“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تمّ إطلاق حزب “سبعة” في شباط من العام الفائت، في حفل ضخم في “الفوروم دو بيروت” بلغت تكاليفه آلاف الدولارات بحسب بعض الناشطين، علما بأن مؤسسه هو أمينه العام جاد داغر من بكفيا، وهو رجل أعمال يعمل في الخليج.
منذ انطلاقته وعلامات استفهام تحوم حول حزب “سبعة”، ولا سيما وأن وزارة الداخلية والبلديات ترددت في إعطائه علما وخبرا، ويقال انه لم يحصل عليه لغاية الآن.
تركيبة الحزب محترفة وهو يعمل على أجندة بعيدة الأمد وذات أهداف هي عرضة لعلامات استفهام قوية وخصوصا لجهة خلق مؤسسات رديفة للمؤسسات الرسمية اللبنانية كما سيرد في هذا التقرير حوله.
إن رفع حزب “سبعة” لشعارات التغيير التي تدغدغ مشاعر اللبنانيين يبدو فيه الكثير من الشدّ لأساليب قديمة تستخدم فنون التواصل الحديثة لإحداث تغيير غير موجود تماما كما عمليات “البوتوكس” التي تشدّ العضلات القديمة لتعود التجاعيد وتتبدى بعد فترة.
فأول ما لفت في انطلاقته كحزب ولد من رحم الحراك المدني هي حال البذخ المالي واستخدام وسائل التواصل الإجتماعي بصورة محترفة واستخدام الموسيقى الصاخبة التي تحاكي الشباب، وجذب ناشطين يعملون في قطاعات الموسيقى والسينما ومتخصصين في وسائل التخاطب واجتذاب الجماهير. لم يقدم حزب سبعة اي خطوات جدية ضد الطبقة التقليدية الحاكمة، باستثناء بعض الفيديو كليبات والمسيرات الأقل من عادية وشعارات مدروسة تحاكي وجع اللبنانيين لكنها ولشدة حبكها بطريقة محترفة وعبر شخصيات واثقة وضليعة بفنون التخاطب الجماهيري باتت شديدة التصنّع بل “معلّبة” الى حدّ كبير ما زاد من علامات الإستفهام حوله.
قام الحزب بأنشطة مناطقية عدة وخصوصا في صيدا وطرابلس وبيروت لتجميع أكبر عدد من المنتسبين إليه،وهو ينشط عبر مواقع التواصل الإجتماعي ويستخدم أصواتا معروفة لفنانين شباب ومؤثرين وقد اختار ترشيح نجوم تلفزيونيين وصحافيين واعلاميين واعلاميات ما طرح ايضا أكثر من علامة استفهام عن الغرض من التنافس عبر شخصيات لها باعها الطويل في مجالها، ليستخدم رصيدها للوصول بسهولة الى البرلمان، في حين أن بعض المرشحين والمرشحات المنافسين او المنافسات لـ”نجوم” و”نجمات” سبعة لهم ولهنّ باع طويل في النضال السياسي والإجتماعي وهم اكثر التصاقا بهموم الناس ومشاكلهم والأهم انهم من ابناء الطبقة الوسطى التي بالكاد تمتلك الثمانية ملايين ليرة للترشح.
كيف يعمل حزب “سبعة”؟
يبدو بأن الحزب يعمل على طريقة الأحزاب في أميركا، بحيث لا رئيس للحزب بل أمين عام هو جاد داغر، وهو كناية عن منصّة تدعم مرشحين في المناطق اللبنانية كافّة، وقد اعد العدّة ودرّب كوادره في المناطق اللبنانية كافّة من أجل تشكيل ماكينات إنتخابية محترفة وفعاّلة، تخدم مرشحيه أو مرشحين يتم التحالف معهم. وقد خلق “سبعة” تكتّلا نيابيا بإسم “إبتسامة وطن”.
يقول المسؤولون في الحزب انهم ينسقون في موضوع الإنتخابات النيابية مع مجموعات من المجتمع المدني ومع ناشطين، وأن القانون الذي يريدونه اصلا يجب أن يكون مبنيا على النسبية مع لبنان دائرة إنتخابية واحدة.
لا يفصح المسؤولون في الحزب عن أرقام المنتسبين، ولا يعترفون بطبيعة الحال بتلقي دعم ما.
أبرز ما جاء في حفل إطلاق “سبعة” أن الحزب لا يسعى للترشح للإنتخابات وهو ما ثبت أنه غير صحيح لأن للحزب مرشحيه الذين باتوا معروفين.
