“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تتواصل التحضيرات لانعقاد القمة التنموية والإقتصادية العربية في 19 الجاري، ولم يثن اشتداد العاصفة التي تضرب لبنان منذ أيام المنظمين من القيام بالجولات التفقدية اليومية لموقع انعقاد القمّة في “سيسايد آرينا” عند الواجهة البحرية لبيروت، وفي “مطار رفيق الحريري الدولي” مرورا بالفنادق المستضيفة والمركز الإعلامي وصولا الى التجوّل يوميا على الطرق التي سيسلكها القادة العرب بحثا عن حفرة ما قد تكون غير مرئية، علما بأن ورش تزفيت الطرق جارية أيضا وقد أبطأتها العاصفة “نورما” قليلا.
يتابع الناطق الرسمي للقمّة ورئيس اللجنة الإعلامية رفيق شلالا التفاصيل كافّة سواء ميدانيا أو في مكتبه في القصر الجمهوري في بعبدا، يقدّم لنا “دليل الإعلاميين” مذكرا الصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب بأن المهلة الأخيرة للتسجيل الإلكتروني مدّدت ليوم الخميس 10 الجاري فحسب.
شلالا، الناطق الرسمي للقمة، هو جزء من لجنة عليا تشكلت لمتابعة تفاصيل التنظيم يرأسها مدير عام الرئاسة الدكتور أنطوان شقير وتضمّ رئيس اللجنة التنفيذية ومدير المراسم نبيل شديد، ورئيس الهيكلية الامنية العميد سليم فغالي والمسؤول عن مضمون القمّة السفير أوسامة خشاب المنتدب من وزارة الخارجية والمغتربين، ومنسّق أعمال القمّة التنظيمية العميد جوزف نحّاس، وقد بدأت اللجنة العمل الفعلي في 2 أيلول الفائت وهي تضم الى أعضائها ممثلين عن عدة الوزارات والأجهزة الأمنية وأعدت برنامج عمل يشمل الأمور اللوجستية والإعلامية والإدارية والأمنية وبالتعاون مع الوزرارات والإدارات المعنية ومحافظات بيروت وجبل لبنان وبلدية بيروت وبلديات الضاحية الجنوبية حيث يقع “مطار رفيق الحريري الدولي” وحيث ستسلك المواكب المشاركة طرقا عدّة.
أمنيا، أنشئت هيكلية أمنية يرأسها العميد سليم الفغالي قوامها 6500 عسكري من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام اللبناني وأمن الدولة بالإضافة الى الحرس الجمهوري، ما يعني أن 7500 عنصر أمني يتولون أمن القمّة وحماية المواكب والرؤساء ومواكبة حراكهم.
تسجّل لغاية كتابة هذا التقرير 7 آلاف شخص سيأتون من الخارج من بينهم 523 صحافيا وإعلاميا من لبنان والدول العربية والعالم، وتمّ حجز 8 فنادق. يقول شلالا في حديث لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “البقعة التي ستشهد فاعليات القمّة ستقفل كلّيا وتشمل مقرات الإقامة ومركزين اعلاميين (فندق مونرو وسيسايد آرينا).
جدول الإجتماعات
تتدرج الإجتماعات كالآتي: في 17 الجاري ينعقد اجتماع كبار الموظفين، في 18 ينعقد اجتماع المجلس الإقتصادي والإجتماعي ويضم وزراء الخارجية والإقتصاد والشؤون الإجتماعية في البلدان العربية، وينعقد على هامش القمة منتدى اقتصادي في مبنى عدنان القصار سيرفع توصياته الى القمة. يخصص 19 الجاري لاستقبال القادة العرب على “مطار رفيق الحريري الدولي” وقد تشكّلت لجان أمنية وإعلامية للقيام بهذه المهمة. وقد تمّ الإستعانة بدبلوماسيين من وزارة الخارجية والمغتربين، وبطلاب متطوّعين من الجامعة اللبنانية للمشاركة في المراسم والاعلام، وقد تم فرز إعلامي لكل رئيس وفد بغية تأمين الإرتباط بينه وبين الهيكلية الإعلامية، وتمّ إنجاز تدريبات مستمرة لهؤلاء وهم سيتولون العمل بدءا من 14 الجاري لا سيما في المركزين الإعلاميين.
يقول الناطق الرسمي للقمة رفيق شلالا بأن ما من دولة عربية اعتذرت عن الحضور لغاية اليوم، كاشفا عن تأكيد حضور أميري الكويت وقطر ورؤساء مصر وتونس وموريتانيا وفلسطين الى آخرين رفض الكشف عن أسمائهم. مشيرا الى توجيه دعوات لشخصيات أجنبية لحضور حفل الإفتتاح من كبار المسؤولين الإقتصاديين كرئيسي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأمين عام الأمم المتحدة ورؤساء المنظمات الدولية ذي الطابع الإقتصادي والإنمائي والإجتماعي.
ويلفت شلالا الى أن المراكز الإعلامية ستكون مجهّزة بأحدث التجهيزات حيث يتسع مركز “سيسايد آرينا” لـ600 إعلامي وهو مجهّز بأستديوهات للبث المباشر ووحدات المونتاج والإنترنت والحواسيب والكاميرات ولخطوط هاتف دولية…
تبلغ تكلفة القمّة 10 ملايين دولار أميركي سيدفعها لبنان الذي موّل كل فاعلياتها، وتستضيف الدولة اللبنانية رؤساء الوفود مع 4 أعضاء استضافة كاملة.
تقفل المنطقة المخصصة للأنشطة اعتبارا من فجر 18 الجاري ويمنع الدخول اليها إلا لحملة البطاقات الصادرة عن الهيكلية الأمنية للقمّة والتي تسمح لأعضاء الوفود المشاركين وللإعلاميين العرب والأجانب بالدخول فضلا عن القاطنين في داخل البقعة، حيث تمّ مسح 7600 شخص يقيمون في داخل هذه البقعة أو يعملون فيها.
مبادرة للرئيس عون
سيستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رؤساء الوفود في المطار، ويروي شلالا بأن الرئيس عون اختار عنوانا للقمّة هو:” الإزدهار من عوامل السلام” ويعدّ الرئيس اللبناني مبادرة اقتصادية تنموية سيطلقها في القمة التي سيتسلم رئاستها من المملكة العربية السعودية، وثمة اعداد لمشروع بيان ختامي يتم العمل عليه. يتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل التنظيم بحماسة معوّلا على نجاحها ومتمنيا ان تكون قراراتها تنفيذية وتنعكس إيجابا على لبنان وعلى البلدان العربية كافة كما يقول شلالا.