“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تفاعلت في الأوساط الداخلية لـ”حزب الله” تغريدتا الزميلة في تلفزيون “المنار” منار صباغ والنائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي اللذين انتقدا نيل فيلم “كفرناحوم” للمخرجة نادين لبكي جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الدولي. وإذا كان الجمهور اللبناني “الخصم” للحزب استغلّ رأي الموسوي وصباغ ليشنّ هجوما الكترونيا لاذعا ضد “حزب الله”، فإن ما ليس متداولا هو أن جمهور “حزب الله” نفسه غضب من التغريدتين. وكان النائب الموسوي وصف النجاح السينمائي اللبناني في كان بأنه “لبكي”، اي مشكلة مستوحيا اسم المخرجة نادين لبكي، في حين اخطأت صباغ باستحضار شهداء “حزب الله” في مقارنة ليست في محلها، فضلا عن ان عددا من الناشطين المؤيدين لـ “حزب الله” ابدوا إعجابهم وقدموا تهنئتهم للبكي في مواقع عدة على السوشال ميديا.
هذا اللغط الذي ربط فيه خصوم “حزب الله” موقفي شخصيتين تنضويان تحت خطه السياسي بموقف الحزب نفسه إضطره أمس لإصدار بيان عبر العلاقات الإعلامية جاء فيه: “إن ما صدر من تغريدات وتعليقات من قبل بعض الإخوة والأخوات بخصوص فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي لا يعبّر عن رأي “حزب الله” ولم يكن له من داع على الإطلاق”.
ويبدو من خلال العبارة الأخيرة أن مساءلة تجري في هذا الشأن لم يتم تأكيدها من قبل المعنيين. إلا أن أوساطا عليمة بمناخ “حزب الله” قالت لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “حزب الله” لا ينزعج ولم يزعجه يوما اي نجاح لبنان عالمي في المجالات كافة الفنية والثقافية والرياضية وسواها وهو يفتخر بكل لبناني ناجح، والمخرجة نادين لبكي من ضمن هؤلاء. وتشير الأوساط الى أن أكثر ما أزعج المسؤولين في الحزب هو ربط مسألة التهنئة بجائزة لفيلم وبين شهدائه المقاومين الذين يستحقون التكريم مدى الحياة لكن لا داعي البتة للربط بين موضوعين لا علاقة بينهما.
واسفت الأوساط أن يربط المغردون في عالم السوشال ميديا من خصوم الحزب موقفين خاصين لشخصيتين بالحزب نفسه وهو ليس مألوفا،لأن “حزب الله” يتعرض يوميا لمئات الإنتقادات وأحيانا الشتائم من جمهور بعض الأحزاب فلا يربطها بقرار متخذ على صعيد القيادة.
وتشير الأوساط الى أن ما يزعج “حزب الله” في هذه الحادثة وغيرها أن حرية التعبير تمارس ضدّه حين ينطق برأي معين لا يعجب الآخرين، في حين أن شخصيتين عبرتا عن رأي خاص بهما لهما الحق به على صعيد شخصي تمّ تعظيمه وتضخيمه لوصف “حزب الله” بأنه يفضل ثقافة الموت وسواها من العبارات غير الصحيحة والتي لا تعبّر لا عن الحزب ولا عن جمهوره، فضلا عن مهاجمة شهدائه ومقدساته، فاضطر للتدخل لإسكات هذين الشخصين عن التعبير عن رأيهما الخاص في حين ليس مسموحا له ردّ التهم الموجهة اليه زورا بذريعة تعرضه لحرية التعبير!