“مصدر دبلوماسي”
اقام سفير دولة قطر في لبنان محمد حسن جابر الجابر حفل استقبال مساء أمس بمناسبة تولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الحكم في البلاد وذلك في فندق “الفينيسيا” بيروت.
حضر الحفل الوزير سيزار ابو خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير جمال الجراح ممثلا الرئيس المكلف سعد الحريري، ممثل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوسية والاقتصادية والاجتماعية.
الجابر
بعد النشيدين اللبناني والقطري القى السفير الجابر كلمة قال فيها:” يوم المجد والعزة والكرامة، يوم تجديد العهد بالبقاء يدا واحدة وقلبا واحدا، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه”، حافظ الأمانة والوعد بالسير بدولتنا الحبيبة قطر إلى أعلى المراتب وأفضل المراكز في العالم.
يطيب لي أن أرفع معكم أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير “البلاد المفدى”، وإلى حضرة صاحب السمو الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،”حفظهما الله”، والشعب القطري الكريم، والمقيمين على أرض قطر الحبيبة، خاصة الجالية اللبنانية التي صارت جزءا منها، لما يحمل اللبنانيون في قلوبهم من محبة وتقدير لدولة قطر.
ويسعدني أن أحتفل معكم، هنا اليوم، بهذه المناسبة الوطنية، بعد فترة قصيرة من تسلمي مهامي كسفير فوق العادة مفوضا لبلادي في لبنان، وأنا الذي عرفته دبلوماسيا سابقا.
الحضور الكريم
في هذه المناسبة الوطنية، العزيزة على قلوبنا والحية في وجداننا وضميرنا، نجدد التأكيد على التمسك بدعائم الدولة، التي قام الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني “طيب الله ثراه” في مثل هذا اليوم من العام 1878، بإرسائها وحفظ سيادتها، وأعلن استقلالها المغفور له، الشيخ الأب خليفة بن حمد آل ثاني “طيب الله ثراه” في 3 سبتمبر 1971. وقام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني” حفظه الله”، بوضع أسس دولة قطر الحديثة. وأكمل المسيرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “حفظه الله ورعاه”، الذي نأى بوطننا عن الأخطار،التي كانت وما زالت محدقة به من الأقربين، وقاد السفينة إلى بر الأمان.
وانسجاما مع رؤيته الحكيمة وقيادته الرشيدة، لعبت الدبلوماسية القطرية بتوجيهات سموه، دورا فاعلا ومميزا في المحافل الدولية للدفاع عن حقنا ووجهة نظرنا.
وقامت بتوضيح مواقف قطر بشأن الحصار، في مراكز القرار، وتجديد موقفنا الثابت من محاربة الإرهاب وتمويله، ورفض الانصياع لأي شروط،وإبراز سياستنا القائمة على الحوار، والالتزام والوفاء بالتعهدات مهما كانت الظروف، مع التركيز على موقفنا الثابت من القضية المركزية، قضية فلسطين الحبيبة.
في عهد سموه، تخطى حضور دولة قطر الحدود، فصارت دوحة الحوار والسلام، والنهضة والأمان، وعنوان التلاقي والحضارة وحوار الأديان.
وحافظنا على سيادتنا، هذه السيادة التي نصونها بأرواحنا ونقدم لها كل نفيس، ولن يتمكن كائن من كان، من مسها، أو فرض سلطته عليها.
وشعارنا لهذا العام “فيا طالما قد زينتها أفعالنا” وأيضا “قطر ستبقى حرة”، ليس حبرا على ورق، هو وعد وعهد وفعل وممارسة.
فحريتنا صنعناها بأيدينا، وفديناها بقلوبنا، وقدمناها هدية لوطننا الغالي.
الحرية والأفعال اختصار لمبتغانا الوطني، خاصة بعد الحصار على دولتنا، والذي ما زال مستمرا، وإن كان أثبت فشله وعدم جدواه.
