“مصدر دبلوماسي”
ضمن فعاليات “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” بدورته الثانية والستين، وقّع الزميل عماد الدين رائف كتابه الجديد “من بيروت وعنها – أوراق أوراسيّة في التفاعل الحضاري”، بمشاركة كتّاب وأدباء وصحافيين ومهتميّن بالتفاعل الثقافي بين أوروبا الشرقيّة والعالم العربي.
يتضمّن الكتاب الذي صدر عن “دار المصوّر العربي” في 176 صفحة، اثني عشر بحثًا مرفقًا بالوثائق والصور، تروي عن رحالة ومستشرقين وفنانين وصحافيين من أوراسيا زاروا لبنان بين العامين 1860 و2007 وتركوا آثارا إبداعية من القصة إلى القصيدة واللوحة والمنحوتة عن بيروت.
يصطحب الكاتب القارئ عبر صفحات الكتاب في رحلة تتضمن مواطن الجمال في إبداعات مترجمة من الروسيّة والأوكرانيّة والتشيكيّة والآفاريّة وغيرها من اللغات الأوراسيّة، منها إعادة إحياء قصص المفتش المدرسي الروسي ستيبان كوندوروشكين في كتاب “حكايات كوندوروشكين – لبنان قبل قرن بريشة روسية” (دار المؤلف: 2016)، وأعمال المستشرق الأوكراني أغاتانغل كريمسكي، ومنها قصصه البيروتية (رياض الريس للكتب والنشر: 2017)، ودفاع كريمسكي عن الأديبة اللبنانية وردة اليازجي في كتابه “الأدب العربي المعاصر”، لمناسبة 150 سنة على صدور ديوان اليازجي “حديقة الورد”. ذلك إلى جانب متنوعة تضمنها الكتاب عن رحلات الكتّاب والرسامين إلى بيروت، ومنها رحلة الكاتب نيقولاي بيرغ سنة 1860، ابن القيصر الروسي نيقولاي نيقولاييفيتش سنة 1871، وصولا إلى عمل الزوجين سابينا وميخائيل بورادا على رسم الطوابع البريدية اللبنانية على عتبة الحرب الأهلية، وأشعار ومنحوتات ميخايلو هورلوفي. كما يتضمن الكتاب فصلًا مترجمًا عن الحياة الاجتماعية في بيروت سنة 1959، بعنوان “أناس بيروت الصغار”، للرحالتين التشيكوسلافيين ميروسلاف زيكموند ويرجي هانزليكا من كتابيهما “الهلال المقلوب“.
يذكر أن كتاب “من بيروت وعنها” هو الخامس لرائف في سلسلة من البحوث والترجمات في التفاعل الحضاري بين أواسيا والعالم العربي، وقد قدّم الكتاب للمرة الأولى الشهر الماضي في معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم في موسكو، ضمن فعاليات مؤتمر “الاستشراق بين الماضي والحاضر” الذي نظم لمناسبة الاحتفال بالذكرى المئتين على تأسيس المعهد، كما عرض الكتاب في كلية الاستشراق التابعة للمدرسة العالية للاقتصاد في موسكو في لقاء خاص للكاتب مع أساتذة وطلاب اللغة العربية.