“مصدر دبلوماسي”- خاص
لمناسبة “اليوم العالمي للسلام” ومرور 40 عاماً على بدء مهامها في جنوب لبنان أقامت قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل في “بيت بيروت“ معرض صور بعنوان “نعمل من أجل السلام“.
وحضرت شخصيات عسكرية وسياسية وألقى قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال ستيفانو دل كول خطابا قال فيه:
يسرني أن أرحب بكم جميعاً هنا الليلة في هذا المبنى التاريخي. قبل ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع، جدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولاية اليونيفيل، ودعا مرة أخرى الى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل لجعل الصراع جزءاً من الماضي. مع هدوء لم يسبق له مثيل في جنوب لبنان لاثني عشرة سنة، وخصوصاً السنتين الماضيتين الأكثر سلاماً، أعتقد أن لدينا زخماً فريداً للمضي قدماً في ذلك.
ان الصور والرسومات التي نراها تروي قصة رحلة طويلة قمنا بها معا-تمتد لأربعه عقود. وهي تبحث عن مستقبل أفضل وأكثر سلاما وازدهارا. ان الصور المحيطة بنا تعكس الماضي الأليم الذي عاشه شعب جنوب لبنان. وهم أيضا يحكون قصة قوتهم وسعيهم لمستقبل واعد.
لقد عرضنا هذا المعرض في صور في آذار من هذا العام عندما احتفلت اليونيفيل بالذكرى الأربعين لتأسيسها. واعتقد انه من المناسب جدا استضافته هنا في بيت بيروت هذا المساء بمناسبه اليوم العالمي للسلام. وموضوع هذا العام هو الحق في السلام. وعلى حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: السلام هو حق ورغبة جميع الناس. إنه أساس التقدم والرفاه – أطفال سعداء، ومجتمعات مزدهرة، ودول تعيش السلام والازدهار.
هذه هي الرسالة التي نريد قولها الليلة مع أمل بأن تكون صور الدمار والفوضى محصورة في كتب التاريخ وفي جدران هذا المنزل التي أصيب بتصدعات الحرب. وينبغي لها ان تذكر الأجيال القادمة بتكلف’ الصراع وان تكون مصدر الهام آخر لنا جميعا للعمل معا لصالح السلام.
نسترشد في ذلك بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ألف وسبعمائة وواحد وجميع القرارات ذات الصلة، بما في ذلك ألفين وأربعمائة وثلاثة وثلاثين وألفين وسبعمائة وثلاثة وسبعين. وتشكل هذه القرارات معا جوهر ولاية اليونيفيل على النحو الذي وافق عليه لبنان. ويشمل ذلك حريه القوة في التنقل والوصول إلى الخط الأزرق، بجميع أجزائه، باعتباره محوريا في تنفيذ ولايتنا بدعم من شريكنا الاستراتيجي، القوات المسلحة اللبنانية.
ويشرفني ان ألاحظ ان لبنان وقبل عشرة أيام، أصبح البلد الرابع عشر بعد المئة في تأييده مبادرة الأمين العام للعمل من أجل حفظ السلام. وتدعو المبادرة، التي ستطلق رسمياً غدا في الأمم المتحدة، الدول الأعضاء ومجلس الأمن والبلدان المضيفة والدول المساهمة بقوات والشركاء الإقليميين والمساهمين الماليين إلى تجديد التزامنا بحفظ السلام والدفع من أجل التميز. التميز الذي نسعى إليه كل يوم لتعزيز السلام في جنوب لبنان.
دعونا لا ننسى أبداً ان عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ومنع الصراعات هي مهمة جماعية. لقد اختبرنا هذا في جنوب لبنان بالعمل مع المجتمعات المحلية التي تستضيفنا بسخاء. وقد روى بعض الصحفيين الشجعان قصه الجنوب، ونحن محظوظون لان البعض منهم هنا الليلة. صورهم وأعمالهم في التوعية من الألغام تذكرنا بأن كثيراً منهم فقدوا حياتهم، أعضاءهم أو من يحبون. كما وأن ثلاثمئة وأربع عشر جندياً من حفظة السلام في اليونيفيل دفعوا الثمن الأسمى من أجل تعزيز السلام. ونحن مدينون لهم بالسعي الحثيث لدفع عجلة السلام قدماً.
سوف نشاهد اليوم أيضاً، عرضاً لبعض الرسومات لأطفال من مدارس جنوب لبنان. وفي وقت سابق، كنت قد وجهت إليهم دعوة لرسم صور عن كيفية رؤيتهم للسلام. إن رسالتهم مفعمة بالأمل. لقد نشأوا بسلام، فجيل الثانية عشرة من العمر لا يريد أن يعيش الحرب التي خبرها أهلهم وأجدادهم.
اسمحوا لي أن أشكر مجدداً أعضاء الحكومة اللبنانية، السلطات المحلية، القوات المسلحة اللبنانية، المرجعيات الدينية، الشعب اللبناني والى الدول الإحدى والأربعين المشاركة بقواتها على دعمهم لليونيفيل لتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها.
الشكر الخاص الى حفظة السلام العسكريين والمدنيين، وخاصة زملائنا اللبنانيين. ليس على
جهودهم الدؤوبة لتعزيز السلام فحسب، بل لأنهم وصلوا بخبراتهم ومهاراتهم الى أعلى مراكز الأمم المتحدة من أجل تعزيز السلام”.