“مصدر دبلوماسي”
جرت اليوم الأحد منذ منتصف الليل المرحلة الثانية من اقتراع المغتربين في 33 بلدا فضلا عن جزيرة غوادلوب وهي تستمر حتى فجر اليوم الإثنين مع إقفال آخر صندوق إقتراع في أوستراليا.
متابعة رئيس الجمهورية
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منذ فجر الاحد، سير المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية للعام 2018، التي جرت في دول اوروبية وافريقية والاميركيتين واوستراليا، وتلقى تباعا تقارير من وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة الداخلية والبلديات حول اقتراع اللبنانيين المنتشرين في هذه الدول الذين تسجلوا وفق الاصول في البعثات الدبلوماسية والقنصلية اللبنانية. وأشارت التقارير الى نسب الاقبال منذ فتح صناديق الاقتراع، مع وجود فوارق في التوقيت بين بيروت وعدد من الدول.
وعبر عون عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والاجراءات التي رافقتها، لاسيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع.
من جهة اخرى تبلغ رئيس الجمهورية وصول اقلام الاقتراع من الدول العربية إلى مطار رفيق الحريري الدولي والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل.
المشنوق تحدث عن بعض الثغر
من جهته، وصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الاخطاء التي حصلت خلال اقتراع المغتربين ب”البسيطة والسهلة ولا تؤثر على نتائج الاقتراع“.
وقال في تصريح بعد تفقده سير العملية الانتخابية في وزارة الخارجية: “اولا اود توجيه تحية الى كل الناخبين في الخارج، الذين يمارسون حقهم في الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب، وتحية ايضا بعد الذي عاينته في باريس لكل السفراء والقناصل والموظفين المعتمدين في السفارات في الخارج، وفي العالم العربي الذي انهى مرحلة الاقتراع اول من امس، واليوم في أوروبا وافريقيا والعالم تكون العملية ناجحة ومن الواضح انه في كل السفارات والقنصليات اخذت كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لاجراء العملية الانتخابية بشكل نزيه وشفاف وسهل، وقد يكون سبب هذه السهولة ان عدد الاصوات في بعض اقلام الاقتراع محدود وبالتالي ليس هناك ازدحام او وقفة طويلة ما يسهل عملية الانتخاب“.
أضاف المشنوق: “تحية الى كل السفراء والقناصل والموظفين الذين بذلوا جهدا ممتازا حتى الآن، وان شاء الله يستمر هذا الجهد كل لحظة الى حين انتهاء عملية الانتخاب. نكرر شكرنا لكل الجهود التي بذلوها، انها تجربة أولى من نوعها في لبنان والعالم العربي، ليس التصويت في الخارج وحسب، انما المراقبة بهذه الدقة بوجود كاميرات، فالساكن في بيروت تابع مباشرة عمليات الاقتراع والتصويت في كل مركز في 33 دولة. الا ان هذا لا يمنع وجود بعض المشاكل التي حصلت في مراكز محدودة، وبشكل محدود جدا، وأنا فرح وقلبي كبير ايضا بسبب مناورة حية قمنا بها بالأمس لكل أقلام الاقتراع مع شركة عربية تولت المكننة في لجان القيد لمئتي مركز، وبهذه المناورة تبين وجود اخطاء عولجت فورا. انها اول تجربة في العالم العربي وليس فقط في لبنان، ونجاح هذه الشركة مكنها من نيل عقدين في بلدين احدهما عربي والآخر اسيوي للقيام بنفس العمل، ما يعني ان هذه التجربة رائدة وستتمكن من نقل كل ما قامت به خصوصا شركات القطاع الخاص لنجاحات لم يكن بالامكان تحقيقها لولا جهود اللبنانيين والادارة وكل من عمل في وزارتي الخارجية والداخلية ولو بعدد محدود جدا، فلا احد يدعي ابوة هذه الانتخابات لان الذين عملوا هم شبان وشابات مع بعض الاداريين وحققوا تقدما كبيرا في عملية هي الاولى من نوعها في لبنان والعالم العربي“.
بعدها تحدث المشنوق عن “الثغر كي لا تكبر وتصبح اسطورة”، فقال: “لنتكلم عنها بدقة لمعرفة كيفية معالجتها. الثغرة الاولى تمثلت بانجاز 6000 جواز سفر للبنانيين في الخارج بناء على قرار مجلس الوزراء لناخبين يودون التصويت بواسطة جواز السفر، الا ان هناك 400 جواز لم تصل، غدا صباحا سنسأل هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل عما اذا كان بالامكان، وبموجب القانون اصدار اجتهاد او رأي قانوني يبرر مجيئهم الى بيروت للتصويت بعد ان نكون قد اضفناهم اما الى لوائح الشطب او استحدثنا لهم لوائح شطب خاصة بالمناطق او الاقضية التي سيقترعون فيها“.
