“مصدر دبلوماسي”- خاص:
رعت سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شمودت كيرغوز بالتعاون مع معهد “هندرتش بويل” الألماني، مهرجان الأفلام حول “حقوق الإنسان والهجرة” الذي جرى في “متحف سرسق” بين 12 و14 الجاري. وحمل المهرجان بمجمله عنوان: “ما بقا إلا نوصل”. واستضافت ندوة بعنوان “أين نحن من درب العدالة؟” أدارتها المحامية نايلة جعجع 4 شخصيات تحدثت عن موضوع العدالة الدولية، هي: الناشطة الحقوقية الدولية أنطونيا كلاين، المناضل الإسباني شاتو، وديانا بو عباس من جمعية “مرسى” والمخرج المسرحي السوري عبد الله الكفري.
كلاين ومفهوم جديد للعدالة الجنائية
تحدثت كلاين عن كيفية تحويل أصحاب الحق من ضحايا الى أصحاب حقوق وكيفية مساعدتهم على التأثير في مجتمعاتهم.
قالت أن لكلّ شخص حقوق بطبيعة الحال، لكن هل يمكنه ممارستها؟ وأعطت مثلا عن النازحين في لبنان حين أن جزءا كبيرا منهم غير شرعيين، وبالتالي لا يحق لهم بالتقدّم بشكوى لدى الشرطة في حال تعرضوا لمشكلة. لكن هؤلاء إن توجّهوا الى المحكمة، سيكتشفون أن لديهم حقوقا يمكن أن يستعيدوها.
أما اللافت في مداخلة كلاين فهو حديثها عن “المحامي التقليدي” و”المحامي الحقوقي” .برأيها أن المحامي التقليدي يطلب فورا توقيف أي شخص لا أوراق شرعية لديه، لكنّ المحامي الحقوقي يحاول تغيير السياسات المتّبعة بالرّغم من وطأة القانون. مشيرة الى أن هذه الإستراتيجية التربوية الجديدة تفتح المجال للتغيير.
شاتو: لا للإفلات من العقاب
من جهته، قال المناضل شاتو بأن ضحايا فرانكو ممن قتل لهم أشخاص وعائلات وأهالي مفقودين لم يتمكنوا من متابعة مسار العدالة أمام المحاكم الإسبانية، إذ عمدت الحكومات الإسبانية المتعاقبة على عرقلة هذا المسار. فانتقلت شكاوى هؤلاء الى المحاكم في الأرجنتين، معتبرا بأن الجرائم ضدّ الإنسانية يجب أن تتم ملاحقتها بغض النظر عن الدول التي ترتكب فيها الجرائم.
واشار الى أننا عانينا من ديكتاتورية فرانكو طيلة 40 عاما، وهو قتل أكثر من 1800 شخص، وقتل 900 طفل، وهنالك لغاية اليوم 30 ألف طفل مفقود، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1939 و1957. ويبلغ عدد المفقودين في اسبانيا 150 الف شخص، وتعتبر اسبانيا البلد الثاني بعد كوريا الشمالية من حيث عدد المفقودين. وقال أن اسبانيا تشجّع الإفلات من العقاب، من هنا فإننا لجأنا الى القضاء الأرجنتيني. وقال أنه ينبغي على الدول أن تكون ملزمة بتسليم مجرمي الحرب ليحاكموا. وتحدث عن اللجوء الى بلديات وجمعيات بغية جمع الشكاوى وبات لدينا 9 آلاف شكوى أمام القضاء الأرجنتيني، وتوجد أكثر من 600 شكوى عتيدة، ونحن متيقنون بأننا سنقتاد المجرمين الى العقاب.
بو عباس
وتحدث المخرج عبد الله الكفري عن عن كيفية تطويع المسرح لرواية مأساة شعب مضطهد مثلما هو الشعب السوري بحسب تعبيره.
وكذلك تحدثت ديانا بو عباس من جمعية “مرسى” عن مساعدة من هم بحاجة الى علاج في الأمراض الجنسية والذين لا يجدون من يرعاهم في المستشفيات والعيادات، متحدثة عن “وصمة وتمييز” طبي فاضح في لبنان، حيث أن اطباء كثر في مستشفيات عريقة يرفضون تقديم العلاج أو الفحص الجنسي لسيدات غير متزوّجات أو لمن لديهم أو لديهنّ ميول جنسيّة خاصّة. واستنادا الى دراسة أجرتها جميعة “حلم” (الخاصة بالمثليين) تبين أن 50 في المئة من الأطباء اللبنانيين لا يقدّمون علاجات وخدمات صحية للناشطين والناشطات من ذوي الميول الخاصة. مشيرة الى اختفاء أية اعلانات عن الواقي الذكري واقتصار المواضيع الصحية على الفضائح الجنسية.
وقالت أن الجمعية تقدم خدمات صحية في هذا المجال وتدرّب أطباء وممرضين أيضا.