“مصدر دبلوماسي”:
اكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان الحكومة العتيدة يجب ان تجمع الطاقات البشرية وتستثمرها في الاقتصاد، مضيفا:” لا شيء يبعدنا عن تأليف الحكومة الا اصرارا وقرارا سياسيا بالاسراع اذ انها لا تملك ترف الوقت لكي تشكَل لأن الاحجام اصبحت واضحة بعد الانتخابات وقواعد التأليف واضحة والتوزيع واضح. كما ان البيان الوزاري معروف ولا يتطلب جهدا وعملا لكي نعرف علام نحن متفقون وكيف سنحمي بلدنا من اي نار خارجية.”
كلام باسيل جاء خلال الافطار الذي اقامته عضو مجلس الادارة في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان تانيا عيد غروب اليوم في “فيلا سرسق” في الأشرفية، وذلك بحضور رفيع المستوى أبرزه: وزير العدل سليم جريصاتي، النواب: نيكولا صحناوي، الان عون، ماريو عون، الياس بو صعب وفؤاد مخزومي وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن، الى جانب الوزراء السابقين عدنان قصار، فادي عبود، دميانوس قطار، غابي ليون، وفريج صابونجيان.
وكان لافتا مشاركة عدد كبير من الفاعليات الاقتصادية في مقدمهم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور جوزف طربيه، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري، رئيس اتحاد رجل الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات “ايدال” نبيل عيتاني ورئيس جمعية تراخيص الامتياز يحيى قصعة.
كما شاركت في الافطار شخصيات نقابية يتقدمها رئيس نقابة مقاولي الاشغال العامة والبناء اللبنانية مارون حلو، نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار اشقر، نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني رامي، رئيس جمعية مستوردي النفط مارون شماس، ورئيس جمعية منظمي الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات ايلي رزق.
وشدد باسيل في كلمته على ان تتحول النجاحات الفردية التي يسطرها الاقتصاديون اللبنانيون الى نجاح جماعي وخصوصا بعدما شكل مؤتمر “سيدر” علامة ثقة بلبنان. وقال:” “علينا ان نترجم هذه العلامة الخارجية بنجاح داخلي”. مضيفا: “منذ عام ونصف انقذنا بلدنا بتوافق وطني لأننا وصلنا الى الحافة الاجتماعية، وها نحن اليوم على الحافة الاقتصادية”.
واذ تمنى على الاقتصاديين ممارسة ضغطهم اللازم على السياسيين، قال:”ان الحكومة الجديدة مسؤولة عن ملفي النزوح والازدهار الاقتصادي ويجب ان تضع جهدها على هذين الملفين من اولى جلساتها ولا يمكن لاحد ان يتباهى بنجاحه الخاص فيما هو مشارك شاء ام ابى في الفشل الجماعي”.
واشار الى ان “ثمة بلدانا بدأت بتجهيز عودة اللاجئين وفتح قنواتها الاقتصادية مع سوريا، فلم لا نتمثل بها ونفكر سويا في اعادة بناء سوريا؟ وسوريا بحاجة لنا كما اننا لم ننكر يوما حاجتنا الى اليد العاملة السورية، وهذا المشروع يبدا مع وضع خطة اقتصادية واضحة، مشيرا الى ان لبنان دفع اغلى كلفة في الازمة السورية”.
واضاف: طالما ان هناك مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون مع اللاجئين نصف عدد الشعب اللبناني فلن نتقدم في اقتصادنا ولا تتعبوا على الخطط. حين نشجع هؤلاء بالعودة نواجه بترنيمة التهديد بوقف المساعدات. ونسأل: هل المساعدات للبنان هي مقابل التوطين.”
واكد انه لا يجوز ان تكون هناك اي سياسة احتكارية حتى في وسائل النقل الجوي، ولا يجوز ان يتم منع وسائل النقل الرخيصة، وسأل: الا يمكن للبنان الذي هو بلد الانفتاح ان يفتح اجواءه امام جميع شركات الطيران؟ والا يمكننا ان نفتح بحرنا للنقل البحري او ان نفتح اجواءنا للنقل الداخلي الجوي بالهيليكوبتر. واضاف: حان الوقت لنضع خطة للنقل الجوي والبري والبحري، وهل يليق ان نصرف 400 مليون دولار لتعبيد طرقات والزفت لا يصمد للسنة المقبلة؟!
وشدد انه يجب ان نضع هدف النهوض بالاقتصاد أمام أعيننا، ومن العار علينا ان نكون عاجزين عن الخروج من الازمة الاقتصادية واليوم لدينا فرصة ان تشكل حكومة تجمع وتستغل القدرات اللبنانية، ونوه بدور المصارف التي ما تزال تستقطب الرساميل بالرغم من المشاكل المحيطة، وعلينا التفكير باقتصاد الصحة لصحة الاقتصاد.
تابع: اليوم وقعت على مذكرة لكل دول العالم بالمعاملة بالمثل في موضوع فتح المطارات، لافتا في مجال اخر الى انه لا يمكن ان نرضي الدول على حساب صناعيينا، ومن الاولوية ان نرضي اقتصادنا.
عيد : الوضع الإقتصادي ضاغط لا يحتمل المماطلة
وكانت صاحبة الدعوة تانيا عيد ألقت كلمة بالمناسبة جاء فيها:” ان أهمية هذا اللقاء اليوم، تكمن في اننا على أبواب حكومة جديدة وانطلاقة جديدة للعهد. وسيكون للموضوع الإقتصادي أولوية، في ظل الوضع الضاغط الذي لم يعد يحتمل اي مماطلة واضاعة للوقت.”
وتمنّت عيد تخطّي مرحلِة الخطر، وقالت: “للمرة الاولى، نشعر باستنفار عام على مستوى الدولة لمواجهة هذا المأزق وقد برهن العهد الجديد مِن خِلال الانجازات الكثيرة انه يضع الأسُس لبناء دولة واصبحت “عدّة الشغل” شبه مكتملة، ومع المساعدات التي اقرها مؤتمر “سيدر”، وإقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، نأمل ان نشهد تحسّنا كبيرا ينعكس على الإقتصاد وعلى حياتنا اليومية. أما عملية التنقيب عن البترول والغاز، فأصبحت على السكة. باختصار، نحنا في الإتجاه الصحيح.”
واضافت عيد: ” نتمنى ان تنبثق حكومة اقتصاديّة مصغّرة عن الحكومة العتيدة التي يبدو انها ستكون من ثلاثين وزيرا، كما سبق ان طرح معالي الوزير باسيل، فمثل تلك الخطوة لازمة في ضوء حاجتنا الملحة لخلية طوارىء، تكون اجتماعاتها مفتوحة لإنقاذ البلد.”
وأطلقت عيد دعوة الى اعتماد نهج عملي جديد والخروج عن المألوف لأن الطموحات كبيرة ويلزمها عملا استثنائيا وفعّالا يعطي ثماره سريعا، على ان يتكاتف الجميع من اجل وضع خطة إقتصادية تشكل نقلة نوعية بطريقة التعاطي مع الموضوع الإقتصادي الحسّاس، بعيدا عن السياسة وتجاذباتها ومُشاحناتها (…)”.