“مصدر دبلوماسي: تقرير مقتبس من Jeune Afrique
متسلّحة بـ400 الى 700 عنصر، فإن منظّمة ما يعرف بالدّولة الإسلاميّة (داعش) هي في طور إعادة الهيكلة في ليبيا.
نزل الجهاديون من سرت في اتجاه الجنوب، متخلين عن استراتيجية التوسّع الميداني لصالح أساليب حرب العصابات. يقول تقرير نشرته مجلة
Jeune Afrique
بأن الجيش الوطني الليبي ألقى القبض في 8 الجاري على المدعو هشام عشماوي في مدينة درنة قرب طبرق، على بعد 1300 كيلومتر لشرق العاصمة طرابلس. وقد كشف الزعيم المصري لما يعرف بـ”المرابطون” -وهي مجموعة جهادية مرتبطة بالقاعدة وقريبة من الدولة الإسلامية في ليبيا- بعض المعلومات عن الوضع الراهن للمنظمة. من الصعب التأكد من أقواله، لكن الأمر المؤكد هو أنه بعد مرور عامين على دحرها من معقلها في سرت، فإن الجماعة الجهادية تستفيد من الفوضى في ليبيا لإعادة تنظيم نفسها.
يحلل آرتورو فارفيللي وهو المسؤول في مركز إفريقيا والشرق الأوسط في المعهد الإيطلي للدراسات السياسية الدولية
ISPI
ومتخصص بالشؤون الليبية، استراتيجية “داعش” في هذا البلد، ويقيّم قوّة هجومه المستعادة.
وردّا على سؤال المجلة عن قول المبعوث الخاص للأمم المتحدة في شأن ليبيا غسان سلامة في بداية ايلول الفائت أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي بأن وجود وعمليات تنظيم” الدولة الإسلامية” تتمددان في ليبيا يقول فارفيللي:” خسرت الدولة الإسلامية سيطرتها على الأراضي التي كانت بحوزتها، لكنها لم تختف. فهي تركزت عام 2014 في درنة، حيث انضمّ مقاتلون من العراق الى بعض المجموعات التي تناصر “داعش” والتي كانت موجودة في البلاد. وعام 2015، وبسبب خلافات داخلية بين الجهاديين، نجحت حكومة الإتحاد الوطني باستعادة السيطرة على المدينة.
وكانت مدينة سرت هي المعقل الثاني للدولة الإسلامية، حيث سيطرت المنظمّة على منطقة واسعة قوامها 50 كيلومتر.
وبعد القصف الأميركي عام 2016، التجأ المقاتلون نحو الجنوب. ولم تتم محاصرة المدينةـ ما سمح للجهاديين بالهروب الى مسافة تبعد 80 كيلومتر من سرت. وبعد هجومات من قبل قيادة الولايات المتحدة الأميركية لإفريقيا
AFRICOM
فقد تراجعوا ايضا نحو جنوب البلاد. إن “داعش” موجودة دائما في ليبيا، لكن التنظيم بدّل المنطقة والإستراتيجية فحسب”.
وعمّا يشكله التنظيم من قدرة على الأذية في ليبيا يقول فارفيللي:” دخلت “داعش” في مرحلة جديدة، فهي انتقلت من التوسّع الميداني الى استراتيجية حرب العصابات. في غضون السنة الفائتة، تمكّن التنظيم من ضرب قوات خليفة حفتر وقوات فايز سرّاج. حاول التنظيم المسّ بأماكن لها رمزيتها. مثل مركز الشركة الوطنية الليبية للبترول
NOC
الذي تمّ استهدافه في 11 أيلول الفائت. لقد زادت الهجومات قياسا الى عام 2017. إن “الدولة الإسلامية” هي في طور إعادة تنظيم نفسها، مع قدرة على ضرب مساحة واسعة من البلد، ومن ضمنها مدن مثل طرابلس. ويجب التنبه أيضا الى أنه بعد سقوط سرت، فإن أعضاء كثر انضمّوا الى منظّمات أخرى مثل “المرابطون” أو “القاعدة” في المغرب.
AQMI
وقد خرجت المجموعات الجهادية في جنوب البلاد أكثر قوّة”.
واشار المحلل فارفيللي الى تقرير صدر أخيرا عن
AFRICOM
أشار “الى وجود بين الـ400 والـ700 عنصر من الدولة الإسلامية في ليبيا حاليا، ويتركز معظمهم في المناطق الصحراوية في جنوب البلاد. وكان هؤلاء بالآلاف قبل سقوط سرت.80 في المئة من مقاتلي “داعش” يأتون من الخارج، وأكثر من نصفهم يأتون من تونس، ولكن من مصر أيضا، ومن سوريا والعراق. اليوم، فإن العدد الأكبر من المقاتلين هو من التونسيين ومن المصريين الذين لم يتمكنوا من العودة الى بلادهم”.
ولفت فارفيللي “الى أن الجهادية تولد وتنتشر في إطار من الدول الفاشلة كما في ليبيا، وبأنه طالما لا يوجد احتكار للقوة في البلد فإن الدولة الإسلامية ستزدهر، ولم يبد فارفيللي تفاؤله بالإنتخابات القادمة في كانون الأول 2018، قائلا بأن هذا الإستحقاق الإنتخابي الذي ينظّم بتسرّع وتحت ضغط المصالح الأجنبية، قد يؤدي الى مزيد من زعزعة الإستقرار في البلاد كما حصل تماما عام 2014 (…).