“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة
تعيد المملكة العربية السعودية تثبيت نفوذها في لبنان بشكل تدريجي وبطريقة أكثر حنكة يقودها القائم بالأعمال السعودي في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري الذي يعتبر المهندس الأول للوضع السني اللبناني حاليا وتحديدا لـ”تيار المستقبل” بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري.
لا يمكن قياس الإقالات والإستقالات الأخيرة في التيار الأزرق وأبرزها على الإطلاق إستقالة نادر الحريري مدير مكتب سعد الحريري وكاتم أسراره وأحد أركان التسوية الرئاسية مع “التيار الوطني الحرّ” بالمقياس الإنتخابي الضيق، وحصرها بخسارة بضعة مقاعد للحريري هنا وهنالك على أهمية الموضوع.
فما يحدث في “تيار المستقبل” أبعد من “عقوبة مسلكية” بسبب فشل في إدارة العملية الإنتخابية،لأن بيكار التغييرات سيتوسع ليواكب بشكل محكم التطورات القائمة في المنطقة وتحضير الأرضية اللبنانية للمواجهة ولمّ جبهة القوى المعارضة لـ”حزب الله” تحت مظلّة السعودية.
في التفاصيل الذي استقاها “مصدر دبلوماسي” من أوساط سياسية قريبة من “تيار المستقبل” يمكن استخلاص خمس نقاط أساسية للهندسة الجديدة لـ”تيار المستقبل” التي ينكبّ عليها القائم بالأعمال السعودي والتي ينفذها بحذافيرها الرئيس سعد الحريري التي تجزم الأوساط أنه عاد الى كنف السعودية قلبا وقالبا ومسلكا بمعية البخاري. ما هي النقاط الخمسة؟
أولا، بدء عملية “تنظيف” في “تيار المستقبل” من جميع القيادات التي فتحت علاقات مع “حزب الله”.
ثانيا، تجميع قادة الطائفة السنية في لبنان برمتهم تحت مظلّة سعد الحريري وقيادته.
ثالثا، لمّ شمل الحلفاء في قوى 14 آذار ليعودوا كتلة واحدة متراصّة، وثمة خطوات عدّة مهمة ستتظهر في شهر رمضان المبارك، حيث ستجمع الإفطارات قيادات 14 آذار وخصوصا السنية منها وبعضها كان على خلاف مستحكم.
رابعا، بدء استشارات مع “التيار الوطني الحر” بهدف تشكيل كتلة نيابية واسعة النطاق.
خامسا، تشكيل حكومة متوازنة برئاسة سعد الحريري.
وتشير الأوساط الى أن الشيخ نادر الحريري لعب في الآونة الأخيرة دورا سياسيا واستراتيجيا كبيرا لم يلق رضى السعودية وخصوصا في ما يتعلق بالتسوية الرئاسية ثم بطريقة معالجة استقالة الحريري الغامضة في الرياض و”الغيبة” التي امتدت 3 اسابيع. وقرأت السعودية كل ذلك بأنه انقلاب ضدّ سياساتها، لذا سحبت السفير الذي عينته وليد اليعقوب على عجل، وأعادت البخاري الذي أثبت بأنه أكثر قدرة على إدارة الأمور وإعادة عقارب الساعة الحريرية الى ما قبل التسوية الرئاسية، وهو ما عكف عليه ولعلّ أولى ثمار هذا العمل الهندسة الجديدة لـ”تيار المستقبل”. وتشير الأوساط الى أن المرحلة المقبل سوف تشهد تطورات سياسية واسعة النطاق وثمة اتجاه الى تشكيل غالبية نيابية من قوى 14 آذار وثمة مشاورات جدية بأن ينضوي “التيار الوطني الحرّ” في هذه الجبهة النيابية الواسعة “بما يتماشى مع التطورات الجارية في المنطقة حيث ثمة مشروع جديد سيواكبه مشروع جديد في لبنان أيضا”، بحسب الأوساط المذكورة.