“مصدر دبلوماسي”
أحيت عائلة الوزير والسفير السابق محمد شطح ذكرى استشهاده الرابعة عصر اليوم في حفل خطابي في فندق “الموفنبيك” برعاية وحضور رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وحشد من اصدقاء ومحبي الوزير الشهيد الذي قضى في تفجير ارهابي في 27 كانون الاول عام 2013 في طريقه الى “بيت الوسط”.
وتحدث اصدقاء الشهيد توفيق الهندي ومحمد بعاصيري والشيخ مالك الشعار ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي ألقى كلمة مؤثرة بالمناسبة جاء فيها:
“أربع سنوات مرت على استشهاد الأخ والصديق، رفيق الأيام الصعبة محمد شطح. في كل سنة من السنوات الأربع كنت أشعر بحجم الفراغ الكبير الذي تركه محمد. لكني هذه السنة شعرت بغيابه أكثر من أي سنة أخرى، شعرت كم أنا بحاجة لأن يكون إلى جانبي، كم أحتاج إلى حكمته وعقله وصلابته لكي يكون إلى جانبي خلال أزمة من أمرّ الأزمات في حياتي السياسية.
محمد شطح سقط على نفس الطريق التي سقط عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. معا سارا على طريق الاعتدال وبناء الدولة، ومعا استشهدا على طريق الاعتدال والدفاع عن دور الدولة.
الشهيد محمد بالنسبة إلي ليس مجرد صفحة من تاريخ رفيق الحريري، بل هو كان معي رفيقا حقيقيا في أصعب الأيام، رفيقا في مواجهة أخطر الأزمات ورفيقا في ترتيب أهم التسويات.
حين نقول أن محمد كان أمير الاعتدال، فهذا يعني أنه كان قاعدة فكرية وسياسية لحماية البلد من التهور السياسي ومن جنون استخدام السلاح في الخلافات الداخلية.
أريد أن أتحدث عن محمد الذي كان ركنا أساسيا مع الرئيس فؤاد السنيورة، والذي رافقه لمرحلة طويلة. كل شخص فيكم رافق محمد، وكل شخص بينكم عاش مع محمد وسمع من كان محمد وتحدث بأفكاره.
محمد كان لبنانيا بامتياز، غيرته على لبنان تختلف عن غيرة الكثيرين. كان لبنانيا بكل معنى الكلمة، يحب هذا البلد ويريد أن يخدمه. ولكن كيف له أن يخدمه وسط كل هذه الانقسامات والنزاعات والخلافات؟
كانت لديه مبادئ، كما ذكر الأخ توفيق الهندي، ولكن فكره الأول كان، ما الذي يجب أن تفعله هذه الدولة للمواطن اللبناني؟ ما هو واجب هذه الدولة؟ وكيف ستقوم الدولة؟ كان يعرف أن لبنان يتأثر بكل هذه الخلافات الإقليمية، ولا أظن أن أحدا كان يمتلك كل الإجابات، ولكن الجواب الأساسي لدى محمد كان لبنان أولا، كان يضع لبنان واللبنانيين أولا.
نستطيع أن نتحدث عن محمد الكثير في السياسة، لكني أيضا أتحدث عن محمد الأب والزوج والصديق والمستشار. كان رجلا لديه خبرة طويلة، وكان محباً والابتسامة لم تكن تفارق وجهه، وهو يقول دائما في الأوقات الصعاب: “بتهون، نستطيع أن نجد حلولا”.
اليوم عنوان محمد أنه رمز الحوار. وصدقوني، هذا البلد لا يمكن أن يعيش بدون حوار. نستطيع جميعا أن نتكبر على بعضنا البعض ونتحدى بعضنا البعض ونصرخ على بعضنا البعض ونحارب بعضنا البعض، ولكن في النهاية، الوطن هو من سيدفع الثمن. يبقى الحوار، الذي رمزه محمد شطح، هو السبيل الوحيد. ومهما كانت خلافاتنا السياسية، فإننا لن نتفق في الكثير من الأمور مع بعض الأطراف السياسية في هذا البلد، خاصة في الأمور الإقليمية، وحتى في الأمور الداخلية. ولكن من دون حوار، أسألكم: أين سيكون البلد؟ ألم نعش أيام انعدام الحوار قبل اتفاق الطائف؟ فإلى أين وصلنا؟ تحاربنا ثم جلسنا على طاولة الحوار، في الطائف وليس في لبنان، لكي نوجد الحل السياسي. والطائف بألف خير لأننا سنكون دائما المدافعين الأوائل عن هذا الدستور.
محمد شطح، نفتقدك، نشتاق إليك ونحبك وسنبقى نحبك، وستبقى في قلوبنا.
عزائي لعائلته، لنينا وعمر وراني الذين هم أكبر الخاسرين. في هذا اليوم نتذكره ونشتاق إليه. رحمه الله”.