“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يقوم السفير الفرنسي برونو فوشيه بحركة دبلوماسية مكوكية في الآونة الأخيرة قادته اليوم الإثنين الى لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توّجت زيارات الى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى سلسلة اتصالات يجريها فوشيه بعيدا من الأضواء لتحريك عجلة تأليف الحكومة، وهي عادة فرنسية باتت معروفة في الأعوام الأخيرة في كلّ مرّة تتعطل فيها مؤسسات الدولة. واللافت اليوم أن السفير الفرنسي أعطى جرعة أمل بإمكانية تشكيل الحكومة في وقت غير بعيد –بحسب التقديرات- عبر إعلانه من قصر بعبدا بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان بين 11 و14 شباط من السنة المقبلة. ولفت السفير الفرنسي الى أن “فرنسا تبدي اهتماما خاصا بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما لجهة تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر “سيدر”.
وفي معلومات خاصة بموقع “مصدر دبلوماسي” بأن السفير الفرنسي لا يحمل مبادرة محددة في الموضوع الحكومي، بل إن جولاته تندرج في إطار “الضغط الإيجابي” لحثّ اللبنانيين على الإسراع في فكفكة العقد التي يتبدّى يوما بعد يوم أنها داخلية ذي أبعاد خارجية لكن ثمة قدرة بحلها داخليا إن رغبت الأطراف المعنية.
وتشير أوساط سياسية لبنانية تابعت حركة السفير الفرنسي الى أن فرنسا ترفض قطعا الدخول في وساطة حول الحصص أو الحقائب، وقد كان السفير الفرنسي برونو فوشيه واضحا جدّا في طرحه بأن: لا تسألونا عن تفاصيل التأليف وتوزيع الحقائب أو الحصص فهذا شأن داخلي لا تدخل فيه فرنسا التي يهمّها إعادة تنشيط الحياة السياسية والمؤسساتية حيث ثمة 15 مليار دولار تعهدت بها الدول في مؤتمر “سيدر” ولا نعتقد بأن اللبنانيين يملكون ترف التفريط بها!.
من جهة ثانية، تقول أوساط سياسية لبنانية على تماس مع المناخ الفرنسي بـأن باريس ترى أن تشكيل الحكومة الجديدة يمنح الثقة ببرنامج الإصلاحات المطلوب لتمويل مشاريع بنى تحتية طرحت في مؤتمر “سيدر”.
وتنقل الأوساط اللبنانية عن المناخ الفرنسي بأن المبالغ التي تمّ اعتمادها من قبل الدول للإسهام في برنامج “سيدر” الإستثماري ليست ثابتة، فالإلتزام بها يرتبط بحصول إصلاحات، وكلّما تأخر الوقت في تشكيل الحكومة كلّما زادت حظوظ تراجع بعض الدول عن تعهداتها.
وتنقل الأوساط اللبنانية الواسعة الإطلاع مناخا فرنسيا يفيد بأن المسؤولين الفرنسيين غير مسرورين بأنهم بذلوا جهودا دبلوماسية وسياسية مضنية وجمعوا 40 بلدا في باريس ووضعوا برنامجا دقيقا لانتشال لبنان من وضع الركود الحالي وإذ بهم وجدوا أنفسهم “مشلولين” لا يستطيعون التقدم بأهداف المؤتمر المذكور بسبب التراخي اللبناني والتأخر في تأليف الحكومة.
وتنفي الأوساط اية إمكانية لتدخّل فرنسي مباشر من أجل تشكيل الحكومة لأن الفرنسيين يحترمون عمل المؤسسات اللبنانية ويفرّقون بين النصيحة السياسية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، مدرجة تأكيد السفير فوشيه بأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائمة في شباط المقبل في خانة الضغط الإيجابي لحث اللبنانيين على الإسراع في تشكيل الحكومة.