“مصدر دبلوماسي”
كرّر وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل في ختام زيارة للبنان استمرت 3 أيام عزم بلاده دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية اللبنانية، وخصوصا في الحرب ضدّ الإرهاب. وكرر هيل مواقف اطلقها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في جولته الأخيرة التي شملت بلدانا خليجية وعربية لجهة عناوين تتعلق بإيران و”حزب الله”.
ولم يدل هيل بأي تصريح أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بحضور السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد و مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غدي الخوري ومدير مكتب باسيل المستشار هادي الهاشم. وبحسب الأجواء الدبلوماسية التي رشحت عن إجتماع “قصر بسترس” فإن الجانب اللبناني أبلغ هيل اهتمامه بالإنخراط في إعادة اعمار سوريا معبرا بأنه يجب على الجانب الأميركي مراعاة ذلك. وعلم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن هيل لم يثر أزمة النزاع الحدودي البحري مع الجهات اللبنانية التي التقاها، في حين كان تشديد لبناني على أهمية حفظ حق لبنان بحدوده البرية وخصوصا مع الخرق الإسرائيلي الكبير المتمثل ببناء جدار فاصل في 9 نقاط متحفظ عليها عند الخط الأزرق. ولفت الجانب اللبناني في اجتماع الخارجية الى ان لبنان متمسك بحدوده ويعتبر بأن التطورات قد تشكل فرصة للتوصل الى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة يعيد للبنان كامل حقوقه.
هذا الموضوع بحثه باسيل ايضا مع قائد قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول الذي تزامنت زيارته لوزراة الخارجية مباشرة بعد زيارة الموفد الأميركي. وقال دل كول بعد اللقاء في بيان معدّ سلفا:”
لقد عقدت للتو اجتماعا جيدا وبناء مع وزير الخارجية جبران باسيل.
وكما ناقشنا في اجتماعنا اليوم، الكثير من الجهود التي بذلتها في الأسابيع الأخيرة كان لمعالجة هواجس الأطراف المتصلة بأخر التطورات على طول الخط الأزرق.
وقد شددت علي اهمية استمرار انخراط الأطراف من خلال المساعي الحميدة التي تقوم بها اليونيفيل، ولا سيما المنتدى الثلاثي، لإيجاد حلول مشتركة لهذه المسائل.
ومما يشجعني تأكيد الطرفين انهما لا يسعيان إلى تصعيد التوتر، وانهما لا يزالان عازمين على العمل مع اليونيفيل لضمان الحفاظ على وقف الاعمال العدائية. ويبقي الحفاظ على الهدوء والاستقرار الشاملين على طول الخط الأزرق الاعتبار الرئيسي في جميع مبادراتنا وجهودنا لحل القضايا الخلافية.
سنواصل استخدام آلية الاتصال والتنسيق التابعة لليونيفيل لإيجاد طريقة متفق عليها بشكل متبادل فيما يتعلق بأي أنشطة على طول الخط الأزرق.
واني أشجع كلا الطرفين على احترام التزاماتهما تجاه قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وتجنب الخروق بكافة اشكالها، وليس فقط على الحفاظ على وقف الاعمال العدائية بل على العمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
تصريح هيل
أمّا هيل فقد اختار التصريح من “بيت الوسط” بعد لقائه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري فقال:”
طلب إلي الوزير بومبيو أن آتي إلى لبنان لبحث الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، واهمية علاقاتنا بالدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وتصميمنا على تهيئة الظروف اللازمة لضمان قدرة لبنان على الوفاء بالتزاماته الدولية.
كما قال الوزير بومبيو في خطابه في القاهرة، إننا سنواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا لتحقيق شرق أوسط مستقر ومزدهر، بما في ذلك لبنان. لقد رأيتم جميعاً إنجازاتنا كتحالف – تحالف من ضمنه لبنان – لتفكيك داعش. ومع اكتمال مهمة تحرير الأراضي التي يسيطر عليها داعش، سوف نعمل على إعادة القوات الأميركية من سوريا إلى الوطن، لكننا سنبقى ملتزمين بالعمل مع الشركاء لضمان بقاء تفكيك داعش بالكامل، تماماً كما سنبقى ملتزمين أهدافنا العامة في سوريا.
وكما ذكر الوزير بومبيو في القاهرة، فإننا، من خلال الدبلوماسية والتعاون مع شركائنا، سوف نطرد كل وجود عسكري إيراني من سوريا، وسنعمل من خلال العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار هناك.
تحدث الوزير بومبيو، باستفاضة، عن مقاربتنا تجاه إيران. لقد دعمنا تفاهما مشتركا مع حلفائنا حول ضرورة التصدي لأجندة النظام الإيراني الثورية وإحباط طموحات إيران وأنشطتها الخبيثة في المنطقة، وهذا أيضا يشمل لبنان، حيث على الشعب اللبناني وحده، وفقط من خلال دولته، اتخاذ القرارات الوجودية (الحياة والموت).
تلتزم الولايات المتحدة العمل مع الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة الشرعية، بما في ذلك الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، لمعالجة التحديات المتبادلة. نحن ندعم جهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتأمين حدود لبنان، وضمان سيادة الدولة اللبنانية، والحفاظ على أمن لبنان الداخلي.
إننا نمضي قدما في جهودنا لمواجهة الأنشطة الخطيرة لإيران في أنحاء المنطقة، بما في ذلك تمويل وأنشطة المنظمات الإرهابية بالوكالة مثل “حزب الله”. وفيما يحق للبنان الدفاع عن نفسه، هذا حق للدولة اللبنانية وحدها. إنه من غير المقبول وجود ميليشيا، خارجة عن سيطرة الدولة ولا تحاسب من كافة أطياف الشعب اللبناني، تقوم بحفر أنفاق هجومية عابرة للخط الأزرق الى إسرائيل وبتجميع ترسانة تضم أكثر من 100.000 صاروخ يهدد الاستقرار في المنطقة.
إن المجتمع الدولي يراقب عن كثب وضع الحكومة اللبنانية. إن اختيار الحكومة يعود للبنانيين وحدهم ولكن نوع الحكومة المختارة يهمنا جميعا – نحن المهتمون بلبنان مستقر ومزدهر – تماما كما عدم قدرة اللبنانيين على الاختيار. هناك اصلاحات حاسمة تتراجع، فيما العوائق تثقل على الاقتصاد مما يعرض البلاد للخطر. نحن نثق بقدرة قادة لبنان على إدارة البلاد خلال هذه الأوقات الصعبة، ونشجّع حكومة تصريف الأعمال على المضي قدمًا حيث يمكنها، خاصة على صعيد الاقتصاد، لتجنّب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية.