“مصدر دبلوماسي”:
بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 68/163، وجّه الإتحاد الأوروبي عبر بعثته في لبنان تحية الى جميع الصحافيين في جميع أنحاء العالم الذين خسروا حياتهم وتعرضوا للهجمات في أثناء ممارسة مهنتهم. وأشاد “بجميع هؤلاء الصحافيين الشجعان الذين يتولون أعمال زملائهم الذين لم يعد بإمكانهم متابعة تحقيقاتهم”. وأصدرت الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني البيان الآتي:
“لا يمكن للديمقراطية أن تعيش بدون وسائل إعلام حرة ومتنوعة ومستقلة. ويحمل الصحافيون والفاعلون الإعلاميون في جميع أنحاء العالم الدول والمسؤولين الحكوميين والشركات والمجتمع بشكل عام المسؤولية عن أفعالهم. لكن الكثير منهم يواجهون تهديدات وهجمات لمجرد تأديتهم عملهم، في حين أن مرتكبي هذه الهجمات غالباً ما يتصرفون على أساس إفلاتهم التام من العقاب.
في هذا اليوم الذي أُعلن اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 68/163، نحيي جميع الصحافيين في جميع أنحاء العالم الذين خسروا حياتهم وتعرضوا للهجمات في أثناء ممارسة مهنتهم. كما نشيد بجميع هؤلاء الصحافيين الشجعان الذين يتولون أعمال زملائهم الذين لم يعد بإمكانهم متابعة تحقيقاتهم.
تثبت اغتيالات الصحافيَين الاستقصائيَين دافني كاروانا غاليزيا ويان كوسياك في الاتحاد الأوروبي أنه ما من منطقة في العالم محصنة ضد هذه الظاهر. ويجب إجراء تحقيق شامل ومحاكمة في هذه الجرائم الجديرة بالازدراء، كما هو الحال بالنسبة إلى مقتل الصحافي السعوديين جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. لقد طلبنا ونتوقع أن تتعاون المملكة العربية السعودية في تحقيق شامل وذي مصداقية وشفاف، ونصر على ضرورة توضيح ظروف موته ومساءلة جميع المسؤولين عن ذلك مساءلة كاملة.
في العديد من البلدان، ثمة نزعة مقلقة لتقليص المساحة المتاحة للصحافة الحرة والحد منها، وذلك في كثير من الأحيان عن طريق التشكيك بشكل عشوائي في صدقية وسائل الإعلام لتشويه سمعتها وإضعاف عملها. ويحتاج الصحافيون إلى بيئة يستطيعون فيها العمل في جو من السلامة والأمن، سواء على الإنترنت أو خارجه، من دون الخوف من المضايقة أو الضغط السياسي أو الرقابة أو الاضطهاد. ويجب أن يحمي نظام قانوني متين وسائل الإعلام والصحافيين في جميع أنحاء العالم حتى يتمكّنوا من إنجاز عملهم باستقلالية تامة. وفي وقت تزداد فيه المعلومات المضللة، يجب ضمان سلامة الصحافيين للسماح لهم بنشر معلومات صحيحة بما فيه خير جميع مواطنينا ويصبّ في مصلحتهم.
سيستمر الاتحاد الأوروبي في استخدام جميع السياسات الخارجية والأدوات المالية المناسبة لتعزيز جودة الصحافة والوصول إلى المعلومات العامة وحرية التعبير. وسيواصل تمويل المركز الأوروبي لحرية الصحافة والإعلام وتوفير الحماية الهادفة من خلال برامج دعم المدافعين عن حقوق الإنسان.
يقع على عاتق جميع الدول داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه واجب الوفاء بالتزاماتها لحماية حرية التعبير وسلامة الصحافيين من خلال توفير بيئة قانونية ممكّنة، وأخذ التهديدات ضد الصحافيين على محمل الجد، ومقاضاة الهجمات التي تقع بفاعلية. ونتوقع من الجميع تعزيز التدابير الوقائية، وحشد طاقات جميع الفاعلين واستحداث آليات سلامة وطنية، بما يتماشى مع خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين وقضية الإفلات من العقاب.
الصحافة الحرة هي العمود الفقري للمجتمعات الحرة، ويعني تقويضها تقويض حريتنا الذاتية”.