“مصدر دبلوماسي”: خاص- تونس
انعقدت في العاصمة التّونسية ندوة ” نفاذ الصّحفيات العاملات بوكالات الأنباء العربيّة إلى مواقع القرار ” يومي 24 و 25 نيسان 2018 بتنظيم من وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) بالتّعاون مع اتّحاد وكالات الأنباء العربيّة (فانا) و مؤسّسة كونراد أديناور- تونس (كاس).
وتهدف هذه النّدوة إلى تسليط الضّوء على وضع المرأة الصّحفية العاملة بوكالات الأنباء العربية وواقعها وبحث سبل تشريكها في مواقع القرار بما يمكّنهنا من الاضطلاع بمسؤولياتها على أكمل وجه.
وشهدت النّدوة مشاركة العديد من الصّحفيات العربيّات و الجامعّيين و ممثلي وسائل الإعلام والمنظّمات الوطنية والدّولية ومن مكوّنات المجتمع المدني وعدد من الهياكل الحكوميّة.
وافتتحت النّدوة من لدن السّادة لطفي العرفاوي الرّئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء وفريد أيار الأمين العام لاتّحاد وكالات الأنباء العربيّة و هولغر ديكس الممثل المقيم لمؤسّسة كونراد أديناور بتونس.
و أبرز السيد لطفي العرفاوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للأنباء رمزية مكان انعقاد الندوة في تونس المعروفة بريادتها في تمكين المرأة على أكثر من صعيد (الأحوال الشخصية والمشاركة السياسية وتولي المواقع القيادية في جميع المجالات) وكذلك رمزية زمن انعقادها في تونس ما بعد الثورة التي عززت في دستور 2014 مكانة المرأة شريكا وندّا للرجل. وأشاد بالمكانة المرموقة التي تتبوأها الصحافيات بوكالة تونس إفريقيا للأنباء مستعرضا بعض الأرقام والبيانات حيث أنّة على مجموع 130 صحفيا هناك 88 صحافية كما ان معظم رؤساء الدوائر نساء. وشدّد على ضرورة تمكين الصحفية العاملة في وكالة الأنباء من مواقع القرار على قاعدة الاستحقاق والجدارة.
و بيّن السيد فريد أيار رئيس اتّحاد وكالات الأنباء العربيّة أنّ موضوع النّدوة وهو نفاذ الصحفيات في وكالات الأنباء إلى مراكز القرار يستدعي منا العمل على إيصال توصيات الندوة إلى أجهزة الإعلام المتطورة في العالم. وأضاف أن الاهتمام بالإعلامية العربية وتدريبها ومدها بالخبرات لها نتائج إيجابية في تطوير المؤسسات الإعلامية في البلدان العربية .
وأشار إلى أن الاتّحاد بدأ منذ هذه السنة بإعداد خدمة إعلامية نسائية في الوطن العربي تتعلّق بشأن المرأة في بلدها وتوزيع التقارير التي تعدها الصحفيات على جميع الوكالات العربية.
وقال السيد هولجر ديكس أن مؤسّسة كونراد أديناور التي تعنى بدعم الديمقراطية والنهوض بالمرأة في شتّى المجالات في العالم تشجّع على دعم قدرات المرأة عبر شبكات إعلامية مختلفة. كما قدم عرضا حول أنشطة المؤسّسة في تونس و خاصة في مجالات التّعاون و الشراكة مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
و ناقشت جلسة العمل الأولى محور ” وضعية الصّحفية الوكالتيّة في العالم العربي اليوم “ على ضوء مداخلتين قدّمتهما السّيّدة حميدة البور مديرة معهد الصّحافة وعلوم الإخبار والسّيّدة حبيبة الماجري رئيسة تحرير سابقة بوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وتحدثت السيدة حميدة البور عن الواقع الذي تعيشه المرأة في وكالات الأنباء ومسارات إثبات ذاتها. وأكدت على ضرورة إدماج المرأة في المجموعة صلب وكالات الأنباء ومطالبتها بالمساواة على أن تعي بصناعة ذاتها داخل الوكالة والمشاركة في كل ما يهم قطاع الإعلام والانخراط في مواقع رياديّة للتدرّب على القيادة .
واستعرضت السّيدة حبيبة الماجري رئيسة تحريرسابقة بـ”وات” تجربتها الثرية في وكالة تونس إفريقيا للأنباء بالرغم من أن الطريق لم تكن سهلة.
