“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
لعلّ أهم ما قاله مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان-بيار لاكروا في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي عصر الأربعاء في نيويورك في جلسة طارئة لبحث قضية الأنفاق التي قالت اسرائيل ان “حزب الله” حفرها في اتجاه اراضيها بأن التحقيق الذي اجرته الأمم المتحدة بعد اكتشاف اربعة انفاق على الحدود بين لبنان وإسرائيل لم تثبت حتى الآن ان هذه الأنفاق لها مخارج من الجانب الإسرائيلي. الى ذلك انتهى هذا الإجتماع من دون نشر اعلان أو ادانة او التعبير عن القلق. في حين شددت السفيرة اللبنانية لدى الأمم المتحدة آمال مدللي للمجلس أنه “ليس لدى لبنان نوايا عدوانية” تجاه اسرائيل وقالت بأن “الدولة اللبنانية لم ترتكب اية انتهاكات”، متهمة اسرائيل بانتهاك الأجواء اللبنانية خلال الأشهر الأربعة الماضية بمعدل 84 مرة يوميا. أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون فقدم صورا جوية تظهر وفقا له وجودا لحزب الله جنوب الخط الأزرق، وطلب ادانة حزب الله المتهم بحفر الأنفاق للتسلل الى اسرائيل من لبنان لخطف او قتل جنود او مدنيين اسرائيليين والإستيلاء على جزء من الأرضي الإسرائيلية في حال اندلاع اعمال عدائية.
وينشر موقع “مصدر دبلوماسي” كلمة السفير الفرنسي لاكروا كاملة، والتي اشار فيها الى أن تصويب جندي لبناني في 17 الجاري بندقيته في اتجاه الجيش الإسرائيلي أدى الى عمل مماثل من 7 جنود لبنانيين و9 اسرائيليين صوبوا بندقياتهم في اتجاه بعضهم البعض ما اضطر اليونيفيل الى التدخل وخفض مستوى التوتر. قال لاكروا:
كما بات معلوما فإن جيش الدفاع الإسرائيلي قاد في الرابع من كانون الأول الحالي عملية درع الشمال لتعطيل أنفاق تجتاز الخط الأزرق الى داخل إسرائيل، والعملية مستمرة منذ اسبوعين قامت اليونيفيل خلالها بزيارات تقنية وهي أكدت وجود 4 أنفاق جنوبي الخط الأزرق، وأكدت اليونيفيل في تقريرها التقني بأن اثنان على الأقل من هذه الأنفاق يقع أحدهما في جوار منطقة المطلّة القريبة من كفركلا شمالي الخط الأزرق واخر بالقرب من زرعيت قرب الرامية شمال الخط الأزرق وهما يعبران الخط الأزرق ويشكلان انتهاكا للقرار 1701. وقالت اليونيفيل أنها ستعمل مع الأفرقاء المعنيين لمعالجة هذا الخرق على طول الخط الأزرق، ولهذا السبب قام قائد اليونيفيل وكذلك المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بوضع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين باستمرار في أجواء ما يحصل، وفي اجتماع للآلية الثلاثية في الخامس من الشهر كان تأكيد على ضرورة تجنب أي تصعيد.
تابع لاكروا: استنادا الى معلومات حصل عليها الفريق التقني لليونيفيل، عقد قائد اليونيفيل اجتماعات عدة مع مختلف المسؤولين اللبنانيين ومنهم عون (رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون).
وقال: إن اجراء تحقيق معمق لتحديد مسارات ونقاط منشأ الأنفاق مهمة معقدة، تقع الأتفاق على عمق يراوح بين 29 و 46 متراً تحت الأرض ويصعب اكتشافها واغلاقها لأنها قريبة من المناطق الحساسة لكلي الطرفين، في حين لا يبدو أن الأنفاق لديها مخارج في الجانب الإسرائيلي فهي تشكل انتهاكًا خطيرًا للقرار 1701.
تعمل اليونيفيل لإكمال التحقيق أثناء وجود الفريق الفني على الأرض، وللتأكد من أن أية أنفاق تخرق القرار 1701 ستتم ازالتها وتعطيلها بشكل حازم وآمن. حضرة الرئيس، هذا امر يثير القلق الجدي، إن الأمم المتحدة طلبت من السلطات اللبنانية ان تقود تحقيقا جديا بالتعاون مع الحكومة اللبنانية وفقا للقرار 1701 وطلبت تفكيك اي نفق يجتاز الخط الأزرق من لبنان في خرق للقرار 1701 وذلك بالتعاون مع اليونيفيل. وأوصى لاكروا الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي بالعمل والتعاون والتنسيق مع اليونيفيل وتجنب اي تصعيد. وقال بأن احتمال الحسابات الخاطئة لا يمكن التقليل من اهميتها، فقد تمّ تذكير الأفرقاء بأن الأعمال المستفزّة على طول الخط الأزرق تسهم في خلق مناخ من المخاطر المتصاعدة. وذكر بأن اليونيفيل رصدت تجمعا لمدنيين في ميس الجبل في جوار لصيق للخط الأزرق في 10 كانون الأول ولاحظت اليونيفيل تجمعا لمدنيين يقوده عضو في البرلمان اللبناني قرب ميس الجبل مع عدة اشخاص يجتازون الخط الأزرق. وفي 16 كانون الأول شارك حوالي 500 شخص منهم اعضاء في البرلمان اللبناني في تجمع دام 7 ساعات في ميس الجبل، وقد اجتاز العديد منهم الخط الأزرق، في 17 كانون الأول قام جندي لبناني بتصويب بندقيته في اتجاه الجيش الاسرائيلي بما تسبب بأن 7 جنود لبنانيين و9 جنود اسرائيليين صوبوا بنادقهم في اتجاه بعضهم البعض، وقامت وحدة الإرتباط في اليونيفيل بالتدخل وخفّضت مستوى التوتر. نشرت اليونيفيل قوات جديدة وفرق ارتباط في الأماكن الحساسة على طول الخط الأزرق وستستمر بمساعدة الأفرقاء لكي يبقوا على احترام التزاماتهم تحت نطاق القرار 1701. وختم لاكروا بأهمية احترام دور اليونيفيل تحت إدارة الجنرال ستيفانو دل كول وشكر مجلس الأمن الدولي لدعمه المستمر لليونيفيل وقال أن المجلس سيستمر بالإطلاع على اية تطورات.