“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة
تتنافس الدّول الخليجية بجناحيها السعودي الإماراتي والقطري على خطب ودّ مسيحيي الشرق الأوسط، والظهور بمظهر الإنفتاح حيالهم بطريقة غير مسبوقة.
وبما أن لبنان هو مختبر كل الإستراتيجيات الخليجية على أنواعها، أصبح مسيحيو لبنان محطّ اهتمام سفراء هذه الدول: سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري يحضر “ريسيتال” للسيدة ماجدة الرومي في كنيسة، وسفير الإمارات حمد الشامسي يضيء شجرة الميلاد في كنيسة السيّدة التاريخية القديمة في عمشيت وسط ضوضاء اعلامية كبيرة، ويوم الأحد المقبل يشارك سفير قطر محمد حسن الجابر بتدشين كنيسة مار يوحنا الحبيب في دير المخلّص الكريم في غوسطا برعاية البطريرك الماروني وهي كنيسة مولت بناءها قطر. فضلا عن هذه الأنشطة، تكثر سفارات بعض هذه الدول من مؤتمرات الحوار المسيحي الإسلامي في لبنان تحت شعارات رنّانة كالتسامح والتعايش والمحبّة…. ويتوقف مراقبون لهذه الحركة الخليجية المطردة عند هذا السلوك “التعايشي” الذي يتمّ تظهيره إعلاميا وعبر السوشال ميديا في طريقة ممنهجة وواضحة، ويشير هؤلاء الى وجود أجندة خليجية واضحة تهدف الى التظلل بمسيحيي الشرق وهم من كانوا دوما تحت مظلّة الحماية الغربية في حين ينتقلون اليوم بجزء منهم الى الحماية الروسية وخصوصا في سوريا.
وتسبغ بعض الأوساط الطابع السياسي على الزيارة التي يقوم بها قداسة البابا فرنسيس الى الإمارات العربية المتحدة في شباط المقبل، مشيرة الى أن هذه الزيارة تعني محاولة واضحة لاجتذاب الكنيسة الكاثوليكية العالمية الى جانب فريق خليجي دون آخر، مع الأخذ في الإعتبار التنافس القائم حاليا بين الكنائس الأرثوكسية والإنجيلية والكاثوليكية وسواها. والسؤال المطروح ما هي مصلحة المسيحيين في الدخول في هذه المعمعة؟ ولماذا لم تنجح الدبلوماسية اللبنانية بإقناع قداسة البابا فرنسيس بزيارة لبنان وهو معقل مسيحيي الشرق الوحيد المتبقي صامدا في وجه التطرّف وغزاة الفكر الواحد؟