“مصدر دبلوماسي”
سلسلة لقاءات قام بها اليوم المبعوث الرئاسي الإيراني ومساعد وزير الخارجية الدكتور حسين جابري الأنصاري في بيروت اليوم الإثنين، وكانت له سلسلة تصريحات بدءا من بعبدا مرورا بعين التينة وصولا الى وزارة الخارجية والمغتربين. وتركزت محادثاته حول الإنسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي، ومساعي بلاده للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية مع اقتراب الجولة العاشرة من مفاوضات آستانة التي ستركّز على اللجنة الدستورية السورية وعودة النازحين السوريين.
هنا محصّلة للقاءات أنصاري اليوم.
زار المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مساعد وزير الخارجية الدكتور حسين جابري انصاري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ناقلا اليه رسالة شفهية من الرئيس الايراني الدكتور حسن روحاني تناولت التطورات الاخيرة المتصلة بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الاميركية منه، والاتصالات التي تجريها بلاده لمعالجة تداعيات القرار الاميركي الاحادي. كذلك اطلع الموفد الرئاسي الايراني رئيس الجمهورية على المساعي التي تبذلها بلاده للوصول الى اتفاق سياسي للازمة السورية من خلال اللقاءات المتوقعة بين اطراف هذه الازمة.
ونقل الدكتور انصاري حرص الرئيس الايراني على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة.
وقد حمّل عون الدكتور انصاري تحياته الى الرئيس روحاني وتمنياته له وللجمهورية الاسلامية الايرانية بدوام الاستقرار والتقدم، مشيداً بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. واعرب الرئيس عون عن اسفه لانسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الذي كان اعتبره لبنان ركنًا اساسيا للاستقرار في المنطقة ويساهم في جعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، مسجّلا في المقابل ترحيبه بالتزام الدول الاخرى بالاستمرار فيه وفق ما صدر في فيينا قبل ايام، نظراً للتداعيات السلبية التي تترتّب على إلغائه على صعيد الامن والاستقرار في المنطقة.
ونوه عون بالجهود التي تبذلها ايران للمساعدة في انهاء الازمة السورية، لافتا الى ان من شأن تحقيق هذا الامر تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم.
لقاء برّي
في عين التينة، استقبل رئيس المجلس النيابي بري الانصاري والوفد المرافق ودار الحديث حول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية.
وقال الانصاري بعد اللقاء:تأتي زيارتي للبنان كموفد رسمي من فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية كي اشرح مواقف الجمهورية الاسلامية للشخصيات اللبنانية ولنقل رسالته الى فخامة رئيس الجمهورية العماد عون.
واعتبر هذه الزيارة فرصة سانحة للقاء المسؤولين والمرجعيات السياسية وكان لي شرف لقاء دولة الرئيس بري .الرسالة التي حملتها الى المسؤولين اللبنانيين تحمل في طياتها بعدين اساسيين: الموضوع الاول يتركز عى شرح الجهود التي تقوم بها الجمهورية الاسلامية الايرانية مع بقية شركائها في الاتفاق النووي من اجل المحافظة عليه وعلى المكتسبات السياسية والاقتصادية لايران، ومن اجل مواجهة السياسة الاميركية الاحادية المعتمدة في هذا المجال ولمواجهة خروج الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الذي ابرمته الجمهورية الاسلامية مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية والاوروبية وتمت المصادقة عليه من قبل مجلس الامن الدولي,
والشق الثاني من هذه الرسالة التي حملتها الى المسؤولين اللبنانيين هو تأكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية على معاني الصداقة والتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة في هذه المنطقة وفي العالم .وبطبيعة الحال نركز في هذا المجال على العلاقات الاخوية مع لبنان الشقيق.
