“مصدر دبلوماسي”- كتبت فريدة فارس:
في ذروة انهماك الجموع الغفيرة من الانصار والداعمين بالهتاف لهم وحملهم على الاكتاف يُخرِج مرشحون للانتخابات النيابية اللبنانية هاتفهم النقال ويهمّوا في أخذ “سيلفيات” بعد ان يطبعوا على وجوههم ابتسامات عريضة وكأنّ لسان حالهم يقول: “يخزي العين”… ها انا ذا أُحمل على الاكتاف وامتطي صهوة مركبتي الفارهة لا بل ها انا ذا واثق بنفسي، أحتفي بهذه اللحظة التاريخية. لن اكتفي بحضور عدسات الكاميرات وما يسجلونه، فأنا وأنا فقط، وانتم “الكومبارس”. الحضور الكبير والرائع الذي يضفي على صورتي الشخصية الألق والبهجة.
ايها المصابون بعدوى “السلفي” احترموا مشاعرنا احترموا حضورنا فالانتخابات هي اللحظة التي يكون محورها “نحن” لا “انتم”، هذه الجموع التي جاءت لتسمع وترى وتشاهد مرشحيها. الا تعرفون؟ وكيف ستعرفون وانتم منهمكون بانفسكم؟ بأن الانتخابات هي المناسبة الوحيدة التي يشعر بها الناس بانهم مصدر السلطات ومصدر الاهتمام ومصدر القوة، كيف يستوي كل هذا مع تضخم اناكم؟ لماذا تسطحون العملية الإنتخابية؟ لماذا تفسدون عن قصد لحظتنا المؤقتة التي ستنتهي عندما نصوّت لكم بحكم الضرورة وتحولونها بكل خفة الى مسرحية “بلا طعمه”؟
الناس لا يعنيهم المظهر الخارجي، ايها المهووسون بمظهركم وصورتكم الخارجية. حضرة المرشح المحترم: الناس يهمهم ما تحمله من افكار وبرامج وروئ ما يهمهم هو ان تنظر اليهم بعين المحبّ، بعين العارف بهمومهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم … ان تنظر اليهم بعين الاب الحاني المخلص للوطن والامة … لا ان تتعامل مع حضورهم على انه جزء من “ديكور” او بالاحرى “كادر” صور باهتة، تكون أنت وأنت فقط مركزها وموضوعها وبطل قصتها!