اللبنانيين آمالهم في مستقبل افضل من السلام والامن والازدهار لبلدهم وشعبهم. وعلى جميع مواطني هذا البلد ان يعرفوا ان الولايات االمتحدة تشاطرهم هذه الآمال. ولكن علينا ان نواجه الحقائق: حزب الله يقف عائقا امام احلام الشعب اللبناني. وضع حزب لله الشعب اللبناني في خطر لأربع وثلاثين عاما بسبب قراراته الآحادية الغير خاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت. وسواء من خلال وعوده السياسية او الترهيب المباشر للناخبين، فإن حزب الله الآن ممثل في البرلمان وغيره من مؤسسات الدولة، ويتظاهر بأنه يدعم الدولة. في هذه الاثناء يتحدى الدولة وشعب لبنان من خلال جناحه الارهابي الملتزم بنشر الدمار.
إن حملات حزب لله المسلحة منافية تماما لمصالح الشعب اللبناني: كيف يمكن لصرف الموارد واهدار الارواح في اليمن والعراق وسوريا أن يساعد مواطني جنوب لبنان أو بيروت أو البقاع؟ كيف يمكن لتخزين آلاف الصواريخ على الاراضي اللبناني لاستخدامها ضد اسرائيل ان يقوي هذه البلاد؟ كما ان حزب الله يقوم بهذه النشاطات الخبيثة نيابة عن النظام الايراني وجنوده يعملون تحت إمرة طهران. تأكدوا تماما أن حزب الله وميليشياته غير الشرعية هو من وضع البلد في هذه الحملات التي تترأسها ايران. تأكدوا ان حزب الله وايران لا تريد للوضع الحالي ان يتغير. هم يرون في السلام وازدهار واستقلال لبنان تهديدا رئيسيا لمصالحهم السياسية وطموحات ايران في الهيمنة.. إن شبكات ايران الاجرامية العالمية وتهريبها للمخدرات ومحاولاتها تبييض الاموال من خلال نظامها الدولي وتدخلها في الجمارك وغيرها من الضوابط يضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته.
حزب الله يسرق موارد الدولة اللبنانية التي هي ملك شرعي لشعبها. يجب الا يجبر الشعب اللبناني على ان يعاني بسبب الطموحات السياسية والعسكرية لفئة غير قانونية وروابطها الارهابية، وسيتطلب الامر شجاعة من الشعب اللبناني للتصدي لإجرام حزب الله وارهابه وتهديداته. .كما سيتطلب الامر بعض الجهد لضمان الاحترام والاستقلال الكامل للقوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الوطنية. ولنكون واضحين، نحن نفهم موضوع النازحين السوريين في لبنان. هذا بعد آخر للإعتداء الايراني. نحن نؤيد عودة النازحين السوريين بشكل آمن في اسرع وقت يسمح به، واريد من الجميع ان يتأكد ان الولايات المتحدة سوف تبقى صديقا للشعب اللبناني وسنستمر في مساندة ودعم مؤسسات الدولة الشرعية في لبنان وجميع شعبه .
في العام 2018، قدمت الولايات المتحدة اكثر من 800 مليون دولار على شكل مساعدات للبنان. والسؤال العادل هنا ماذا قدم حزب الله وايران؟ هم قدموا لتوابيت للشباب اللبنانيين العائدين من سوريا والمزيد المزيد من الاسلحة الايرانية. يستمر قاسم سليماني وغيره من الداعمين الايرانيين في تقويض مؤسسات لبنان الامنية الشرعية، ويقوضون امن وسلامة الشعب اللبناني، ومن السهل رؤية اي بلد يلعب دور قوة للخير هنا في لبنان. سوف تستمر الولايات المتحدة في الضغط غير المسبوق على ايران حتى يتوقف سلوكها الخبيث بما في ذلك النشاط الذي تضطلع به من خلال حزب الله.. يشكل دعم ايران لحزب الله خطرا على الدولة اللبنانية ويقوض ازدهار الاجيال القادمة. كذلك يقوض فرص السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.
يقدم الملاللي في طهران لحزب الله ما يقارب 700 مليون دولار كل عام، وهذا مبلغ مهول إذا ما راعينا على وجه الخصوص ان 90 بالمائة من القوة العاملة في طهران تعيش دون خط الفقر.
يهدف الضغط الذي نمارسه الى قطع االتمويل عن ايران وهو فاعل. في 8 آذار ترجى حسن نصرالله مناصريه لتقديم المزيد من التبرعات ونحن نؤمن ان هذا العمل يقيد بالفعل قدرة حزب الله على تنفيذ اعماله.
سوف نستمر باستخدام جميع الاساليب السلمية المتاحة لنا لتضييق الخناق على التمويل والتهريب وشبكات الارهاب الاجرامية واساءة استخدام المناصب، والنفوذ الذي يغذي عمليات إيران وحزب الله الارهابية, ولن نتوانى عن الاعلان عن الجهات الداعمة.سلبا أوإيجابا لهذه النشاطات.
لقد سنحت لي الفرصة ان اناقش هذه االامور مع القادة اللبنانيين،. عبرت عن املي في ان تتمكن الحكومة اللبنانية الجديدة من تلبية احتياجات الشعب اللبناني. كما شاركت هواجسنا بخصوص الضغوطات الخارجية والداخلية على الحكومة بما في ذلك تلك الآتية من جميع اعضاء الحكومة الذين لا يخدمون مصالح استقرار لبنان. بصراحة شعب لبنان ولبنان يواجهون خيار اساسي إما أن يمضوا قدما كشعب ابي أو ان يسمحوا لطموحات ايران وحزب الله ان تسيطر وتهيمن عليكم. جميعكم يعرف التاريخ. .دفع لبنان ثمنا باهظا من اجل تحقيق استقلاله وتذكرت هذه الامور عندما كنت انتقل من المطار الى هنا. قبل سنوات قام من هم الآن في حزب الله بقتل جنود المارينز والدبلوماسيين الاميركيين الذين عملوا هنا وقد زرت ايضا الضريح التذكاري للرئيس رفيق الحريري الذي كان ضحية لسيطرة نظام الاسد على لبنان ولكن الآن ينادينا مستقبل افضل للبنان. لا يتمتع حزب الله بحق ان يفرض على شعب لبنان ان يعاني. لبنان ينظر اليه على انه رمز للنهوض من الدمار. والآن الخط الاخضر الذي كان يفصل الاصدقاء عن الاصدقاء والعائلة عن العائلة انتهى. عليكم ان تعرفوا ان الولايات المتحدة ستستمر بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني فيما ينتهز الفرص المتاحة له من اجل مستقبل افضل.