“مصدر دبلوماسي”- خاص:
تتصدّر لوحة “الأيتام” المنزل الأثري الأقدم في شارع “مونو”، حيث يقطن الدكتور أنطوان مسرّة وزوجته إيفلين وعائلتهما.
تستشعر حزنا منبثقا من اللوحة بالرّغم من ألوانها الزاهية: الأحمر والأخضر والبنفسجي والبرتقالي. هي تجسّد 6 أولاد، 3 فتيات، و3 فتيان، هم عائلة مسرّة التي رسمها أحد الفتيان وهو روبير، الرسّام المبدع الذي رحل عام 2012 في كاركاسون- فرنسا، والذي ينشغل شقيقه الدكتور أنطوان مسرّة بالتحضير لمعرضه الإستعادي الذي يفتتح في 4 تشرين الأول (الساعة 6 مساء) ويستمر لغاية 25 منه في فيلا عودة، الأشرفية.
“الكلّ مدعوون” يقول مسرّة” مضيفا:” المعرض استعادي يسترجع لوحات روبير منذ بداية حياته الى آخرها، ويضمّ مجموعة رسوم فتشنا عنها في منزله في كاركاسون حيث عاش آخر ايام حياته”. يضيف:” ليس للمعرض أهدافا تجارية، بل هدف ثقافي وهو هدف فيلا عودة التي هي جزء مهم من تراث لبنان”.
كان روبير في الـ16 من العمر حين رسم لوحة “الأيتام”، وكان فقد مع أشقائه وشقيقاته والدته التي فارقت الحياة عمر الـ37 عاما، في حين فقد والده وكان لا يتجاوز الـ8 أعوام.” إنها صدمة كونية” يعلق شقيقه أنطوان، مضيفا:”في اللوحة التحام وتضامن وحنان ونشوة. وهذه أهمّ لوحاته”.
ولد روبير نصري مسرّة عام 1944 وبدأ الرسم في سنّ الـ15، عرض في لبنان وكتب كبار النقاد العالميين عن رسمه.
تميّزت لوحات مسرّة بأنها جسّدت الطبيعة المتوسطية والنور المنبثق منها وبألوانها الزاهية وروحانيتها.
إنتقل روبير مسرّة الى فرنسا عام 1978 “وكأنه اقتلع من الجذور” يقول الدكتور أنطوان متصفّحا الكتاب الجديد الذي كتبه عن أعمال شقيقه:”روبير مسرّة، حنين وروحانية” والذي سيتمّ توزيعه في معرض فيلا عوده.
ويروي بأن روبير طالما ردّد بأنه رسّام من لبنان. سئل مرّة حول تأثير الحرب عليه فأجاب:” أنا من الضحايا، هربت من الحرب لأرسم الجمال، لأرسم الشوق الى طبيعة لبنان والطبيعة المتوسطية”.
من لوحاته “العاصفة” التي تبيّن المنزل والأشجار في مهبّ العاصفة. وفيها عبّر الفنان عن مغادرته لبنان والعاصفة التي تهبّ. الشجرة الغارسة بالأرض والبيت صامد أمام العواصف. وهل يكون لبنان صامدا أمام العواصف؟ يسأل الدكتور أنطوان مسرّة مبتسما، وقبل استعداده للخوض في مسائل دستورية وهو عضو المجلس الدستوري يودّعنا قائلا:” إن الأعوام الأخيرة التي عاشها روبير في جنوب فرنسا عبّرت عن القلق والفراق المحتّم مع زوجته. وهو توفّي في ظروف صعبة”.