“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة:
بادر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في لفتة دبلوماسية ذي أبعاد سياسية الى إيفاد ممثّل عنه الى معرض ومؤتمر “إعادة إعمار سوريا” الذي ينعقد بين 1 و6 تشرين الأول المقبل في مدينة المعارض في العاصمة السورية دمشق بتنظيم من شركة “الباشق” التي تقيم هذا المعرض للسنة الرابعة على التوالي.
فقد أصرّ باسيل على ألا يقتصر التمثيل الرسمي اللبناني على سفير لبنان في سوريا سعد زخيا، فقرر إيفاد مدير الشؤون الإقتصادية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير بلال قبلان كموفد رسمي يمثله، وهي إشارة يؤكد من خلالها باسيل على الأهمية التي يوليها لبنان الى العلاقات مع سوريا وعلى الدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في عملية إعادة الإعمار.
علما بأنه تأكد لغاية اليوم مشاركة وزيرين اثنين من الحكومة هما غازي زعيتر وحسين الحاج حسن، ولكن مشاركتهما سوف يسبغ عليها الطابع الشخصي كونهما يحتاجان لموافقة من مجلس الوزراء وهو ما لم يتوافر بسبب الانقسام الحادّ في لبنان حول إعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، في حين لا يحتاج السفير قبلان الى إذن من مجلس الوزراء كونه موفد يمثل وزير الخارجية والمغتربين.
وبحسب المعلومات فإن المؤتمر الذي يحمل شعار “عمّرها 2018” يشارك فيه 200 عارض من سوريا ولبنان والعراق والأردن وإيطاليا وبلجيكا وبلدان اخرى. وتشارك من لبنان 35 شركة تعمل في مجالات البناء والتعهّدات والآليات والهندسة.
وأشارت أوساط سياسية واسعة الإطلاع لموقع “مصدر دبلوماسي” الى أن الإنقسام الحاصل في لبنان حول العلاقات مع سوريا يؤدي حتما الى إعاقة مشاركة الكثير من الشركات المحسوبة على جهات سياسية لبنانية تناصب النظام السوري العداء في إعادة الاعمار وهذا ما ينعكس سلبا عليها. وأشارت الى أن لبنان يرتبط بمصالح حيوية مع سوريا وهو مضطر بحكم الجغرافيا والعلاقات التاريخية الى التواصل معها، وذلك لمصلحته ومصلحة المزارعين والصناعيين. أضافت: صحيح بأن لبنان يحاول التعويض عن إغلاق معبر نصيب الحدودي الذي يوصل المنتجات اللبنانية الى الخليج عبر اعتماد التصدير بحرا وجوّا ولكن للأمر سلبياته الكثيرة لأنه يرتّب أعباء مادية كبرى تؤدي بدورها الى غلاء أسعار المنتجات اللبنانية ما ينعكس سلبا على تسويقها في الخارج.
وردّا على سؤال لموقعنا عمّا إذا كان النظام في سوريا سيسمح لشركات لبنانية محسوبة على جهات شاركت بمحاربته في الأعوام الفائتة بالمشاركة في إعادة الإعمار قال المصدر السياسي: لا حكم مؤبّدا في السياسة، ويجب إنتظار تطوّرات الوضع في المنطقة وهي التي تشكل العامل الرئيسي لتحديد العلاقات بين الأطراف اللبنانية والسلطات السورية.
معبر نصيب الأردني يفتح قريبا
من جهة ثانية، قالت أوساط أردنية لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن الأردن سوف يشارك في المعرض والمؤتمر في دمشق وله دور أساسي في إعادة الإعمار ومعبر نصيب بين الأردن وسوريا سوف يفتح أمام الحركة التجارية منتصف تشرين الأول المقبل”.