“مصدر دبلوماسي“- خاص
دخلت الحرب الدائرة في اليمن في خضم يوميات الحياة السياسية اللبنانية في شكل غير مسبوق، حيث يقوم بعض سفراء الدول المنخرطة في هذه الحرب بحراك غير مألوف في العرف الدبلوماسي لتسويق وجهة نظر بلادهم في هذه الحرب سواء باستكتاب اعلاميين وصحافيين لبنانيين، أو بطلب بث ريبورتاجات عبر وسائل إعلام محلية لبنانية تسوّق لوجهة نظر دول التحالف، أو باستكتاب مغرّدين لبنانيين معظمهم لا يعرف أين يقع اليمن الشقيق، وذلك ردّا على البث الإعلامي المواجه من قبل قنوات تؤيد فريق الحوثيين والتي تبث من لبنان.
إلا أن الشيّق في هذا المجال هو أن يقوم هؤلاء الدبلوماسيين بتسويق وجهة نظر بلادهم من حرب تقودها في بلد ثالث غير البلد الذي يخدمون فيه وذلك من دون أن تحرّك وزارة الخارجية اللبنانية ساكنا لغاية اليوم تاركة حرية التعبير على غاربها المستغرب في العلاقات الدولية.
وأمس حصل تطوّر لافت يصبّ في هذا الإطار تمثّل بتسريب رسالة وجهها وزير الخارجية اليمني لنظيره اللبناني وصفت بأنها “رسالة احتجاج”. سرّبت هذه الرسالة بشكل مكثف وواسع ونشرتها معظم المواقع الإلكترونية اللبنانية والصحف الصادرة وبثت مضمونها وسائل الإعلام اللبنانية وذلك من دون أن يكون المكتب الإعلامي للخارجية اللبنانية قد وزعها بحسب معلومات موقع “مصدر دبلوماسي” الذي سأل المعنيين عن هذا الموضوع فنفوا أن تكون وزارة الخارجية اللبنانية قد سرّبت رسالة خاصة بوزير الخارجية اللبناني.
وتشير الرسالة التي نشرتها وكالة “سبأ” اليمنية الى أن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني وجه “رسالة احتجاج وادانة من الحكومة اليمنية على تصريحات وممارسات “حزب الله” ضد اليمن، مطالبا الحكومة اللبنانية باتخاذ ما تراه مناسباً لإيقاف هذا السلوك العدواني تماشياً مع سياسية النأي بالنفس، التي تحترمها وتنادي بها كل القوى اللبنانية المحبة للخير والسلام، وبما يصون ويحفظ المصالح المشتركة للبلدين”.
وقالت الوكالة بأن الرسالة أرسلها اليماني لنظيره اللبناين جبران باسيل وسلمها سفير اليمن في بيروت عبد الله الدعيس لمديرة المراسم (بالوكالة) رحاب أبو زين..
واضاف في الرسالة ” اننا في الجمهورية اليمنية نحتفظ بحقنا في عرض المسألة على مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس الأمن الدولي والتي تنادي وتدعوا جميعها الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الاضرار بمصالحها وحقوقها المشروعة وفقاً لقواعد القانون الدولي”.
واعرب وزير الخارجية عن اسفه لخروج “حزب الله” عن هذا النهج واساءته للعلاقات المتينة بين البلدين من خلال مشاركته في التدريب والتخطيط والتحريض والدعم لميليشيا الحوثي التي انقلبت على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014م ، واستولت على مؤسسات الدولة واجتاحت المحافظات وفرضت سيطرتها بقوة السلاح تنفيذاً لمشروع توسعي إيراني.
كما جاء في رسالة الاحتجاج ” لقد ظهر دعم حزب الله لميلشيا الحوثي جلياً في الكلمة المتلفزة التي القاها أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بتاريخ 29/06/2018م، والتي حرض خلالها على قتال القوات الحكومية اليمنية وعبر فيها عن طموحه ومسلحي حزبه للقتال في اليمن لصالح الميليشيا ومساندتها ضد السلطة الشرعية المعترف بها دولياً في تدخل سافر في شؤون اليمن الداخلية بما من شأنه الاضرار الكبير والفادح بمصلحة اليمن العليا وأمنه القومي وتأجيج نيران الحرب التي سيؤدي استمرارها الى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة في سلوك عدواني غير مبرر”.