وقالت في هذا الصدد “كنا على دراية بواقعنا ونجتهد للخروج من النمطية والقوالب الجاهزة وكنا نكافح باستماتة من أجل فقرة تكتب أو سطر واحد”.
و أوضحت أن كل الأرقام تشير إلى النّقص الكمي لتواجد المرأة في مراكز القرار حيث قدمت بعض الحلول لتقليص الهوة بين الجنسين وولوج المرأة إلى مراكز القرار بفضل سياسات واضحة وجريئة.
وتناول النّقاش مجموعة من المداخلات تهمّ بالخصوص التّمييز الإيجابي على أساس الكفاءة وأهمية القرار السياسي في دعم مكانة المرأة وضمان مشاركة الصّحفيات في اجتماعات وكالات الأنباء العربية إضافة إلى تشريك الصّحفيات بدون تمييز في مختلف قاعات التحرير. واقترحت بعض الصحفيات إعداد برامج مخصوصة لصحفيات الوكالة ضمن برامج مركز التدريب التابع لوكالات الأنباء العربية في عمّان من أجل تبادل الخبرات وضرورة تكريس حوكمة رشيدة على أساس المساواة وتبنّي وثيقة شرف بين وكالات الأنباء العربية تدعو إلى تكافؤ الفرص بين الصحفيات والصحفيين في تولّي مراكز القرار داخل وكالات الأنباء العربيّة.
وتم كذلك اقتراح وضع حصّة أو “كوتا” للصّحفيات العربيات تخوّل لهن حدا أدنى من النّفاذ إلى مراكز القرار.
وخصّصت جلسة العمل الثانية لبحث مسألة “عوائق تولّي الصّحفيّة الوكالتيّة مواقع القيادة “. وقدّمت خلالها صحفيّات من وكالات الأنباء التوّنسية والسّعوديّة و الأردنيّة والعمانيّة و الموريتانيّة شهادات حيّة متّصلة بمحور هذه الجلسة. وجاء فيها بالخصوص تثمين تجربة الصّحفيات بوكالة تونس إفرقيا للأنباء اللاّتي تتمتّعن بدور رياديّ في قاعات التحرير من حيث العدد و التمثيليّة و تحمّل المسؤولية مع زملائهنّ الصّحفيين رغم بعض الصّعوبات المتأتّية أساسا من التّشكيك في قدراتهنّ من قبل بعض زملائهنّ في مجال ممارسة المسؤوليّات .
و في النّقاش استعرضت بعض الصّحفيات في الوكالات العربية المشاكل التي تعترضهنّ أثناء أداء عملهنّ من حيث تفضيل الرّجل على المرأة و نقص الدّورات التّدريبية لفائدة المرأة و غياب القوانين التي تضمن التكافؤ بين الجنسين.
وكان موضوع “الجندر و المساواة في وكالات الأنباء العربيّة “ محور الجلسة الثّالثة وقدّمت فيها صحفيّات من وكالات الأنباء الفلسطينيّة و البحرينيّة و القطريّة والكويتيّة و الإماراتيّة و السّعودية و من المركز الإفريقي لتدريب الصّحفيين و الاتّصاليين.
و قد بيّنت المتدخّلات المخاطر التي تتعرّض لها الصّحفيات في بعض البلدان العربية التي تمرّ بأزمات فيما أبرزت أخريات اضطلاع المرأة بجدارة مناصب قيادية رفيعة في مواقع صنع القرار في المؤسسات الاعلامية وتحسّن وضعية الصحفيات مطالبين بمزيد دعم تدريب المرأة علىتولي مناصب قياديّة .
ثمّ دار نقاش حول أهمية تكثيف النّدوات حول أوضاع الصّحفيّات الوكاليّات وتحسيس صناع القرار بضرورة وضع قوانين تكفل نفاذ الصحفية إلى مناصب عليا في المؤسسات الاعلامية و رفع توصيات النّدوة الى رؤساء الوكالات.
وقدّمت صحفيّات من وكالات الأنباء الأردنيّة و العمانيّة و البحرينيّة و القطريّة و الكويتيّة و الإماراتيّة ”مقترحات للنّهوض بوضع الصّحفيّات العاملات في وكالات الأنباء العربيّة “ خلال جلسة العمل الرّابعة. واتّصلت تلك المداخلات و النّقاشات التي تلتها بدعم الصّحفيات في الوكالات العربيّة لتولي مناصب قيادة و تكثيف الدّورات التّدريبيّة لفائدتهنّ وتبادل الزيارات بين صحافيات الوكالات العربية ووضع استراتيجيّة للنهوض بنفاذهنّ إلى مراكز القرار و إدراج ركن خاص بالصحفيات في موقع اتحاد وكالات الأنباء العربيّة لإبراز مشاغلهنّ.
