“مصدر دبلوماسي”- خاص
بدأت اليوم في لاهاي جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في هذا السياق يرى الكاتب والمحلّل السياسي جورج شاهين بأن لا تداعيات دراماتيكية لنتائج هذه المحكمة التي تأسست عام 2009 بعد مرور 4 أعوام على اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ويربط شاهين أية تداعيات بردود فعل الضحية والمتّهم معلنا ثقته المطلقة بهذه المحكمة التي ستنطق بحكمها النهائي مطلع السنة الجديدة.
هنا 3 أسئلة الى جورج شاهين:
*ما هي تداعيات نتائج المحكمة الدولية الخاصة على لبنان وعلى العلاقة السنية الشيعية؟
-لا أتوقع تداعيات أو سيناريوهات كارثية للمحكمة على الساحة اللبنانية كما يعتقد البعض، حتى الرئيس سعد الحريري وهو أكبر المعنيين بهذه المحكمة قرّر الفصل بين الحقيقة التي تكشفها وبين الوضع في لبنان، مع الإشارة الى أن المحكمة بدورها عطّلت جزءا من ردود الفعل السلبية التي كانت محتملة على الساحة اللبنانية عندما ذكرت بنظامها الأساسي أنها لا تحاكم سوى الأشخاص كأفراد، بمعنى أنه إذا وجد متّهم ينتمي الى “حزب الله” فهي تحاكمه شخصيا وليس كمنتم الى “حزب الله”، أي أنها لا تحاكم إلا المرتكب والمنفّذ. وهذه من القرارات الإحترازية التي اتخذتها المحكمة لحماية التنوع في لبنان وعلى خلفية فهمها ايضا للصراع السني الشيعي التاريخي في المنطقة والذي لا علاقة له بهذا الموضوع حصرا. لذا لا أتوقع أية تداعيات دراماتيكية، والرئيس سعد الحريري وضع القضية بحجمها الطبيعي وهو البحث عن الحقيقة بعد 13 عاما على ارتكاب الجريمة. وواقعيا أشير الى أن معظم المتهمين بالجريمة ماتوا، حتى المتهمين السوريين المتهمين بتغطية هذه الجريمة باتوا بدورهم تحت التراب.
*بعد 13 عاما على تأسيس المحكمة، هل تريد العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري أم أنها تريد المحاكمة السياسية لـ”حزب الله”؟
-أنا لا أرى اي شكل من أشكال المحاكمة السياسية، إن هذه المحكمة بحثت عن آلاف القرائن ولم تفتش عن انتماءات المتهمين ولا عن طوائفهم، بل بحثت عن أدوار واستخدمت تقنيات حديثة يتم استعمالها للمرّة الأولى وهي فاجأت الجميع. للمرة الأولى هنالك محكمة دولية تنظر بجريمة من هذا الحجم وتبحث عن القرائن العلمية، وأنا لا أجد لدى المحكمة أي تورّط سياسي، وبالرغم من كل الإتهامات والسيناريوهات التي بنيت للطعن بعملها فأنا مقتنع بأن هذه المحكمة غير مسيسة، فكلّ قرينة رصدت لها مبالغ طائلة وخبرات وتقنيات حديثة فاجأت الجميع، وخصوصا بالنسبة لشبكة الإتصالات.
*ماذا ستكون ردّة فعل الأحزاب المنضوية سابقا في قوى 14 آذار؟
-رحم الله 14 آذار، أنا لا أعتبر أنه بقي منها شيئا. أنا لا أراهن على ردود فعل الكثير من الأطراف.إن ردّة الفعل الأساسية التي يبنى عليها هي ردّة فعل آل الحريري و”تيار المستقبل” من جهة و”حزب الله” من جهة ثانية، أما الآخرين فلا أراهن على موقفهم لا بتغيير الوقائع ولا بشيء. هنالك من يبحث عن مزايدات، ردة الفعل الأساسية التي يبنى عليها هي التي تعني الضحية والمتهم. وحين تكون ردّة الفعل عقلانية لدى الطرفين تتغير ردود الفعل، أما ردود فعل ما كان يسمّى بـ14 آذار أو ما كان يسمّى بـ8 آذار فلا أوليها أية أهمية، لأنه لن يكون لها أي استثمار بالسياسة إذا وضع هذان الطرفان الأمور في إطارها الذي يخدم السلم الأهلي والإستقرار في لبنان.