“مصدر دبلوماسي”
تم انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائباً لرئيس القمة الفرنكوفونية المنعقدة في أرمينيا والتي انتقلت من مدغشقر لأرمينيا، كما انتخب ايضاً رؤساء وفود دول شاطئ العاج، هايتي، جزر موريشيوس، وفيتنام، نواباً للرئيس.
في ما يأتي نص كلمة عون أمام الرؤساء الحاضرين في القمة:
|
||
إستطاع لبنان، بالتفاته إلى العالم وانفتاحه التام عليه، تحقيق الإنجاز المتمثل بالعيش المشترك وتقاسم الحكم بين المسيحيين والمسلمين إلى جانب ترسيخ الأمل في السلام الدائم. إلى ذلك، هو يُعتبر جسراً بين ضفتَي البحر المتوسط، أي بين الشرق والغرب، وحالة ثقافية إستثنائية في المنطقة، تم إحداثها بقوة الصبر والمثابرة على مرّ القرون.
تاريخ اللغة الفرنسية عريق في لبنان، ويعود إلى القرن السابع عشر عندما أسّس الآباء اليسوعيون أولى المدارس الفرنسية.
ولا تزال اللغة الفرنسية تشكّل اليوم عنصراً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالهوية اللبنانية، وليست بحدّ ذاتها لغة وطنية أو لغة أجنبية، إلاّ أنها لغة يستعملها اللبنانيون بشكل يومي، وبفضلها إستطاعوا نسج روابط متينة قائمة على تاريخ مشترك وقيم مشتركة.
وتلتزم الدولة اللبنانية بشكل يومي بضمان ديمومة إحدى أوسع الشبكات التعليمية الناطقة باللغة الفرنسية في العالم من خلال المدارس والجامعات ذات الجودة العالية والمنضوية جميعها تحت مظلة الوكالة الجامعية الفرانكفونية (AUF).
بحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم العالي للعامَين 2017 – 2018، بلغت نسبة المؤسسات الناطقة باللغة الفرنسية في القطاع العام حوالى 57.3٪، فيما وصل عدد الطلاب الذين يملكون اللغة الفرنسية كلغة ثانية في القطاع عينه إلى نسبة 57.4٪.
منذ القدم، إغتنى الأدب الفرنسي بإسهامات كوكبة من المؤلفين اللبنانيين من خلال كتاباتهم بلغة موليير وهم جورج شحادة، فرج الله حايك، أمين معلوف، أندريه شديد، ناديا تويني، صلاح ستيتية، وغيرهم مجموعة من الأدباء…
من جهة أخرى، كان لبنان في عداد أولى الدول التي ساهمت في إعلاء صرح الفرنكوفونية وأكثرها حماسة، كما إضطلع بدور رئيسي في إنشاء المنظمة الحكومية الدولية الأولى للفرانكفونية. وقد أعرب شارل حلو، رئيس الجمهورية اللبناني آنذاك، عن رغبته في إنشاء هيئة دولية تجمع بين الدول التي تتشارك اللغة الفرنسية.
ويتجلى هذا “الامتياز الفرنكوفوني” بأبهى حلله في النظام القانوني اللبناني المستوحى إلى حد كبير من القوانين الفرنسية.
إلى ذلك، أثبت لبنان تمسّكه بالفرانكوفونية لدى إستضافته القمة التاسعة لرؤساء الدول والحكومات في عام 2002 ودورة الألعاب الفرنكوفونية في العام 2009. ويضمّ لبنان أيضاً تسعة مراكز ثقافية فرنسية في بيروت وثماني محافظات أخرى. وسيحتفل معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الذي يستضيف حوالى 60.000 زائر كل عام، بإصداره الخامس والعشرين في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر. ضف إلى ما سبق، لبنان يحتفل بـ”شهر الفرنكوفونية” في كل عام بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرانكفونية والسفارات الناطقة باللغة الفرنسية في لبنان.
ولكن، بات “عشق اللغة الفرنسية” جزءاً من الحياة اليومية في لبنان. صلّ وجلّ في العاصمة، واجلس على شرفة مقهى، فترى الجالس إلى الطاولة بجوارك وهو يتصفّح صحيفة “لوريون لوجور” أو مجلة محلية أخرى باللغة الفرنسية؛ وتسمع دندنة خلفية صادرة عن إذاعة لبنانية تبث على أثيرها أحدث أغنية لذاك المطرب الفرنسي الذي نسَيت اسمه، كما يدور نقاش فرح على الطاولة في آخر المقهى باللغة الفرنسية أيضاً.