“مصدر دبلوماسي”
شارك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري صباح اليوم الثلاثاء في افتتاح جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمخصصة للاستماع الى المرافعة الختامية للمدعي العام نورمان فاريل والتي انعقدت في مبنى المحكمة الدولية في لاهاي.
وفي ختام القسم الأول من الجلسة الصباحية غادر الرئيس الحريري مبنى المحكمة حيث تحدث الى الصحافيين فقال:
لقد استمعنا اليوم الى محامي الدفاع والادعاء الذين قالوا ما لديهم قبل ان يُصدر القضاة حكمهم بهذه القضية. وبالنسبة لي انا كنجل رفيق الحريري، فان اليوم هو يوم صعب، فرفيق الحريري لم يعد موجودا معنا، وهو كذلك يوم صعب للبنان، فالرئيس الحريري وجميع شهداء ١٤ آذار سقطوا من اجل حماية لبنان وليس من اجل خرابه، ومن هذا المنطلق طالبنا منذ البداية بالعدالة والحقيقة اللتين نؤمن انهما تحميان لبنان، ولم نلجأ يوما الى الثأر، فرفيق الحريري لم يكن يوما رجلا يسعى للثأر بل كان رجل عدالة ونحن على خطاه سائرون.
اليوم كنت الى جانب أهالي بعض الضحايا الذين كانوا موجودين في المحكمة، وقد راينا وسمعنا ما جرى وخلال اشهر سيصدر الحكم، وعندها تكون قد تحققت العدالة التي طالما طالبنا بها ولو انها استغرقت بعض الوقت، ومع مرور الزمن يصبح الانسان اكثر هدوءً وعندما يرى الحقائق يفكر بهدوء اكثر. بالنسبة لي اهم شيء هو البلد، وكما كان الرئيس الشهيد يقول دائما فلا احد اكبر من بلده وهذه هي سياستنا الفعلية.
أضاف: اود ان اشكر كل من عمل في هذه المحكمة من قضاة ومحامين، وهذه اول محكمة دولية توفر من ذاتها مكتبا للدفاع عن المتهمين. كما اشكر الأمم المتحدة وكل من سعى لقيام هذه المحكمة. لقد شهد لبنان الكثير من الاغتيالات من دون ان تظهر الحقيقة، فنحن ندعو الله سبحانه وتعالى ان يكون معنا وان يدفع من ارتكب هذه الجريمة الثمن عاجلا ام آجلا، فنحن مع حماية البلد.
سئل: لقد سمعنا انه من الممكن ان يكون “حزب الله” او احد قيادييه قد اتخذ قرار الاغتيال فاذا كان هذا الامر صحيحا ماذا ستكون ردة فعلك خاصة وانت تشكل الحكومة؟
أجاب: انا لا اعرف ماذا سيكون القرار النهائي فلننتظر ونرى ولا نستبق الأمور. في النهاية نحن في بلد نعيش فيه مع بعضنا البعض ونريد ان نعيش مع بعضنا البعض لمصلحة البلد.
لقد اتيت الى لاهاي منذ سنوات عدة وقلت كلاما استغربه البعض، ولكن في لبنان يجب ان يتمثل الجميع ودعونا لا نستبق الأمور.
سئل: بماذا شعرت حين سمعت الكلام عن “حزب الله” وعلاقته بهذه الجريمة، مناصرين وقياديين كما قال الادعاء، وهل تمدّ اليد الى الحزب المتهم اليوم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
أجاب: عندما يكون الانسان في الموقع الذي انا فيه اليوم يجب عليه ان يضع مشاعره جانبا.
سئل: يتم اليوم ربط المحكمة الدولية بتشكيل الحكومة وببعض العلاقات مع الخارج وما يحصل في المنطقة فما هو ردك على هذا الموضوع؟
أجاب: فليتوقفوا عن الطمع في الحقائب وعندها تتشكل الحكومة.
سئل: كيف سينعكس كلام الادعاء الذي قيل اليوم على الوضع في لبنان؟
أجاب: لقد ظهرت هذه الاثباتات في الماضي وتم التطرق اليها. اليوم اختَتَمت كل جهة ما قدمته خلال السنوات التي مرت وقدمت حججها امام القضاة الذين سيتخذون فيما بعد قرارهم في هذه القضية.
سئل: ماذا تقول حين تسمع ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يشكل تهديدا خطيرا لمصالح سوريا في لبنان وان هذا هو الطابع السياسي لهذه الجريمة؟ أجاب: الجميع يعلم كم كان المشكل كبيرا بين الرئيس الشهيد والنظام السوري. انا ساتعامل مع هذا الموضوع من موقعي كمسؤول بمسؤولية كاملة لحماية البلد واللبنانيين، خاصة وان الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يسعَ في كل مراحل حياته الا وراء الاستقرار والهدوء في لبنان والنهوض به. لا شك ان هناك أمور تجرح قد يتأثر بها الانسان، ولكن امام موقع المسؤولية الموجود فيه الشخص فان عليه ان يتطلع الى مصلحة البلد.
سئل: ما هي التداعيات التي ستترتب عن هذا الامر؟
أجاب: لقد واجهنا خلال السنوات الماضية الكثير من التحديات المماثلة ولكن انا لدي ايمان كبير بالله سبحانه وتعالى بان كل من ارتكب هذه الجريمة سينال عقابه عاجلا ام آجلا ولو ان هذا الموضوع قد استغرق وقتا .
وردا على سؤال بالإنكليزية أجاب الرئيس الحريري قائلا:
اود أولا ان اشكر كل من عمل على هذه القضية وعلى قيام المحكمة من قضاة ومدعين عامين وفريق الدفاع، فهذه المرة الأولى في لبنان نرى هكذا إجراءات تتخذ عقب عملية اغتيال، خاصة واننا واجهنا اغتيالات عدة طالت رؤساء جمهورية وحكومات وأعضاء في البرلمان وصحافيين، كلهم سقطوا من اجل العدالة او من اجل قضية تهم لبنان.
اعلم ان الأيام العشرة المقبلة ستشهد ختام المرافعات للدفاع والادعاء وسننتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة القرار النهائي الذي سيصدر عن القضاة وحينها سنتحمل مسؤوليتنا كحكومة لنرى سبل المضي قدما، فما يهمنا هو التركيز على استقرار لبنان والامن فيه.