واضاف الانصاري: واريد ان اؤكد ان هذه المنطقة ملك لدولها ولشعوبها ولا بد لهذه الدول وهذه الشعوب ان تتضامن وتتحد وتتقارب من اجل الدفاع عن مستقبلها ومصيرها.ونحن نعتبر انه من الاولويات الاساسية الموضوعة للبحث، ليس فقط لايران بل ينبغي ان تكون لكل دول المنطقة ، المسارعة في ايجاد الحل السياسي لكافة الازمات والخلافات الاقليمية الملتهبة .وبصفتي مكلف من قبل الحكومة الايرانية بمتابعة المفاوضات السياسية من اجل حل الازمتين السورية واليمنية فقد وضعت المرجعيات السياسية اللبنانية في كافة التطورات المرتبطة بحل الازمة السورية. وفي ما يتعلق بحل الازمة السورية قدمت تقريراً مفصلاً بأن الجمهورية الاسلامية تضع في سلم اولوياتها مسألة متابعة العملية السياسية التي ستؤدي باذن الله تعالى الى الحل السياسي المنشود في سوريا. ونحن نعمل من خلال المفاوضات التي نجريها مع الامم المتحدة والدول الضامنة الثلاث على ايجاد المقدمات اللازمة لانطلاق عمل اللجنة الدستورية وهذه اللجنة سوف تدرس الاصلاحات التي يجب ان تدخل على الدستور في سوريا. واود التأكيد على ان الدور الاساسي الذي تقوم به الدول الضامنة الثلاث من جهة والامم المتحدة من جهة اخرى هو الدور المساعد لانطلاق عمل اللجنة الدستورية ولكن الدور الاساسي والفاعل تقوم به الاطراف السورية سواء كان الدولة ام المعارضة او قوى المجتمع المدني لان هذه المسألة تدخل في اطار السيادة السورية ولا يحق لاي طرف خارجي ان يفرض وجهة نظره في هذا المجال.
والامر الاخر الذي نعمل عليه في هذه المرحلة هو توفير المناخات اللازمة والمناسبة التي تضمن عودة اللاجئين السوريين الى وطنهم الأم. ونحن نعتبر ملف النازحين هو من الملفات الحيوية والاساسية التي في ما لو وفّقنا باذن الله تعالى في انجازه نكون قد قمنا بخطوة اساسية في اعادة اجواء الامن والامان والاستقرار في كافة الربوع السورية.
والملف الاخر الذي نعمل عليه مع شركائنا بشكل جدي في هذه المرحلة هو الملف المرتبط بتبادل الاسرى والجرحى .ونحن نعلق اهمية كبرى على هذا الملف الانساني.
ونحن نعتبر ايضاً ان الدور الاساسي للدولة السورية من اجل حلحلة هذه المشاكل العالقة بمشاركة المعارضة السورية. وفي ما يتعلق بالازمة اليمنية اود القول انه طوال الاشهر القليلة الاخيرة كانت هناك حركة مكثفة من المفاوضات التي جرت بمشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية والامم المتحدة واربعة دول اوروبية بالاضافة الى الاتحاد الاوروبي.كل هذه المفاوضات التي تجري والتي من شأنها ان توجد الآليات المناسبة لبدء المفاوضات النهائية للازمة اليمنية. وقلت منذ البداية ان حل ازمة اليمن لا يكون عسكرياً وهذا يثبت عملياً يوماً بعد يوم. ونأمل باذن الله ان نجد الظروف المؤاتية للحل السلمي هناك وان يضع الجميع منطق الحل شاملاً.
وختم: نتمنى للبنان الشقيق ان يشهد مزيداً من الاستقرار والوحدة والتلاقي ونأمل بعد اجراء الانتخابات النيابية الناجحة ان تشكل الحكومة اللبنانية العتيدة من خلال التوافق السياسي بين مختلف الاطراف. ومرة ثانية اؤكد ان رسالة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الجمهورية اللبنانية هي رسالة المحبة والصداقة والتعاون .
