“مصدر دبلوماسي”
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ضرورة ان يمارس كل اللبنانيين صلاحياتهم الانتخابية واصفا الاقتراع بـ”الواجب المقدس الذي اذا ما اهملوه تنازلوا عن حقهم في المحاسبة”، مشددا على اهمية منح الصوت التفضيلي لمن يلبي تطلعاتهم.
واذ لفت الرئيس عون الى انه لا يجب على احد ان يؤثر في خيار المواطنين، اوضح انه “صوَت للعهد“.
موقف عون جاء قبل ظهر اليوم بعد اقتراعه في القلم رقم 1 في مركز بلدية حارة حريك للتدريب والتأهيل المهني والاكاديمي الذي وصله واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، فيما اقترعت السيدة عون في القلم رقم 2.
ووسط هتافات الترحيب والتصفيق، شق الرئيس عون طريقه بصعوبة الى الطابق الاول حيث قلم الاقتراع الذي دخله، وتلا رئيس القلم بصوت عال اسم الرئيس ورقم سجله، وبعدما تأكد منه المندوبون، سلمه رئيس القلم ورقة الاقتراع واتجه بها الى العازل حيث اقترع وعاد والقى الورقة في الصندوق ووقع على السجل ولون اصبعه بالحبر الازرق.
وبعد الادلاء بصوته، خرج الرئيس عون من قلم الاقتراع الى قاعة جانبية في المركز حيث تحدث للصحافيين فقال:
“اليوم يمارس اللبنانيون اهم عملية وطنية سياسية ويختارون الاشخاص الذين سيمثلونهم اربع سنوات في مجلس النواب، وهو المؤسسة الام التي تنبثق منها كل السلطات. من هنا، فهو يوم مهم جدا للبنان ولكم، ولا يجب على اي احد ان لا يمارس صلاحياته لان الاقتراع واجب مقدس”.
اضاف الرئيس عون: “يعتمد اغلب البلدان الاقتراع الالزامي، اما نحن فنعتمد حرية الاقتراع، لكن على اللبنانيين الا يهملوا هذا الحق لانهم اذا فعلوا تنازلوا عن حقهم في محاسبة النواب، فبقدر ما اشتكيتم او راقبتم اوحاسبتم تكونون كثرا، ذلك ان من تحاسبونهم سياسيا بمقدوركم الا تمنحوهم اصواتكم في المرحلة المقبلة”.
وتوجه الرئيس عون مخاطبا اللبنانيين بالقول: “نتمنى ان يكون الانتخاب على اساس ارادتكم، هناك على الاقل بين المرشحين شخص يعجبكم، فاختاروا لائحته وامنحوه الصوت التفضيلي. اما لماذا الصوت التفضيلي، فلأن لا احد يعجبه كل اسماء المرشحين في اللائحة المغلقة. والنظام الجديد يعطيكم الحق بترك من لا تريدونه واختيار من تفضلون. في النظام النسبي لا بد لعدد من الاشخاص في اللائحة ان يخسروا، فليخسر من لا تريدونه وامنحوا الصوت التفضيلي لمن يلبي تطلعاتكم. هذا هو حقكم، ولا يجب لاحد في اللائحة او خارجها ان يؤثر عليكم. انكم تختارون الخط السياسي او الحزب ككل في اختياركم اللائحة، لكن الاهم هو اختياركم الشخصي لمن تمنحون الصوت التفضيلي وفق ارادتكم البحتة”.
وردا على سؤال عن اللائحة التي صوت لها، اجاب الرئيس عون: “صوَتُ للعهد لمن اصوت.. صوتي للعهد”.
في هذه الاثناء، كانت اللبنانية الاولى تقترع في قلم النساء في المركز نفسه وعبرت عن سعادتها لممارسة حقها في الاقتراع.
وبعد ذلك، غادر رئيس الجمهورية قلم الاقتراع مشيَعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب من الناخبين الذين كانوا ينتظرون دورهم.
الى وزارة الداخلية والبلديات
ومن حارة حريك، انتقل الرئيس عون الى مبنى وزارة الداخلية والبلديات في محلة الصنائع حيث كان في استقباله عند مدخل الوزارة وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان والمديرة العامة للشؤون السياسية السيدة فاتن يونس والمديرة العامة للشؤون البلدية والمجالس المحلية بالتكليف السيدة فاتن ابو حسن والمدير العام للاحوال الشخصية العميد الياس خوري رئيس غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات.
