“مصدر دبلوماسي“
استضافت وزارة الخارجية والمغتربين اليوم الأربعاء وفدا طالبيا من كلية العلوم السياسية في الجامعتين الأميركية، واللبنانية – الأميركية في إطار برنامج تنظمه الوزارة لتعريف الطلاب على أقسامها وطبيعة العمل الدبلوماسي.
وأقام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل حوارا مع الطلاب، استهله بالكلمة الآتية: ” نحن في الخارجية لا نسأل أين تعمل بل اين تخدم فالدبلوماسية رسالة والخدمة هي أولا للبنانيين المنتشرين وهذه مسؤولية كبيرة، فاللبنانيون في الخارج لا مرجعية لهم سوى الدبلوماسي.
إن معيار النجاح عندنا هو الإنتاجية فالدبلوماسي مطلوب منه ان يفهم ويحلل ويستنتج ويتفاعل مع الآخرين سياسيا واقتصاديا لتسويق اقتصاد بلاده.
وأضاف:” لقد اطلقنا الدبلوماسية الاقتصادية لتسويق كل ما يتم انتاجه في لبنان. وعلى الدبلوماسي ان يتفاعل مع اللبناني الآخر وان يخدمه وبشكل خاص ان يسعى لاعطائه الجنسية والأهم من كل ذلك ان ينقل الصورة الجميلة للبنان الذي نقول عنه انه مهد التاريخ والحضارات والديانات وفجر الابجدية وتقاطع الحضارات والثقافات، لكم ان تتخيلوا كل ذلك والدبلوماسي لا يعرف ان يتحدث أو ان يكون جاهلا بتاريخ بلده، لذلك على الدبلوماسي ان يمتلك ميزات مهمة يكتسبها عن طريق الجامعة وان يتحضر لتقديم مباراة في وزارة الخارجية لا لينجح فقط بل لأن يكون متفوقا بعد ذلك وعن طريق اكتساب الخبرة (…).
تابع باسيل:” ما تحدثت عنه الآن كنت اطلقت عليه اسم يربطنا ببعضنا كلبنانيين وهو اللبنانية اي (ليبانيتي) لان ما يجمعنا مع بعضنا اعتبر انه موجود في دمنا ونحن نشبه بعضنا حتى ولو كنا في بلدان مختلفة ونتكلم لغات مختلفة الا ان هناك قواسم مشتركة تجمعنا منها قدرة الشعب اللبناني على التأقلم والنجاح وتخطي الصعوبات. وليبانيتي هي اكبر من اي تصنيف ثان فعندما تقول انا لبناني تصبح اهم من اي انتماء آخر.
ونحن نظمنا المؤتمرات الاغترابية كي نجمع الطاقات اللبنانية تحت مفهوم واحد وحين يتعرف اللبنانيون على بعضهم يحبون بعضهم ويتعلقون بلبنان اكثر واليوم ترون ان اعداد اللبنانيين المغتربين الذين يزورون لبنان كبيرة جدا وأكثر من السابق ، هي خلقت حوافز ورأينا الكثير منهم يقومون بزيارة لبنان لاول مرة في حياتهم.
كما عملنا على موضوع الجنسية، وتخيلوا كم نحن اقوى اذا كان 14 مليونا في الخارج ومعهم الجنسية اللبنانية ويأتون للسياحة والإدلاء بصوتهم في الانتخابات حتى ولو كانوا مختلفين، نحن في الداخل وخلافاتنا كبيرة ،احيانا تجد لبنانيا في الخارج يجمعك معه الفكر اللبناني اكثر من لبناني في الداخل. في النهاية كلنا لبنانيون أتينا من دم واحد ونحب لبنان ويجب ان نعود الى ارض لبنان .
لهذه الأهداف السامية التي هي ذات أهمية استراتيجية في بلد مثل لبنان، يهمّنا أن يتمتّع الشباب اللبناني بهذه المفاهيم. أتيتم الى وزارة الخارجية أم لم تأتوا، عملتم في لبنان أو خارجه، من المهم جدّاً أن يكون الشباب اللبناني مشبّعاً بهذه الأفكار وأن يكون لديه شعور الفخر عندما يتحدّث عن لبنانيته. قد لا نحبّ أحد اللبنانيين، أو لا يُعجبنا أي شيء في لبنان أو ننزعج من أمور عدّة في هذا البلد، لكنّه لا يُمكننا فقدان شعورنا بالإنتماء ، بالمحبة لشيء لا نعرف قيمته إلاّ عندما نتركه، عندما نُدرك كم هو غالي ومهمّ بالنسبة لنا. اتكلوا على أنفسكم، أدرسوا، إنجحوا، قدّموا طلبات الى وزارة الخارجية، مع أنّه لا يُمكنني أن أعدكم بالكثير (اسم الله عليكم) لكن التجربة تغنيكم. ثمّة كثيرون يتدرّبون هنا ويتعرّفون، نجد فيهم في أوقات كثيرة مصدر غنى كبير جدّاً لعملنا في مجالات عدّة، وآمل أن نتمكّن من خلق فرص عمل عدّة من عملنا هذا”.