“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
إنطلقت أعمال القمة العربية التنموية الإقتصادية والإجتماعية في دورتها الرابعة عند الساعة 9 صباح اليوم في فندق “فينيسيا” في جلسة للجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمّة على مستوى كبار المسؤولين لمناقشة مشروع بنود جدول أعمال القمة. وترأس الإجتماع وكيل وزراة المالية المساعد للشؤون المالية الدولية في المملكة العربية السعودية حسين شويش الشويش، وناقشت اللجنة كافة الوثائق التحضيرية للقمة والتي تشمل مشروع جدول الأعمال وتقرير الأمانة العامة حول متابعة تنفيذ قرارات القمة السابقة. وأعلنت مدير عام وزارة الإقتصاد والتجارة عليا عباس بعد الإجتماع أنه تم رفع جدول الأعمال الذي اتفق عليه لاجتماع المندوبين بعد تعديل أحد البنود المتعلق بالديون السودانية، مشيرة الى أن لبنان طرح مشروع الإقتصاد الرقمي على القمة، التي ليس من صلاحياتها إقرار مشاريع أو اتفاقيات، بل التوافق على مشاريع تبحث في اجتماعات لاحقة لجامعة الدول العربية. وأشارت عباس ردّا على سؤال لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن بند النزوح السوري الذي سيطرحه لبنان سيكون أحد بنود البيان السياسي.
وتنعقد بعد ظهر اليوم جلسة مغقلة للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين وتتضمن جلسة افتتاحية علنية يلقي خلالها رئيس الدورة الثالثة رئيس وفد المملكة العربية السعودية كلمة، ثم رئيس وفد الجمهورية اللبنانية رئيس الدورة الرابعة للقمة، وتليهما كلمة الأمانة العامّة لجامعة الدول العربية بعدها تنعقد جلسة مغلقة تتضمن:
– اعتماد مشروع جدول الاعمال.
– مناقشة بنود جدول الاعمال.
– مناقشة مشاريع القرارات.
إعتذارات بالجملة…وبلبلة جرّاء عدم التوافق السياسي اللبناني
ورصد موقع “مصدر دبلوماسي” آراء عدد من الحاضرين ممن كبار الموظفين والدبلوماسيين فكان إجماع على أن الثغرة الأساسية في انعقاد هذه القمة كان في انعدام التوافق السياسي بين القادة اللبنانيين قبل انعقادها، ما قاد الى بلبلة بسبب ما حصل من حرق للعلم الليبي وجدال حول عودة سوريا الى جامعة الدول العربية. وفي حين توالت الإعتذارات من رؤساء وقادة عرب منهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، نفت أوساط دبلوماسية مصرية أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ألغى حضوره القمة قائلة أنه بالأساس لم يؤكد حضوره بحيث سيمثل مصر وزير الخارجية المصري سامح شكري، كما تردّد أمس أن أمير الكويت قد يتجه الى الإعتذار أيضا. لكنّ هذه الإعتذارات وإن شكلت نقطة غير مضيئة فإنها لن تؤثر عمليا على فاعلية هذه القمة وهي ذات طابع اقتصادي محض وليس لها أي بعد سياسي، ونقاشاتها نشأت من خلال المجلس الإقتصادي لجامعة الدول العربية الذي أنشأها عام 2009 إثر الأزمة المالية التي نشأت قبل عام، بحسب مصدر دبلوماسي لبناني متابع، أضاف بأن “ليس للقمة اي صلاحية بتوقيع مشاريع، بل الإتفاق على أجندة مشاريع معينة تدرس في اجتماعات عربية لاحقة”، ونفى المصدر ان يكون موضوع إعادة إعمار سوريا مطروحا على جدول أعمال القمة.
في هذا السياق، تقول أوساط دبلوماسية خليجية تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” بأن التمثيل العربي والخليجي الذي سيكون على مستوى وزراء الخارجية والإقتصاد، كما المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة لا علاقة له بحادثة إنزال العلم الليبي من قبل شبان من حركة “أمل” بل له علاقة بتوتر العلاقة بين لبنان وهذه الدول منذ قرابة الأعوام الثلاثة على خلفية الخلاف على دور “حزب الله” وبالتالي فإن ما حدث لا يعدو كونه حجّة وقعت على من لا يرغبون أصلا بتمثيل عالي المستوى. وسأل الدبلوماسي: وكيف ستقوم هذه الدول برفع مستوى تمثيلها وهي لا تزال لغاية اليوم تمنع رعاياها من زيارة لبنان للسياحة؟
عدم حضور القادة العرب لا يعدّ فشلا…
من جهتها، قالت المحللة الإقتصادية والمؤسسة الشريكة في موقع “ميديست واير” ليلى حاطوم لموقعنا أنّ “عدم حضور معظم رؤساء وقادة دول عربية للقمة الاقتصادية لا يدل بتاتا على فشل هذه القمة لعدة أسباب، منها أن المواقف السياسية لبعض الإخوة العرب، والتي باتت معروفة، كانت تعني أن حضورهم أو عدمه يبقى مجرد شكليات حيث أنهم لم يكونوا ليساهموا في أي موضوع اقتصادي يفيد لبنان. كما أن ما يهم بالدرجة الأولى هو حضور رجال أعمال ومستثمرين عرب إلى لبنان، ويُعَوّل على هؤلاء في المساهمة باستثمارات تساعد الاقتصاد اللبناني بشكل أو بآخر، فيما الاتفاقات على مستوى الحكومات تبقى، في أي قمة تحدث، مجرد توقيعات بروتوكولية بالأحرف الأولى وتأخذ وقتاً طويلاً لتحقيقها وقد تتراجع عنها الدول لأسباب سياسية كما رأينا في السابق. ولو أردنا أن نحسب نجاح أي قمة بالحضور، وليس بالاتفاقيات او بجذب اهتمام اموال خارجية، فهذا يصبح كمن يعوّل على المظهر بدلاً من المضمون. ”ماذا يهمّني إذا حضر العالم ولم نوقع اي اتفاقية مهمّة. وماذا يهمّني اذا حضر كل القادة واستضفناهم ولم يفعلوا شيئا سوى تقريع لبنان لعدم انجراره وراء سياساتهم؟ إذا كان موقف لبنان الحيادي يعني أنهم لن يحضروا، فهذه مشكلتهم هم وليست مشكلة لبنان الذي لديه ملفات عالقة لا تحلها الانجرارات والتبعية“.
وتضيف حاطوم:” ثانيا، إن جامعة الدول العربية قد اختارت لبنان لعقد هذه القمة فيه، وهذا دليل ثقة في مقدرة لبنان على استضافة مثل هذا الحدث أمنيا واقتصاديا وسياسيا، في ظل منطقة تحيط به وتعاني من تداعيات الحروب والارهاب والاحتلال.
وبالتالي، لم يخسر لبنان من هذه القمة وعوداً كان يُعوّل عليها بتراجع حضور أشخاص لم تكن في نيتهم المساهمة من الأساس في المساعدة. بالعكس، أرى بأن بعض الإخوة العرب قد فشلوا مرة أخرى في العمل على كسب لبنان الذي لم ولن يحملها ضغينة ضدهم. كما وإن الضغوط التي وصلت لبعض الدول للاعتذار عن الحضور بات أمراً مكشوفاً ومحزناً كون الأمر يساهم في استمرار شرذمة العرب بدلاً من تضامنهم”.