أضاف: “الخطأ الثاني الذي حصل هو التبديل في صندوقي اقتراع بين دوسلدورف وبريمن في المانيا، وتمت المعالجة من خلال تبادل الصناديق، فعادت الامور الى طبيعتها“.
وأردف: “وردت شكوى عن اسماء غير واردة على لوائح الشطب في مكان اقامة بعض المنتشرين، تحديدا في المانيا، وتبين بعد التدقيق ان هذه الاسماء مسجلة من دون عناوين دقيقة، فتم وضعها على لوائح الشطب في مركز اقتراع برلين، وهذا امر محدود يتعلق بعشرات لا بمئات الاسماء، ونستطيع عمليا تحديد حجمه ومدى تأثيره“.
وتابع: “الامر الاخير هو انه ولمناسبة عطلة عيد العمال في اميركا اللاتينية، وهي عطلة طويلة، فان شركة DHL لا تعمل خلال هذين اليومين ما يعني ان وصول الصناديق الى لبنان يحتاج علي الاقل الى اربعة ايام، الا ان الامين العام للخارجية وجد حلا سريعا لهذه المشكلة لعدم اثارة اي لغط، فأبلغ السفراء المعنيين في الدول التي تطالها العطلة بالزامهم المجيء الى لبنان مصطحبين معهم صناديق الاقتراع، وهذا الامر سيتم خلال اليومين المقبلين“.
وقال: “حتى في الاماكن التي تأخر فيها التصويت ومر الوقت المحدد لوصول شركة DHL، بقيت اقلام الاقتراع والصناديق تحت مراقبة الكاميرات طيلة الوقت الى حين وصول الشركة لتبدأ التوضيب والختم بالشمع الاحمر والشحن، مع بقاء المندوبين اذا رغبوا“.
أضاف: “أنا أتحدث عن اخطاء بسيطة حدثت، كي لا تكبر وتتحول الى قضية كبرى، ومتأكد انه في تجربة اولى من هذا النوع وبهذه التعقيدات والحداثة، الأخطاء التي حصلت، بالنسبة الى 200 قلم اقتراع في 33 دولة، هي اخطاء بسيطة لا تشكل فرقا او تأثيرا انتخابيا، على سبيل المثال كان هناك اوراق ناقصة في كوناكري وابيدجان تم ايصالها، لذلك من الظلم الا نقول انه نجاح باهر وممتاز وكل التحضيرات لهذه الانتخابات تمت خلال اربعين يوما فقط وبكلفة محدودة جدا، وهذا عمل عدد محدود من الموظفين مع القطاع الخاص اللبناني الناجح، الذي يبرهن يوما بعد يوم انه عنوان نجاح للبنان وكل بلد في العالم، الى جانب السيدات والرجال في وزارتي الداخلية والخارجية الذين ساهموا باتمام هذه العملية. الاحد المقبل ان شاء الله تكون الوزارة على اهبة الاستعداد للقيام بالعملية الانتخابية من دون اي اخطاء او تجاوز، هي عملية يجب ان نفتخر بها كلبنانيين وليس فقط كوزير داخلية او خارجية، هي نجاح لكل لبنان، وان شاء الله في الدورة المقبلة نكون اكثر حداثة وتقنية لننضم الى الدول المتقدمة بانتخابات سليمة وشفافة ونزيهة وبدون الغبار المثار بسبب ورقة او كرسي، باعتبار ان هذه العملية تشوبها بعض الاخطاء البسيطة التي عولجت فورا سواء في الخارج او في الداخل“.
وتابع: “بدءا من يوم غد سيكون الجهد كبيرا في وزارة الداخلية كما كان بين الوزارتين طوال الشهرين الماضيين، لكن من يقوم بانتخابات بهذه الطريقة وبهذا القانون الجديد خلال شهرين يكون قد حقق انجازا لم يسبق ان حققته الادارة او القطاع الخاص في اي مجال، انا على الاقل اعرف داخل الدولة والسلطة منذ اكثر من 25 سنة منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه العملية لا سابق ولا مثيل لها ولا احد يستطيع الادعاء ان بامكانه القيام بها خلال شهرين“.
