“مصدر دبلوماسي” –
يبدأ المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي غدا الجمعة زيارة رسمية للبنان تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين الذين يتعاطون بمسألة عودة النازحين السوريين، وستكون المبادرة الروسية طبقا رئيسيا على موائد النقاش.
الأردن: العودة حتمية
في لقاءاته في الأردن سمع غراندي كلاما واضحا من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي أعلن بوضوح أن الأردن يشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين الى بلدهم واصفا الأمر بأنه “حتمي” بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الأردنية. ودعا الصفدي الى “تكاتف جميع الأطراف لتحقيق ذلك”. وأكد “ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان استمرارية الخدمات الحيوية المقدّمة لهم”، مشيرا الى أن الأردن” تجاوز طاقته الإستيعابية.
في وقت سابق، دعا ملك الأردن عبد الله الثاني خلال لقاء مع غراندي المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته» إزاء الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وفي مقدمتها الأردن، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.
وشدد في بيان على أهمية «مواصلة التنسيق بين المملكة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لضمان حصول اللاجئين والمجتمعات المستضيفة على الدعم الضروري”.
وأشار البيان إلى أنه تم خلال اللقاء «استعراض الأعباء الكبيرة التي سببتها أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني، والضغوطات المتزايدة على القطاعات الخدمية، خصوصا التعليم والصحة والبنية التحتية”.
من جهته، أشاد غراندي بـ«الدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين»، مؤكدا «حرص المفوضية على مواصلة التنسيق والتعاون مع المملكة وبما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء السوري”.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة فيما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع الازمة في سوريا في 2011.
وتقول عمان إن تكلفة استضافة هؤلاء تجاوزت 10 مليارات دولار.
سوريا: إتفاق على العودة مع الدولة السورية
في سوريا، التقى غراندي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ونقلت وكالة “سانا” السورية أن المقداد شدد خلال لقائه غراندي والوفد المرافق له على أهمية استمرار التعاون البناء بين الحكومة السورية والمفوضية السامية للاجئين مستعرضا الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية لتسهيل عودة المهجرين السوريين وحرصها على التعاون مع المفوضية في هذا المجال على أساس الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سوريا أرضا وشعبا.
بدوره نوّه غراندي بأهمية وإيجابية البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية السورية للترحيب بعودة المهجرين وتأمين العودة الطوعية والكريمة لهم.
وأكد غراندي على ارتياحه للتعاون القائم بين المفوضية والدولة السورية واستعداد المنظمة لحشد كل الامكانيات وتسخيرها من أجل تأمين المتطلبات الأساسية لعودة المهجرين ومساعدة الحكومة السورية على تسهيل وصول الخدمات المطلوبة عند وصول هؤلاء المواطنين إلى أماكن إقامتهم.
وحضر اللقاء من الجانب الأممي محمد أمين عوض أبو بكر مدير إدارة الشرق الأوسط وافريقيا في المفوضية وسجاد مالك رئيس بعثة المفوضية في سوريا وفيكي تينانت المساعد الخاص للمفوض السامي ومليسا روث فليمنغ الناطق الرسمي باسم المفوض السامي،ومن الجانب السوري عبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات وأسامة علي مدير مكتب نائب وزير الخارجية والمغتربين.