وكانت تلك المقترحات منطلق مائدة مستديرة لمناقشة توصيات النّدوة. وبعد نقاش مختلف الأفكار والمقترحات صدرت عن النّدوة التّوصيات التّالية :
– وضع إستراتيجية على فترة زمنية يمكن أن تمتدّ على خمسة أعوام للنهوض بمسألة نفاذ الصحفيات إلى مراكز القرار وتشكيل فريق عمل يسهر على متابعة إنجازها و إعداد تقرير دوريّة إلى الجمعيّة العامّة لاتّحاد وكالات الأنباء العربيّة.
– إنشاء لجنة قارّة خاصّة بالصّحفيّات ضمن هيكلة اتّحاد وكالات الأنباء العربيّة.
– اعتماد التّمييز الإيجابي للصّحفيّات على أساس الكفاءة في تولّي مراكز القرار صلب وكالات الأنباء العربيّة واقتراح وضع حصّة (كوتا) على أساس الجدارة تخوّل لهن حدا أدنى من النّفاذ إلى مراكز القرار.
– الدّعوة إلى تبني ميثاق شرف بين وكالات الأنباء العربية يكرّس تكافؤ الفرص بين النّساء و الرّجال في وكالات الأنباء في مجال النّفاذ إلى مراكز القرار.
– وضع برامج خاصّة بالصّحفيات ضمن أنشطة مركز التّدريب التابع لاتحاد وكالات الأنباء العربية بعمّان.
– تدريب صحفيات الوكالة على اكتساب المهارات التي تؤهلهنّ لتولّي مناصب قياديّة.
– تشريك الصّحفيات في اجتماعات التحرير في كل الوكالات العربية.
– تشريك الصّحفيات دون تمييز في مختلف قاعات التحرير و خاصة السّياسيّة و الرّياضيّة منها.
– دعوة اتّحاد وكالات الأنباء العربيّة إلى إقرار دوريّة سنويّة لاجتماعات الصحفيات العاملات في وكالات الأنباء العربيّة.
– تبادل الزّيارات بين الوكالات العربية والأجنبية للإطلاع على أفضل الممارسات فيها.
– تدوير العمل بين الصحفيات العربيات للعمل لفترات تمتدّ على بضعة أسابيع بين مختلف الوكالات العربيّة.
– إدراج ركن خاص بالصّحفيات بموقع اتّحاد وكالات الأنباء العربية على شبكة الإنترنت من أجل إبراز أنشطتهنّ ومشاغلهن.
– دعم مشاركة الصّحفيّات في المؤتمرات العالمية.
وقد طلبت المشاركات في النّدوة من الدّكتور فريد أيار الأمين العام لاتّحاد وكالات الأنباء العربيّة إبلاغ هذه التّوصيّات إلى رؤساء وكالات الأنباء العربيّة وإلى الاجتماعات القادمة للجنة الدائمة للإعلام بجامعة الدّول العربيّة ولوزراء الإعلام العرب التي سوف تنعقد في القاهرة بداية شهر مايو القادم من أجل العمل على تنفيذها.
كما توجّهن بجزيل الشّكر إلى وكالة تونس إفريقيا للأنباء واتّحاد وكالات الأنباء العربية على تنظيم النّدوة و إلى مؤسّسة كونراد أديناور- تونس على رعايتها.
وأشرفت السّيّدة نزيهة العبيدي وزيرة المرأة و الأسرة و الطّفولة و كبار السّنّ على اختتام النّدوة وألقت كلمة تناولت فيها محور “المرأة التّونسيّة في مواقع القرار” واستعرضت الخصوصيّات التّاريخيّة و الفكريّة والسّياسيّة والاجتماعيّة للتّجربة التّونسيّة الرّائدة في مجال المساواة بينها وبين الرّجل.
وقد طلبت السّيّدة الوزيرة من المنظّمين إدراج ندوة ” نفاذ الصّحفيّات العاملات بوكالات الأنباء العربيّة إلى مواقع القرار ” ضمن فعاليّات ” تونس عاصمة المرأة العربيّة لعام 2018″.