“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تنظر حركة “أمل” الى الإنتخابات النيابية لعام 2018 بأنها استحقاق وطني كبير وتاريخي واساسي ومفصلي في الحياة السياسية في لبنان وخصوصا في خضم الأزمات التي تعصف في المنطقة وتأثيراتها الأكيدة على لبنان الذي استطاع بفضل تضامن أبنائه وبالدعم الدولي الحفاظ على هذا الحد من الإستقرار والأمن وهذا بنظر محازبي ومناصري “الحركة” جزء من المقاومة لحفظ لبنان.
برأي “امل” أنه لا يمكن للبنان أن يستمر بالشكل الذي هو عليه اليوم وخصوصا وأنه مرّت 9 اعوام من دون إنتخابات نيابية. يدرك رئيس المجلس النيابي ورئيس حركة “امل” نبيه بري أنه لا مجال للإكمال بنفس الأسلوب، وخصوصا أنه من ضمن التسعة أعوام من التجديد للمجلس النيابي، مرّ عامان ونصف العام من الفراغ الرئاسي كان له أثر كبير على الوضع السياسي والنظام العام والإقتصاد في لبنان.
ثمة رؤية مشتركة بين حركة “أمل” و “حزب الله” لذلك كان تحالف إستراتيجي في الإنتخابات، وتقاسم للـ27 نائبا في المناطق كافة وخصوصا في البقاع والجنوب.
البارز كان في آليات خوض الإنتخابات النيابية، حيث تم اختيار سيدة في دائرة صور هي عناية عزّ الدين وهذا ليس بالأمر السهل ترشيح سيدة في مجتمع محافظ بحسب أوساط الحركة، في النبطية تم ترشيح هاني قبيسي وبقي على التحالف مع المستقل النائب ياسين جابر، وفي بيروت رشحت الحركة عضو مكتب سياسي هو محمد خواجة. في الضاحية الجنوبية تشغل “أمل” مقعدا من أصل اثنين، ورشحت الدكتور فادي علامة من عائلات ساحل المتن الجنوبي العريقة وله باع في العمل الإجتماعي، في البقاع الغربي، كان المقعد من حصة “الحركة” ورشحت عضو الهيئة التنفيذية محمد نصر الله وهو كادر عريق يحمل خبرة كبرى بالعمل الإجتماعي والتنظيمي.
وبحسب أوساط الحركة أنه حتى المستقلين الذين تم التحالف معهم يترتب عليهم الإلتزام بالمشروع السياسي لحركة “أمل” ومن أبرز التي تم التحالف معها الحزب السوري القومي الإجتماعي وحزب البعث، في البقاع الغربي ثمة تحالف مع النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، والنائب السابق إيلي الفرزلي، وشمالا ثمة علاقات ممتازة مع نجيب ميقاتي وفيصل كرامي وسليمان فرنجية.
بعد انتخابات رئاسة مجلس النواب سيكون الرئيس نبيه بري مرشح حركة “أمل” و”حزب الله” لسدة رئاسة السلطة التشريعية في لبنان، وتملك “أمل” رؤية للحكومة الجديدة تصفها أوساط “الحركة” بأنها “رؤية انقاذية على مستوى الإصلاح الإجتماعي والإقتصادي ورؤية استراتيجية تكتسب ثقة الناس فيشعرون أنه يمكنهم الركون الى حكومة تكون مسؤولة عن مشاكلهم المزمنة والتاريخية، من كهرباء والفساد الذي يشكو منه الجميع الى الإنماء المتوازن ضمن المناطق وخارج العاصمة بيروت، لأن الأزمة التي تعيشها العاصمة وضواحيها، وهذا الإكتظاظ سواء بالسكان أو بالسير له مردود سلبي على الإقتصاد وعلى الأداء العام”.
لا جواب للحركة عندما يفتح موضوع الخلاف مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وفي معلومات موقع “مصدر دبلوماسي” بأن لدى “أمل” و”حزب الله” 2800 صوت في المتن الشمالي يبدو بأن الحركة سوف تجيرها للمرشح االنائب ميشال المرّ، نظرا الى العلاقة التاريخية بين الطرفين. في الشمال يوجد في عكار حولي الألفي صوت وأصوات في البترون والكورة وهي ستذهب الى مرشح الرئيس نبيه بري لرئاسة الجمهورية وهو النائب سليمان فرنجية ولوائحه، لكن هذه المعلومات لم تلق تأكيدا من أوساط الحركة.
بحسب المسؤولين في “أمل” أن الرئيس نبيه بري لم يعتبر مرة واحدة في تاريخه السياسي أنه يوجد أعداء سياسيين بل خصوم ليس إلا، حتى خصمه في السياسة لا يبقى دائما كذلك، وهذا من أصول اللعبة الديموقراطية وهو ينتهج دوما مبدأ الحوار الدائم الذي سوف يتجلى بعد الإنتخابات لصون الإستقرار والأمن.