“مصدر دبلوماسي”: خاص
بمناسبة مرور الذكرى المئوية لإنشاء تشكوسلوفاكيا (1918) واحتفالا باستقلال الدولتين السلوفاكية والتشيكية عنها عام 1993، نظمت “جامعة بيروت العربية” في بيروت إحتفالية ثقافية بالتعاون مع سفارتي سلوفاكيا وتشيكيا للإضاءة على ثقافة البلدين.
وكان حضور بارز لرئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا وهي من أصل تشيكي والسفيرة التشيكية الدكتورة ميكايللا فرونكوفا والسفير السلوفاكي لوبومير ماتسكو، ورئيس الجامعة البروفسور عمرو جلال العدوي وامينها العام الدكتور عمر حوري وعمداء الكليات ومديرة العلاقات العامة زينة العريس ووفد من السفارتين وطلاب وإداريي الجامعة .
بعد النشيد الوطني اللبناني والسلوفاكي والتشيكي، قدمت نادين قليلات الاحتفال ” مشيرة الى توق التشيكيين والسلوفاكيين للحصول على استقلالهما والعيش في دولة ذي سيادة مستقلة مع المحافظة على العلاقات الودية التي تجمع الشعبين معاً”.
كما تحدث كل من السفيرين التشيكية والسلوفاكي عن حضارة بلديهما.
سفير سلوفاكيا
ووجّه السفير السلوفاكي في لبنان لوبومير ماتسكو كلمة شكر الى رئيس الجامعة العربية في بيروت البروفسور عمرو جلال العدوي الذي ” دعم بإخلاص فكرة تنظيم هذا الحدث في حرم الجامعة العربية في بيروت ودعانا الى مبناها الجميل”. وقال:” نحن سعداء بأن نحصل على هذا الفرصة لمشاركة رسالتنا المشتركة للسلام والصداقة والتعاون المشترك”.
وأشار السفير ماتسكو:” ينبعي علي الإعتراف بأنني واجهت مشكلة عندما بدأت بصياغة هذا الخطاب، إذ سألت نفسي عن كيفية إحياء ذكرى بلد لم يعد موجودا، ولكن يوجد بعده خليفته وهما دولتي تشيكيا وسلوفاكيا اللتان تتمتعان بعلاقات ودية ونحن نقف هنا أمامكم معا؟ وعاد الى لمحة تاريخية وتحديدا الى 1 كانون الثاني 1993 حيث انقسمت تشيكوسلوفاكيا الى دولتين ذات سيادة بعد 7 عقود من وحدتها.
وقال السفير ماتسكو “بأن النموذج الذي تقدمه تشيكيا وسلوفاكيا قد يصلح لدرس قيّم وربما كوحي لبلدان أخرى تواجه مشكلات مشابهة. وهنا أشير الى أنني لا أدعو الى فسخ شراكة الدول المتعددة الأعراق أو الكيانات كطريقة قياسية لحل نزاعها الداخلي، بل إن ما يجول في ذهني، هو أن السلوفاكيين والتشيكيين اختاروا قبل 26 عاما مقاربة الحوار كطريقة وحيدة لقبول اتفاق على أنه النتيجة الوحيدة الممكنة حين كانوا يفتشون على مخرج للأزمة التي تسببت بها وجهات نظرهم المختلفة حول كيفية إدارة الدولة المشتركة”. اضاف:” ما أفكر به ليس ما قاموا به، أي الإنفصال، بل كيف قاموا بذلك. ما يدور في ذهني هو طريقة دستورية وطليعية عقلانية استخدموها لحل واحدة من أكثر المشاكل حساسية التي يواجهها القادة الوطنيون”. وقال بأن “هذه المقاربة الطليعية والإيجابية مدعّمة بتاريخ طويل من العلاقات الثقافية والتقارب اللغوي والإرادة بمساعدة الطرف الآخر في أوقات الشدّة. وهذه الأمور بحد ذاتها كانت في أساس علاقاتنا الممتازة التي نتمتع بها لغاية اليوم”.