في الخارجية
وفي قصر بسترس، التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الأنصاري الذي قال بعد اللقاء انه نقل الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحيات القلبية العطرة، ومشاعر المودة والاخوة من الرئيس الايراني حسن روحاني. كما انه وخلال لقائه المرجعيات والشخصيات السياسية اللبنانية، اكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت وستبقى دائما داعمة لوجود مثل هذه العلاقات الاخوية المميزة بين الشعبين والحكومتين وهي ماضية في مساعيها من اجل رفع مستوى التعاون بين البلدين في المجالات كافة
واضاف: “نقدر عاليا لبنان لأنه يمثل نموذجا يحتذى في التآخي والمقاومة والصمود والتصدي. وتناولت مساعي الجمهورية الاسلامية الايرانية لمقاربة الازمة السورية والعمل على الحل السياسي من خلال مفاوضات آستانة والتعاون مع المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا في مقاربة هذا الملف. ونأمل ان نشهد في المستقبل القريب ولادة اللجنة الدستورية التي من شانها المساعدة الى حد كبير في اشاعة الاجواء الايجابية والمناخات المفيدة لحل الأزمة السورية بالتوازي مع الانجازت الميدانية”
وتابع:”من الامور التي تحظى بأولوية مطلقة بالنسبة لنا في هذه المرحلة هي مسألة النازحين السوريين وضمان العودة السالمة لهم الى وطنهم الام سوريا، ولا يمكننا الحديث عن حل نهائي للازمة في سوريا من دون عودتهم الى وطنهم ومدنهم وقراهم. وسنشهد قريبا المرحلة العاشرة من مفاوضات آستانة التي سوف تعقد في مدينة سوتشي بمشاركة الدول الضامنة الثلاث والامم المتحدة والوفود التي تمثل الدولة السورية واطياف المعارضة السورية، وسوف تركز على انشاء اللجنة الدستورية وملف النازحين السوريين. ونعتبر ان الاسراع في ايجاد حل سياسي مناسب للازمة السورية لا يفيد سوريا وحدها، انما المنطقة برمتها”
الانصاري وردا على سؤال حول الملف النووي الايراني، اشار الى ان مفاوضات سياسية مكثفة جرت بين إيران والدول الاخرى لمواجهة السياسة الاحادية الاميركية، وجرى التأكيد من قبل شركاء ايران على المحافظة على الاتفاق النووي، وهناك ارادة حقيقية في التقيد به.
وهناك مفاوضات فنية لم تصل الى خواتيمها بعد، لترجمة هذه الارادة ووضعها قيد التنفيذ. ونجاح التطبيق يرتبط بضمان حقوق ايران في هذا الاتفاق ونتمنى ان نلمس ترجمة فعلية بالشكل الذي يصب في خانة المحافظة على المكتسبات السياسية والاقتصادية.
ورسالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية في هذا الإطار واضحة وشفافة وأكيدة: ان بقاء و ديمومة الاتفاق النووي رهن بتقديم المصالح السياسية والاقتصادية التي ترمي اليها ايران من خلال هذا الاتفاق والذي تمت المصادقة عليه في مجلس الامن الدولي.
وفي معرض رده على سؤال حول الوجود الايراني في سوريا اشار الانصاري الى ان ثمة مستشارين ايرانيين يعملون في الجنوب السوري بناء على طلب رسمي من قبل الحكومة السورية لمؤازرتها في مواجهة الإرهاب. وإن استمرار وجودهم وتحديد الحضور الايراني في سوريا سيحدد طبقا لاحتياجات الدولة السورية، وفي اطار التنسيق بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الإيرانية اللتين هما على تقارب وانسجام
وردا على سؤال قال: نعرف ان الحكومة اللبنانية هي حاليا حكومة تصريف اعمال بعد اجراء الانتخابات النيابية بشكل ناجح وموفق. ونأمل ان تتمكن القوى السياسية كافة من التوافق السياسي في ما بينها في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وتعلمون ان اللقاءات بيننا وبين المسؤولين اللبنانيين ورئيس الحكومة سعد الحريري ليست مستجدة والتعاون والتلاقي هما امران موجودان في الماضي، وسوف يستمران مستقبلاً