“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
لم يكن خبر استقبالات رئيس مجلس النواب نبيه برّي عاديا اليوم في دارته في المصيلح، فمن ضمن مئات الشخصيات والوفود الشعبية التي قصدته للتهنئة بفوز لوائح “الأمل والوفاء” تصدّر المهنئين النائب الفائز عن المقعد الشيعي في جبيل مصطفى الحسيني الذي سينضم الى كتلة “التنمية والتحرير”.
وبالتالي، فإن بري إستبدل النائب السابق عباس الهاشم بالنائب مصطفى الحسيني من دون “جميل” رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي رفض ترشيح نائب من حركة “أمل” على لائحة “التيار الحر” في جبيل كسروان، ثم فاجأ حليفه “حزب الله” برفض ترشيح الشيخ حسين زعيتر وهو خيار شخصي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وذلك لحسابات اختلط فيها السياسي بالإنتخابي .
وقد عملت الماكينات الإنتخابية المختلفة في الدائرة الأولى لجبل لبنان على محاصرة زعيتر من جميع الجهات، فكانت لائحة “التضامن الوطني” ضرورة لترشيحه، وهو بالفعل نال شرعية شعبية بحصوله على 12500 صوت في الدائرة ذي الغالبية المسيحية منهم ألف صوت تفضيلي من مسيحيي الدائرة فيما البقية من الشيعة من أبنائها. لكن الحظّ لم يحالف زعيتر الذي خذله الحاصل الإنتخابي الضئيل للائحته، ففاز بهمّة الفواصل الإنتخابية المرشح مصطفى الحسيني بـ259 صوتا وهو خاض المعركة مع النائب فريد هيكل الخازن.
لم تسر الرياح بما تشتهي سفن “التيار الوطني الحر” بأن يخرق “الثنائي الشيعي” في دائرة يشكل المسيحيون 90 في المئة من أبنائها في حين أن الشيعة لا تتعدى نسبتهم الـ10 في المئة، ولم يتمكن رئيس التيار البرتقالي من أن يقول لحليفه من أنه هو من يتحكم بنجاح المرشح الشيعي في هذه الدائرة.
دارت الساعات، وحطّ الحسيني في المصيلح، وفي المعلومات أن صديق الرئيس برّي الصدوق سينضم الى كتلة “أمل” و”حزب الله”، في “ضربة معلّم” للأستاذ نبيه الذي سبق ورشح الحسيني في انتخابات 2009 في هذه الدائرة.
إبن مزرعة السياد وشقيق الرئيس حسين الحسيني يكون أكد المؤكد، من أن ليس من نائب شيعي يخرج عن مظلة “الثنائي الشيعي” اي حركة “أمل” و”حزب الله”. أما الرئيس بري فيكون وجه صفعة قاسية لمناوئيه من أن “العنتريات” لا تثمر نوابا، وأن الحسابات السياسية هي أمضى من التحدي الكلامي.
في السياق نفسه أصدر مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في “حزب الله” الشيخ حسين زعيتر البيان الآتي:
“باسم الله الرحمن الرحيم
إلى أهلنا الشرفاء في بلاد جبيل وكسروان.
لقد شرفني سماحة السيد حسن نصرلله بثقته الغالية إذ نطق إسمي على شفتيه المباركتين كمرشح للإنتخابات النيابية ضمن دائرةجبيل كسروان
لكي أكون خادما لكم، مرتهنا لإحسانكم، ولقد شرفني حضوري بينكم
طيلة السنوات الماضية وما لمسته من احتضانكم ومحبتكم خلال هذه المرحلة أرخى على عاتقي مسؤولية كبيرة وحملاً ثقيلاً.
إن ما أظهرته نتائج الإنتخابات أكد لنا من جديد أن جمهور المقاومة وبيئتها لم يبخلوا يوماً في الوقوف إلى جانب هذه المقاومة في مختلف الإستحقاقات وإن وفائكم المنقطع النظير هو رأس مال هذه المقاومة ودرعها.
مسؤوليتنا اليوم أن نحمي مجتمعنا من التعصب البغيض والفئوية والطائفية وأن نقدم الصورة التي تليق بنهجنا المبارك وبمدرسة سيد الشهداء(ع) وأن نتعالى عن التفاصيل الصغيرة والحسابات الضيقة كما أكد سماحة الأمين العام, ونفتح قلوبنا إلى الجميع فإن غاية آمالنا حفظ المقاومة والوطن والأرض والشرف والعرض.
أوجه التحية لكم والشكر, يا أشرف الناس وأعزهم وأكرمهم لوقفتكم العزيزة، وأخص بالذكر عوائل الشهداء والجرحى منكم والتوأم الآخر للثنائي أشقائنا في حركة “امل” وكل العائلات الكريمة والقرى المحرومة في منطقة عّز فيها الأوفياء, فلا يضركم من ض ّل إذ اهتديتم ولا يف ّت عزيمكتم عدم الوفاء لكم فأنتم الأعلون وستبقون كذلك.
سنبقى وإياكم على هذا النهج مع المخلصين من حولنا وأجدد لكم الشكر الكبير على هذه الوقفة الشجاعة مع بعض الأصدقاءفي بلادجبيل كسروان والتي نثمنها عالياً ولكل من تعاطف معنا من مختلف المناطق اللبنانية ولكل الأخوة الذي عملوا في الماكينة الإنتخابية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (…).