السفيرة التشيكية
وتحدثت سفيرة تشيكيا ميكاييلا فرونيكوفا فعادت الى تأسيس تشيكوسلوفاكيا وخلصت قائلة:” إن قصة تشيكوسلوفاكيا واضحة، “في الوحدة قوّة”، إن التشيكيين والسلوفاكيين بمعرفة هذه التجربة، يدركون أنه إذا أرادا أن يكونا قويين عليهما أن يبقيا قريبين لبعضهما البعض حتى لو كانا يعيشان في دولتين مستقلتين”. وأضافت:” أنا أترك ذكرياتي التاريخية وأشير الى أن دولة تشيكيا دولة تعدّ 10 ملايين ونصف مليون نسمة وهي تقع في وسط اوروبا. تعرضت للإنقسام مرات عدّة، تخيّلوا ان اي رجل في بلدي يبلغ من العمر مئة عام، يكون قد عاش كمواطن بين بلدان مختلفة بحسب المكان الذي يقطن فيه، فهو قد يكون موجودا في جمهورية تشيكيا، أو في جمهورية تشيكيا وسلوفاكيا الفيديرالية، أو في تشيكوسلوفاكيا، أو ألمانيا، أو في تحت حكومة وصاية بوهيميا ومورافيا( إبان الحرب العالمية الثانية) أو في الإمبراطورية النمساوية المجرية!
واشارت الى أن دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة تأسست عام 1918، وبعد انفصال تشيكيا ذكرت السفيرة أنها انضمّت الى حلف الأطلسي والإتحاد الأوروبي وصارت عضوا في منطقة الشنغن، والمواطنين التشيكيين هم معفيين من تأشيرات الدخول الى 173 بلدا. وذكرت بعض منتجات بلدها ومنها سيارة سكودا ، وتشيكيا هي بين أول 10 بلدان في العالم بسرعة الإنترنت، حتى مكعّبات السكّر تم اختراعها في تشيكيا! وقالت بأن الشعب التشيكي يحتسي البيرة أكثر من أي شعب في العالم، 160 ليتر للشخص الواحد سنويا!
البروفسور العدوي
وقد أشار رئيس الجامعة البروفسور عمرو العدوي ” إلى دور الجامعة الريادي المرتبط بالمجتمع وتطوير العلاقات الدولية وتبادل الطلاب مع الجامعات العالمية الكبرى”.
كما تحدث عن ” أهمية هذا الاحتفال لما يضفيه من تعاون ثقافي يقد يعزز العلاقات فيما بيننا والتي قد يؤدي الى تعاون وتبادل أكاديمي وثقافي مشترك”.
هذا وتخلل الاحتفال عرض أفلام قصيرة تناولت كلا البلدين والثقافة المشتركة والمتبادلة التي تجمعهما، وايضاً فقرة موسيقية قصيرة لأغاني تشيكية وسلوفاكية ولبنانية أداها روي صعب من الاكاديمية La Demeure Des Muses. الى معرض صور للمصوّر الفوتوغرافي بسّام لحود الذي جال في أنحاء تشيكوسلوفاكيا في رحلات مختلفة ملتقطا أجمل مناظرها الطبيعية ومخلّدا تقاليدها.
وذكر بيان صحافي للجامعة “ان هذه الاحتفالية هي الثانية التي نظمت في الجامعة، فقد حضرها في حرم طرابلس النائبين السابقين مصباح الاحدب وقاسم عبد العزيز، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، نقيبة أطباء الاسنان في الشمال الدكتورة رولا ديب ،رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، رئيس بلدية المينا عبد القادر علم الدين، ونائب رئيس الجامعة لشؤون طرابلس البروفسور خالد بغدادي، ونائب الأمين العام لحرم طرابلس محمد حمود” (…).