ومن أبرز الأفكار التي وردت في حفل إطلاق “سبعة” في شباط الفائت:
لا يجب أن يتم أسر المجتمع المدني، “سبعة” ليست منصة لنا، ونحن لا يهمنا الترشح للإنتخابات، نحن نريد خلق منصة توحد مختلف مجموعات المجتمع المدني بطريقة مهنية ومحترفة. والأمر صعب. نريد شبكة منتشرة في الضيع والجامعات والنقابات، ونريد من مجموعات المجتمع المدني الأخرى أن تنضمّ إلينا ليس كمجموعات بل كأفراد، وثمة أشخاص كثر في لبنان يفتشون عن هوية موحدة وقوية.
أخطر ما ورد يكمن في ما يسمى هيكليات ظلّ لجميع المؤسسات اللبنانية الرسمية، وفي المضمون ان كل مفاصل المجتمع فاسدة وبالتالي نحن بحاجة لمحاربة الفساد في المفاصل كلّها، هذا هو الشعار الرئيسي لحزب “سبعة”.
أبرز الأسئلة التي تم طرحها في حفل إطلاق الحزب هي الآتية: كيف يمكننا مواجهة أحزاب كبرى حكمت لبنان لأكثر من 3 أجيال؟ كيف يمكننا تنظيم الآلاف من المواطنين الذين يحبون لعب دور في تغيير لبنان؟ كيف يمكننا خلق قيادات جديدة على المستويات كافّة؟ الحل كان في هيكلية ذكية وفعالة، وتعتبر هيكلية “سبعة” مرآة لتنظيم الدولة اللبنانية وهي التي ستسمح لـ”سبعة” أن تكون لاعبا فعالا وجديا على الساحة السياسية اللبنانية كحزب واسع للأجيال المقبلة.
ستتبع هيكلية “سبعة” – بحسب شريط عرض في الحفل المذكور- مفهوم المؤسسات البديلة أو “مؤسسات الظل” على مساحة الوطن، في مقابل كل بلدية ستكون لدينا “بلدية ظلّ” في كل بلدة، في مقابل كل نائب فعلي سيكون لدينا “نواب ظل”، في مقابل كل نقابة فعلية سيكون لدينا “نقابات ظلّ”، وأخيرا في مقابل الحكومة الفعلية ستكون لدينا “حكومة ظل”.
تدير حزب “سبعة” هيئة تنفيذية تتألف من 33 شخص ومقسمة الى:
*الأمانة العامّة، وتضم مسؤولين إداريين مؤتمنين على إدارة المنصة والأهم أن أعضاء هذه الهيئة لا يحق لهم الترشح للمناصب الرسمية منعا لإستغلال نفوذهم السياسي في داخل “سبعة”، وفي حال قرروا الترشح من الضروري أن يستقيلوا من مواقعهم قبل سنة.
*حكومة الظل وتضم اشخاص مؤتمنين على ملفات توازي الحقائب الوزارية، ويكونون وجه الحزب وصوته في هذه القطاعات إعلاميا وسياسيا.
*مجلس الأمناء، وهو مجلس إستشاري يضم نقباء سابقين وعمداء وقضاة وسفراء متقاعدين، ينتخب المجلس 3 ممثلين عنه للهيئة التنفيذية ليعطوا “سبعة” الخبرة اللازمة والعلاقات الواسعة المطلوبة.
*المجلس التحكيمي: مجلس مستقل ومنفصل تماما عن الهيئة التنفيذية ويتخذ قراراته بمعزل عنها تماما ومهمته حل النزاعات وتأمين تطبيق النظام الداخلي وهو يتألف من 7 أعضاء من اصحاب الخبرة والقانون ومنتخب من قبل المجلس التشريعي.
يتم إدرة هيكلية “سبعة” من خلال منصة إلكترونية متطورة وهي التي تنظّم آلاف الناشطين على مستوى الوطن. من خلال هذه الآلية يمكن لـ”سبعة” –بحسب مناشيرها بالطبع- “تنظيم آلاف المواطنين وخلق قيادات جديدة تخدم مجتمعها ليس فقط في الإنتخابات، بل تأمين شبكة واسعة توضع بتصرف المرشحين والناشطين تحت هوية موحدة، وتأمين بيئة عادلة للعمل السياسي المشترك والوطني وآلية ممنهجة لمراقبة عمل المؤسسات الرسمية، وأخيرا خلق فرصة حقيقية لمنافسة الأحزاب الحاكمة من الندّ للندّ”.