“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تتهافت الدول الكبرى الى وزارة الخارجية والمغتربين لإقناع لبنان بالتصويت لصالحها في الدورة الإستثنائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي دعت اليها بريطانيا غدا في 26 الجاري في لاهاي.
فبعد زيارة قام بها السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين منذ قرابة الثلاثة أسابيع لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل شارحا موقف بلاده وطالبا تصويت لبنان على المشروع الروسي الذي يرفض قطعا توظيف هذه المنظمة لتحقق مكاسب سياسية في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قام 3 سفراء اليوم الإثنين بزيارة لقصر بسترس لطلب تصويت لبنان على المشروع البريطاني. السفراء هم سفير بريطانيا هوغو شورتر أوستراليا غلين مايلز وكندا إيمانويل لامورو.
ووسط تعتيم كامل من الطاقم الدبلوماسي في وزارة الخارجية اللبنانية حول التوجيه الذي سيعطيه الوزير باسيل لسفير لبنان في لاهاي عبد الستار عيسى فإن باب التكهنات فتح على مصراعيه.
وفي هذا السياق ظهر تساؤل حول الموقف الذي سيتخذه لبنان، وهل سيعتبر حاجة الدول الغربية الى صوته ورقة تتيح له التصويت ال جانب المشروع البريطاني للحصول على مكاسب في موضوع النزوح السوري مثلا؟ وخصوصا وأن لهذا الملف حيثيات دقيقة جدا وتلعب فيها بريطانيا والدول المانحة دورا رئيسيا؟.
يعتبر هذا الإجتماع حيويا بالنسبة الى الغرب، وتهدف هذه الدورة الإستثنائية للمرة الاولى الى توسيع صلاحيات المنظمة وتزويدها بقدرة عقابية للدول وتمكينها من تحديد الجهة المسؤولة عن شن هجمات من هذا النوع، واللافت ان بريطانيا وكندا واوستراليا بحسب ما قالت أوساط دبلوماسية غربية لموقع “مصدر دبلوماسي” ترغب بأن تعيد المنظمة النظر بالهجمات الكيميائية التي حصلت سابقا في سوريا وتوجيه اتهام واضح في شأنها وهو بطبيعة الحال سيطال النظام السوري. وتقول مسودة الإقتراح البريطاني بضرورة “تحميل المسؤولية عن الهجمات الكيميائية في سوريا للجهات المعنية”.
يبلغ عدد الوفود المشاركة في الإجتماعات 193 ويحتاج التصويت على المقترح البريطاني الى موافقة ثلثي الدول لتمريره. ويطرح هذا الموضوع في الدوائر الدبلوماسية الغربية في لبنان منذ أسابيع، في حين يرفض الروس كليا المشروع البريطاني معتبرين انه ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية وهو خال من أدلة حقيقية. وقد صرح قائد قوات الدفاع الكيمياوي والبيولوجي في الجيش الروسي ايغور كيريلوف قبل اسبوع ان بعثة منظمة حظر الكيمياوي تعدّ تقريرا مبنيا على دلائل زائفة بشأن هجوم دوما المزعوم. وقد اعتبرت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن ” الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكذلك الدول المنضمة اليها فرنسا والمانيا وكندا واوستراليا بدأت مغامرة أخرى ضد سوريا وايضا ضدّ روسيا ما قد يلحق ضررا بسلامة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية”.
يذكر أن آخر اجتماع استثنائي للمنظمة على غرار الإجتماع الحالي دعي اليه عام 2002 لإزاحة مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية البرازيلي خوسيه بستاني.