“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
ذكرت مصادر ومقالات مختلفة أخيرا بأن “حزب الله” بدأ عودته من سوريا، واليوم نشرت صحيفة “الحياة” مقالا يشير الى أن “لدى باريس معلومات مفادها أن “حزب الله” يعيد نصف مقاتليه من سوريا الى لبنان، ويقدّر عددهم ببضعة آلاف”. وقال المقال بأن “عناصر “حزب الله” المقاتلين في سوريا كان يتراوح عددهم ما بين الـ5 آلاف والـ8 آلاف والآن نصفهم يعود”.
ولعلّ هذه المعلومات عن عودة “حزب الله” تدغدغ الكثير من البيئات المعادية له سواء في الإقليم أو في الدول الغربية وتجد أصداء لدى مناوئيه في الداخل اللبناني بالرغم من تقلّص نفوذهم بشكل ملموس.
ما ذكره مقال “الحياة” عن عودة نصف المقاتلين الذين يتراوح عددهم بحسب المقال بين الـ5 آلاف والـ8 آلاف “هو عدد كبير جدّا” بحسب أوساط مقرّبة من “حزب الله” تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي”.
وتشير الأوساط الى أنه لو كان الأمر صحيحا لكان الخبر معلوما وعلنيا، وليس أحد بحاجة لانتظار مصدر فرنسي للكلام عنه”.
وهل سيبقى “حزب الله” في سوريا طويلا؟ تشير الأوساط الى أن ” مناخات الحزب تعكس بأنه باق في سوريا طالما أن الجيش والحكومة والشعب السوريين بحاجة لوجوده بالمعركة ضد الإرهاب وضد التكفيريين”.
وتوضح الأوساط الواسعة الإطلاع خلفيات ما يتم تداوله الى وجود عمليات إعادة تموضع طبيعية تحصل للقوات بين الفترة والأخرى، وأحيانا يعاد تشكيل قوات من لبنان الى سوريا وبالعكس، وفي داخل سوريا أيضا”.
وردّا على سؤال موقعنا عن خلفيات هذه التسريبات التي درجنا على سماعها منذ فترة؟ تشير الأوساط الى أن البعض في الداخل اللبناني يستسيغ الترويج أن عودة “حزب الله” من سوريا تعني إيلاءه اهمية كبرى للشأن الداخلي ومطالبته بمكاسب أكبر وصلاحيات أوسع، ولكن يمكن التذكير بما قاله الرئيس السوري بشار الأسد من أن “حزب الله” موجود في سوريا بناء على طلب من الحكومة السورية وطالما هو موجود في سوريا فهو يسهم معنا في محاربة الإرهاب”.
وتذهب الأوساط بعيدا بالقول أن “فريقا لبنانيا معينا يسعى لترويج هذه الأخبار بهدف ابتزاز مرجعيته الإقليمية ليحصل على مزيد من الدّعم المالي”.
هذه الملاحظة التي تقدمها الأوساط المذكورة تشير بالبنان الى بعض الأحزاب اللبنانية التي تجد في رواية العودة مادّة مربحة للإستثمار فيها ولكسب المزيد من الدّعم المالي وخصوصا من الدول الخليجية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي تتعدد الروايات في المجتمع السياسي اللبناني عن مدى دعمها الكبير وعلى جميع المستويات لمن يدور في فلك سياستها المناوئة لـ”حزب الله”.
وتشير الأوساط المقربة من “حزب الله” الى أن “الحزب اتخذ قرارا بالإهتمام الشأن الداخلي اللبناني منذ زمن طويل، وهو قرر علانية الخوض في ملف مكافحة الفساد ودخل أخيرا بقوة الى ملف النازحين السوريين وهذه قضايا محلية وطنية شديدة الأهمية، وليس انغماسه بالشأن السياسي مرتبطا برجوع بضعة آلاف من المقاتلين من سوريا الى لبنان”.
وتشير الأوساط الى أن الفريق الذي يروج هذه الأخبار قد يلمّح أيضا الى أن “”حزب الله” قد يستعدّ لحرب مع إسرائيل، ولهذا السبب تعود القوات الخاصة به”. وتعلّق:” طالما كان موقف “حزب الله” واضحا في هذا الموضوع منذ فترة طويلة فهو لا يتمنى أن تكون هنالك حرب وإن حصلت فسوف يكون جاهزا للدفاع عن لبنان، لكنّ الإسرائيليين والخبراء العسكريين يدركون ما لـ”حزب الله” من قوّة وقدرة على مقاومة أي عدوان ضدّ لبنان بغض النظر عن قوته الموجودة في سوريا بمعنى أن جهوزية “حزب الله” موجودة ومتأهبة في البلدين”.
وتختم الأوساط بقولها أن “حجم نفوذ “حزب الله” وتأثيره في الحياة السياسية اللبنانية واضح، ولم تقصر السعودية لحظة واحدة في العمل ضدّ “حزب الله” بشتى المجالات وآخرها وضع جناحه السياسي على لائحة الإرهاب، والعمل على الإسهام في تكثيف العقوبات ضدّ إيران ومن شأن أن ينعكس الأمر على لبنان، وبالتالي إن السعودية تناصب العداء لـ”حزب الله” منذ أعوام طويلة، وبالتالي ليس الأمر مستجدّا، وليس مستغربا ان تستثمر بعض الأحزاء اللبنانية في هذا الملف لكسب المزيد من الأرباح”.