“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
مهّد قسم القائم بالأعمال السعودي في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري اليمين الدستورية اليوم أمام العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز “كسفير فوق العادة ومفوّضا لمقامه الكريم لدى الجمهورية اللبنانية” كما غرّد على حسابه على “تويتر” الطريق لتسلّمه سفارة بلاده في بيروت بالأصالة، وهو كان يضطلع بمهام السفير عمليا طيلة العامين الفائتين كوزير مفوّض وهي رتبة تقع في منطقة وسطى بين المستشار والسفير، علما أبأه كان يتمتّع بصلاحيات السفير كلها.
إلا ان تعيين البخاري سفيرا فوق العادة يعني عمليا بأن المملكة العربية السعودية أعادت رفع العلاقة الدبلوماسية مع لبنان الى مستواها الطبيعي، بعد أن خفضتها عمليا طيلة الأعوام الثلاثة الماضية.
ومن المنتظر أن يقدّم البخاري نسخة من أوراق اعتماده قريبا الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قبل أن يحدد له رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعدا في قصر بعبدا لتسلّم أوراق اعتماده رسميا بحسب الأصول الدبلوماسية.
وكان البخاري عيّن في لبنان رسميا كقائم بالأعمال في عام 2015 خلفا للسفير السعودي السابق علي عوّاض عسيري، ثمّ غادر الى السعودية وعيّن مكانه السفير وليد اليعقوب الذي لم يبق في منصبه أكثر من شهر وأعيد الى وزارة الخارجية لأسباب مجهولة وأعيد البخاري الى منصبه في لبنان في 30 تشرين الثاني الفائت، حيث عمل على “لملمة” تداعيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017 وما رافقها من توتّرات بين البلدين لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقة بينهما، ونشط البخاري في لمملمة شتات السنّة اللبنانيين على أكثر من مستوى، وإعادة توطيد دعائم “تيار المستقبل”. وعمل البخاري الذي سبق وعمل في ألمانيا على الشق الثقافي ونظّم الكثير من الأنشطة الثقافية والرياضية والإعلامية واثار جدلا في بعض أنشطته لكنّ عارفيه يجمعون بأنه سفير متمكّن بشكل ممتاز من الملف اللبناني وهو نجح في نسج علاقات وطيدة مع مختلف أطياف المجتمع اللبناني وحقق نجاحا وخصوصا في الملفّ السنّي.