أسئلة الصحافيين للمشنوق
سئل: هل ينسحب هذا النجاح في المرحلتين الاولى والثانية من اقتراع المغتربين على انتخابات المقيمين في السادس من ايار؟
أجاب: “لقد انهينا نحو 96 بالمئة من الاجراءات اللازمة لنجاح العملية في الداخل وليس لدينا اي تخوف تقني ونقوم بتجارب حية قبل اسبوع لكل المسائل التقنية، فنحن ندقق في لوائح الشطب ونعالج بعض الشكاوى والثغرة الوحيدة التي ظهرت خلال الممارسة تتعلق بذوي الحاجات الخاصة والمكفوفين وتمت معالجتها مع عناصر الدفاع المدني المكلفين رسميا بالدخول مع المسنين وذوي الحاجات الخاصة لتسهيل حركتهم. اما المكفوفين فلهم الحق باصطحاب ناخب من الدائرة نفسها يدخل معهم ويساعدهم على اختيار اللائحة التي يريدونها. نحن استطعنا ان نتجاوز مشكلة اساسية مع ناس لهم الحق بالمشاركة باختيار ممثليهم في مجلس النواب“.
وردا على سؤال، قال: “السفراء والقناصل وموظفو الادارة في الخارج مؤتمنون على ما هو أهم بكثير من صناديق الاقتراع ويقومون بواجبهم ولا يجوز التشكيك بهم، فهم يعملون ليلا ونهارا من اجل مرشح يرغب بعشرة اصوات اضافية، ولا داعي للتوجس او التخوف لانهم اناس شرفاء فلماذا نثق بعمل موظف في لبنان ولا نثق بعمل سفير يمثل دولته في الخارج“.
وعن تعرض الصناديق لخروق وهجمات اما بالسفارة او على الطريق الى المطار او في الطائرة، قال: “في الاساس هناك قيود لما هو داخل الصندوق في حضور مندوبي اللوائح والمرشحين، واذا لم تتطابق هذه الصناديق مع القيود عندها يحق لهم قول ما يقولون، فهذه السجالات هي جزء من الصراع السياسي في البلد“.
وردا على سؤال عن الأشخاص ال400 الذين لم يتسلموا جوازاتهم، أجاب المشنوق: “هذا تقصير منا وعلينا ايجاد رأي قانوني يسمح لهم بالمجيء الى لبنان للاقتراع، اما اذا لم نجد تغطية قانونية نكون قد خسرنا 400 صوت““.
باسيل
وكان وزير الخارجية جبران باسيل أعلن صباحا انطلاق المرحلة الثانية من اقتراع المنتشرين. وقال في كلمة من “قصر بسترس”: “نحن اليوم على موعد ثان مع اللبنانيين في الخارج. وأهم ما فيها أننا أمام صفحة جديدة خاصة وأنهم يشاركوننا من بلدان بعيدة. ونحن اليوم أمام نهار صعب وطويل نظرا لوجود 70 الف ناخب موزعين على 200 قلم في 33 دولة.
أضاف:”انا أعرف ان هؤلاء اللبنانيين ظروفهم صعبة وهم يأتون من مسافات وأماكن بعيدة ومنهم من لا يملك جواز سفر وهذا ما يحزن. عمليا نهارنا طويل لأننا بدأنا منتصف هذا الليل في أوستراليا والصناديق بدأت تفتح تباعا. فالوزارة والأمين العام والديبلوماسيون أمامهم ساعات طويلة“.
ولفت إلى “أن نسبة المشاركة في الدول العربية التي شهدت انتخابات بلغت 66 في المئة وهي نسبة مقبولة في المرحلة الأولى”. وقال:”إن مشاركة اللبنانيين في الخارج هي الأساس وأهم شيء أننا في انتظارهم لأن صوتهم هو الذي سيعمل فرقا. وأنا أعرف بأن اللبنانيين في لبنان فرحوا لمشاركة اللبنانيين في الخارج وأعرف أيضا بأن سياسيين “زعلوا”. والمهم أن يكون الوطن فرحا. وأقول للبنانيين المنتشرين أن لبنان يستأهل الأفضل“.
وتمنى باسيل من الاعلاميين نقل الصورة الجميلة عن لبنان. وقال:”أنا معني الآن فقط بالكلام الكبير الذي يليق باللبنانيين وغير معني بأي كلام اخر. ونحن في الوزارة نهتم لصالح كل اللبنانيين“. وأشار إلى “أننا في هذه التجربة، يوجد الكثير من الأشياء التي يجب أن نفكر فيها من أجل تسهيل الأمور على اللبنانيين، ويصح أن يدخل عليه بعض التعديلات للتسهيل.