هذا الحصار الذي لم ينل منا، لأننا كنا ممن أدرك فن تحويل الأزمة إلى فرصة، وقدرة للاكتفاء الذاتي، ونجحنا بتخطي الحصار بتوجيهات حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى وبمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، وبإيماننا بوطننا وحريته، وباستثمارنا في الإنسان ووطنيته التي نشأ عليها.
الحضور الكريم، إن سياسة دولة قطر، تقوم على مبادئ واضحة، ترتكز على السلام والاستقرار والأمن والأمان، والتعاون والصداقة، وحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار، ولطالما قامت دولة قطر بدبلوماسيتها القديرة والمميزة، بلعب دور فاعل وناجح بتسوية النزاعات اقليميا ودوليا.
إن الحصار البري والجوي الذي فرض علينا ظلما، ودون سبب، يشكل انتهاكا ومخالفة فاضحة للقانون الدولي، وخرقا لميثاق الأمم المتحدة ونظام مجلس التعاون الخليجي، وميثاق جامعة الدول العربية.
لكن هذا الحصار، لم يمنعنا من الارتقاء بالاقتصاد الوطني القائم على أسس متينة، وتحقيق نجاحات متتالية محليا وعالميا، بفضل قوته ومتانته، وتنوعه.
وشهدت كافة القطاعات الاقتصادية تطورا ونموا متسارعا في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والخدمات والتجارة والتصدير وتحقيق الشراكة الاقتصادية الإقليمية والعالمية، كما أسهمت الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة بتحسين متانة النظام المصرفي. ونمت احتياطات البنوك الوطنية، والناتج المحلي الإجمالي.
فقطر، وهي الآن أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، لم يمنعها الحصار من عزمها على زيادة الإنتاج.
وشكل افتتاح “ميناء حمد الجديد” في فترة الأزمة، حدثا تاريخيا واقتصاديا حيويا، من خلال فتح خطوط الملاحة لربطنا بالعالم. ولم تنحصر انجازاتنا بالاقتصاد وتطويره فقط ، فكان للتنمية والانفتاح الثقافي والتربوي والتعليمي والفكري والرياضي، شأن هام، في رؤية صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الذي تسلم استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 رسميا من الرئيس الروسي.
مونديال2022 سيكون مونديال العرب في قطر، وفي دوحة العرب.هذا الحدث العالمي، أوجد طفرة كبيرةاعتمدت خلالها خطط إنفاق ضخمة تغطي الطرقات والملاعب والسكك الحديد، والمنشآت الضرورية والبنية التحتية في إطار تحقيق “رؤية قطر الوطنية 2030”.
الحضور الكريم، لا يخفى على احد أن العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجمهورية اللبنانية، علاقات قوية متينة وتاريخية وأخوية، قائمة على الاحترام المتبادل وموثقة بالاتفاقيات في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والعلمية والرياضية والصحية.
الإخوة الأعزاء
إن الدور القطري المساند والداعم موجود في لبنان وفي كل الأوقات، وفي كل المجالات، والتاريخ شاهد على ذلك، من اتفاق الدوحة إلى إعادة إعمار قرى في الجنوب، إلى الوساطات للافراج عن الراهبات والعسكريين، ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين مباشرة أو من خلال الجمعيات، إلى الدعم في مؤتمر سيدر، وصولا مؤخرا إلى افتتاح المكتبة الوطنية في بيروت، بهبة قطرية للنهوض بها، وللحفاظ على التاريخ الفكري والإنساني لبلد العلم والنور، ما يقدم دليلا حسيا على إيفاء دولة قطر بتعهداتها رغم كل الظروف التي مرت بها ورغم الحصار الجائر.
فنحن قوم،إذا قلنا فعلنا وإذا وعدنا وفينا، هكذا هي قطر كما تعرفونها ويعرفها العالم، يدها ممدودة للجميع للخير والسلام والبنيان والثقافة والعلم.(…)