وانتقل عون ومستقبليه الى مكتب وزير الداخلية حيث رحب الوزير المشنوق برئيس الجمهورية شاكرا له زيارته في هذا اليوم التاريخي من ايام لبنان عارضا للاجراءات التي تقوم بها الوزارة للاشراف على العملية الانتخابية في كل المناطق اللبنانية. ثم عرض العميد خوري لما تحقق منذ الصباح لا سيما بعد انجاز عملية توزيع صناديق الاقتراع على الاقلام منذ ليل امس وتأمين حمايتها بواسطة قوى الامن الداخلي. واوضح العميد خوري ان الاقتراع بدأ الساعة السابعة صباحا في كل المناطق اللبنانية بعد تأمين المستلزمات الضرورية، لافتاً الى تلقي غرفة العمليات المركزية سلسلة اتصالات بلغ عددها منذ السادسة صباحاً حتى الساعة العاشرة والنصف 1922 اتصالاً حيث تمت اجابة المتصلين عن تساؤلاتهم. واشار الى ان العملية الانتخابية تتم بهدوء، والقوى الامنية على تواصل دائم وتنسيق مستمر بين مختلف الاجهزة.
وقال العميد خوري انه بالنسبة الى أقلام الاقتراع الخاصة بالانتشار اللبناني وتلك الخاصة باقتراع الموظفين الموزعين على اقلام الاقتراع، فقد نُقلت من خزنة مصرف لبنان الى مقر لجنة القيد العليا في مرآب الكرنتينا التي باشرت فرز المغلفات حسب كل قضاء، وتم تخصيص25 آلية من قوى الامن الداخلي لمواكبتها الى الاقضية ليتم فرزها من قبل لجان القيد بعد الساعة السابعة مساء، اي بعد اقفال الصناديق لضم نتائجها الى نتائج اقتراع اليوم في الاقلام كلها، وستكون النتائج متناسقة في التوقيت والدقة.
وفيما توقع العميد خوري ان تعلن النتائج بصورة اولية ابتداء من الساعة العاشرة ليلاً بالتعاون مع القضاة اعضاء لجان القيد، لفت الى أن العملية ستكون سريعة وأن الجمع سيكون الكترونياً لأول مرة في تاريخ الانتخابات النيابية.
وعرض الوزير المشنوق لبعض الملاحظات حول مسار العملية الانتخابية مبدياً اسفه لعدم التمكن من تلبية كل طلبات ذوي الحاجات الخاصة في اقلام الاقتراع، لافتاً الى أن تعليمات صدرت الى رجال الدفاع المدني بالانتشار في الاقلام ومساعدة ذوي الحاجات الخاصة حيث تبرز اي صعوبات امامهم لممارسة حقهم في الاقتراع. كذلك اعطيت التعليمات الى قوى الامن الداخلي لتقديم كل المساعدات المطلوبة لتأمين وصول ذوي الحاجات الخاصة الى اقلام الاقتراع. ولفت الوزير المشنوق الى ان مهلة التحضيرات للانتخابات كانت ضيقة، ومع ذلك امكن تنفيذ عملية الاقتراع بنجاح. ونوّه الوزير المشنوق بالتعاون الذي قام بين الاجهزة الامنية كافة، والجهد الذي بذله المشاركون في الترتيبات والتحضيرات وكذلك بالفريق التقني والمعلوماتي الذي تولى ربط المراكز والاقلام واماكن لجان القيد الكترونيا.
وعلى الاثر انتقل الرئيس عون والوزير المشنوق والمديرين العامين الى غرفة العمليات المركزية حيث تابع منها سير الانتخابات في كل المناطق اللبنانية، واستمع الى شرح ميداني عن نسب المشاركة والوضع الامني والاجراءات اللوجستية والتقنية المتخذة.
وبعد لقاء مع المديرين العامين المشرفين على العملية الانتخابية، عاد الرئيس عون الى قاعة الاجتماعات الكبرى في مكتب وزير الداخلية حيث اطلع عبر الشاشات والالواح الالكترونية على متابعة اقلام الاقتراع والالية التي ستعتمد لفرز الاصوات وجمعها بإشراف لجان القيد العليا والفرعية وصولا الى اصدار النتائج النهائية.