أما بالنسبة لمراقبة نقل صناديق الاقتراع، قال باسيل:”لا أعتقد أنه من الممكن القيام بعمل أكثر مما قامت به الوزارة في هذا المجال“.
وردا على سؤال، عن امكانية تغيير القانون في المرة المقبلة، قال باسيل:”اذا كان هناك من تغيير للقانون فسيكون للأفضل لناحية تمثيل اللبنانيين““.
وردا على “التجمعات الحزبية” أمام السفارات في الخارج قال باسيل أن ذلك يعود لقانون كل دولة وما تسمح به”. وقال:”في هذه التجربة يوجد أمور كثيرة، يجب أن نفكر فيها من أجل التسهيل للبنانيين، مشاركتهم مرة أخرى، ويصبح أن نقوم بتعديلات ثانية حتى يكون الاستحقاق المقبل أسهل على الدولة“.
السفير قبلان
من جهته، أشار رئيس غرفة العمليات لمتابعة اقتراع المغتربين اللبنانيين في الخارج السفير بلال قبلان الى ان الاوامر أعطيت لجميع رؤساء الاقلام بالسماح لمندوبي المرشحين بتصوير الناخب بعيدا عن العازل بعد أخذ اذنه شرط ان تكون الصورة خلفية دون اظهار وجهه الا اذا وافق الناخب ، وان لا تكون الكاميرا ثابتة وذلك تحاشيا لأي تأثير معنوي على الناخبين.
واذاع السفير قبلان آخر نسب الاقتراع في جميع الدول حتى الساعة الثانية عشرة وجاءت على الشكل التالي:
رومانيا ٦٥ مقترع اليونان ٤١ هولندا ١١ الدانمارك ٢٧ السويد ١٩٥ بلجيكا ٧١ سويسرا ٦٧ فرنسا ٣٣١ اسبانيا ٢٥ ايطاليا ٥٤ المانيا ٢٥٧ بريطانيا ٧٢ .
مجموع المقترعين ١٢١٦ والنسبة خمسة في المئة على مستوى القارة الاوروبية أرمينيا ٥٣ من اصل ٣١١النسبة ١٧٪
وأعلن قبلان انه بسبب كثافة اقبال المقترعين في القارة الافريقية لم تصلهم بعد اية ارقام وقد وصلتنا احصاءات من الغابون حيث بلغ عدد المقترعين حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا ١٣ كونغو ١٧ نيجيريا ١٢٧ المجموع ١٥٥
وفي اوستراليا بلغت نسبة المقترعين ٥٤٠٥ وبالتالي تكون النسبة ٤٥،٧٪
وعن شكاوى بعض المقترعين بالنسبة لتسجيل اسمائهم اشار السفير قبلان الى انهم تلقوا ثلاث شكاوى لاسماء غير موجودة على لوائح الشطب ونحن نعمل على حلها مع وزارة الداخلية.
رأي المراقبين الدوليين
وتحدث مندوب بعثة الاتحاد الاوروبي خوسيه انطونيو دو غبريال عن اقتراع المنتشرين في الخارج في الخارج. وقال: ان الاتحاد الاوروبي يراقب سير الانتخابات في عشر دول الى جانب البلد الام و نحن متأثرون بردة فعل اللبنانيين تجاه اول انتخاب للمنتشرين ورصدوا اهتمام اللبنانيين الذين قدموا مثالا مهما بالديمقراطية. واضاف ان عمليات الاقتراع تسير بسلاسة ولا انتهاكات ولا مشكلات رصدها مراقبونا، كما ان الاليات محترمة وبذلت جهود كبيرة للتسهيل لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة. وان وزارة الخارجية تقوم بتحديث المعلومات كل الوقت وتقييمنا ايجابي جدا حتى الآن.
من جهته، أكد امين سر هيئة الإشراف على الإنتخايات عبدالله غشام في تصريح من وزارة الخارجية ان “دورنا المراقبة لما يتعلق بالتغطية الإعلامية بالخارج وهناك العديد من الوسائل لم تعطى إذن لتغطية العملية في الخارج“.
وأوضح ان “عملنا الأساسي يتركز على وضع شروط المراقبين الدوليين في الخارج”، مؤكدا ان “العملية تسير بشكل جيد ولا ملاحظات على سيرها“.