“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
لم تكن زيارة وفد سياسي وإستخباري بولندي عادية بعد ظهر اليوم الإثنين الى “قصر بسترس” حيث التقى نائب وزير الخارجية ومسؤول دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البولندية أندريه بابرييز ورئيس وكالة الإستخبارات البولندية بيوتر كراوسكي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على مدى 45 دقيقة.
وتكتسب الزيارة أهميتها قبيل أيام معدودة من زيارة مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الى بيروت الجمعة. وبحسب معلومات دبلوماسية أوروبية واسعة الإطلاع تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” فإن الوفد سيزور سوريا غدا حيث سيعقد لقاءات سياسية وأمنية مع المسؤولين السوريين في زيارة معلنة ما سيشكل خرقا في العلاقات الأوروبية مع سوريا، ثمّ يعود الوفد الى لبنان ليتوّج مشاوراته في لقاء مع مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم.
وهدفت زيارة الوفد البولندي الى بيروت الى تنسيق الجهود مع لبنان بهدف تسهيل إعادة اللاجئين السوريين الى سوريا في إطار مشروع بناء مساكن لهؤلاء في داخل الأراضي السورية.
وفي معلومات خاصة بموقع “مصدر دبلوماسي” من أوساط دبلوماسية أوروبية واسعة الإطلاع بأن عدد الوحدات السكنية التي تعرض بولندا تمويلها يفوق الـ200 وحدة، شارحة بأن بولندا تعارض بشدّة استقبال لاجئين سوريين على أراضيها ما يشكل نقطة خلاف قوية مع الإتحاد الأوروبي وهي تريد إيجاد حلّ لمشكلة اللجوء تجنّبا لتدفق أعداد من اللاجئين الى أراضيها وذلك بالتنسيق مع المعنيين سواء في لبنان أو سوريا.
وتقول بولندا بضرورة مساعدة اللاجئين السوريين في داخل بلدهم وتأمين عودتهم من بلدان الجوار ومنها لبنان والتحدث مع السلطات المعنية لمنع أية موجات هجرة غير شرعية اليها.
ولعلّ الفكرة الرئيسية التي حملها الوفد البولندي الى بيروت تكمن في الرغبة البولندية ببناء أكثر من 200 مسكن للاجئين السوريين في الداخل السوري لإعادتهم إليها كي لا تظهر بولندا وكأنها ضد اللاجئين ما يتنافى مع القيم الأوروبية.
ورحب الجانب اللبناني –بحسب بيان إعلامي صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين – “بالاستعداد البولندي لتمويل وحدات سكنية “عارضا فكرة توفير المنازل الجاهزة التي يمكن تصنيعها وتركيبها بسهولة في المناطق الآمنة في سوريا والتي باتت تمتد على نطاق واسع من الاراضي السورية”.