“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
لا يستحّق قرار الكويت الذي أعلنت عنه صحيفة “الرأي” اليوم بمنع النساء اللبنانيات والتونسيات والمغربيات من السفر اليها من دون محرم أن نغنّي له مع المطرب الكويتي نبيل شعيل أغنية ما أروعك! بل أن نعتبره أعجب وأغرب من الخيال…بالمعنى السلبي بالطبع.
بالعنوان العريض، وفي المانشيت “الرئيسية” عنونت صحيفة “الرأي” الكويتية بزهو بارز الآتي: “وقف منح تصاريح عمل لما دون الـ40 عاما. وأكملت: المغربيات والتونسيات واللبنانيات لا يعملن في الكويت…إلا بمحرم.
وأشار متن الخبر الى أن الهيئة العامّة للقوى العاملة أوقفت منح تصاريح عمل للنساء من الجنسيتين المغربية والتونسية ما دون الأربعين عاما، إلا في حال وجود محرم من الأقارب من الدرجة الأولى (أب أو أخ أو زوج)، وذلك بناء على طلب الدولتين، بحسب الصحيفة وكذلك السيدات من الجنسية اللبنانية اللواتي يحتجن الى موافقة أمنية، اضافة الى المحرم. ولم توضح الصحيفة إذا كان القرار الساري على السيدات اللبنانيات هو بطلب من الدولة اللبنانية.
وبعد تدقيق قام به موقع “مصدر دبلوماسي” لدى الجهات اللبنانية المعنية تبيّن بأن القرار الكويتي بالنسبة الى اللبنانيات هو أحادي الجانب وليست الجهات اللبنانية الدبلوماسية ولا الأمنية على علم به وبخلفياته، وبالتالي فإن زجّ الجنسية اللبنانية في هذا القرار له أبعاد غير بريئة إطلاقا. إن طلب محرم للسيدات العاملات في الكويت إجراء يحمل تمييزا واضحا ضد المرأة كإنسان حرّ ومتمكّن، ولكنه يخفي في طياته تشكيكا بأخلاقيات المرأة اللبنانية ويسعى الى ضرب سمعة النساء اللبنانيات بسلوكهن الشخصي مع الإيحاء الإضافي بأنهنّ مشروع إرهابيات!.
لكنّ التمعّن في القرار الكويتي يثير الضحك، فمن الواضح أنه قرار ارتجالي اتخذ بتسرّع، إذ ليس مفهوما لم تحديد السيدات دون الأربعين؟ فهل يزول “خطر” المرأة اللبنانية جماليا وأمنيا إذا كان عمرها 40 سنة ونصف السنة؟ أو 41 سنة؟ أو 42 سنة” أو 43 سنة؟! قرار مضحك فعلا إذا تمحصنا به مليا ويظهر بأن أبعاده ليست لا أخلاقية سلوكية ولا أمنية بل رسالة خليجية سياسية من نوع آخر توجهها الكويت الى لبنان الذي غضّ النظر عن الكثير من الأخطاء في حقه حفظا لمودة الأشقاء.
لكنّ المحزن أن يصدر هذا القرار عن دولة صديقة للبنان كالكويت، من المفترض أن يكون حكامها الحكماء أكثر رويّة في اتخاذ قرارات مماثلة، من دون الحاجة الى القول بأن النساء اللبنانيات اثبتن جدارة في ميادين العمل بكفاءتهنّ وقدرتهن التنافسية في أصعب المهام التي توكل إليهن في شتّى الميادين، أما الجمال والدلال اللبناني فهو هبة من الله وليس من حظر قادر على حجبه!