“مصدر دبلوماسي”:
أكد السفير القطري في لبنان علي بن حمد المري بأن العلاقات اللبنانية القطرية ” تاريخيا كانت ولا زالت وسوف تبقى مرتكزة الى التزام المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية المبنية على أسس متينة من التعاون الأخوي الصادق واحترام الآخر”. ولفت السفير المري الى أن “قطر تقدر دوما لبنان وشعبه الشقيق المرحب به في “قطر المجد”، التي قامت بتسهيل دخول الأشقاء اللبنانيين للدوحة من دون تأشيرة مسبقة، مع العلم بأن المقيمين من اللبنانيين على أرض دولة قطر يتمتعون باهتمام خاص وحرص الدوحة التي تعمل على تقديم جميع التسهيلات خلال تواجدهم في بلدهم الثاني”.
كلام السفير المري جاء أمس أثناء احتفاله وطاقم السفارة القطرية في بيروت باليوم الوطني لدولة قطر وتولي المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني تأسيسها عام 1878، وذلك في حفل ضخم حضره الآلاف الذين غصت بهم القاعة الكبرى في فندق “الفينيسيا إنتركونتيننتال”. وحضر ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الوزير بيار رفول، ومثل النائب علي بزّي رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
وحضر ممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والغربية العاملة في لبنان وممثل عن وزارة الخارجية والمغتربين الى شخصيات سياسية وعسكرية واقتصادية ودينية واجتماعية واعلامية ووفود شعبية من مناطق لبنانية عدّة.
وتمّ توزيع كتيبات عن تاريخ قطر الى آلاف المسابح والأقلام والأعلام والأزرار التي تحمل العلمين اللبنانين والقطري.
في ما يأتي الخطاب الكامل لسفير قطر في لبنان علي بن حمد المري بمناسبة اليوم الوطني لبلاده:
معالي الوزير بيار رفول، ممثل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء
سعادة النائب علي بزي، ممثل دولة رئيس مجلس النواب
أصحاب المعالي والسعادة ، أيها الحضور الكريم،
يشرفني الترحيب بكم في اليوم الوطني لدولة قطر، هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا وعلى تاريخ دولتنا وأمتنا، التي قام المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني رحمه الله، في مثل هذا اليوم من العام 1878م بإرساء دعائمها.
حيث تشكل مشاركتكم وحضوركم معنا هنا شرفا كبيرا لنا وإثراء لمناسبتنا.
ويطيب لي ان أرفع معكم أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى”حفظه الله”، وإلى مقام حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،”حفظه الله” وإلى الشعب القطري الحبيب وإلى جميع المقيمين في قطر، في هذه المناسبة الوطنية، وما تحمله من رمزية تعزز المشاعر والإخلاص والوفاء والفخر والعزة المتمثلة بترسيخ الدولة العصرية الحديثة ذات الطابع العربي العريق.
الحضور الكريم
لقد تبوأت دولة قطر خلال فترة زمنية قصيرة مكانة مرموقة مميزة على الساحتين الإقليمية والدولية لما حققته من إنجازات ملموسة، وكل ذلك بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة التي تعتمد في علاقاتها مع مختلف دول العالم ومؤسساته، سياسة خارجية محورها التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وإحقاق الحق ونصرة المظلوم واعتماد لغة الحوار لحل الخلافات والنزاعات، واحترام سيادة الدول كافة وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتطبيق المواثيق والمعاهدات الدولية، حيث لا يخفى على الجميع بأن دولة قطر أثبتت بأنها فوق التحديات.
السيدات والسادة
إن دولة قطر مستمرة في عقد اتفاقيات تعاون وتبادل مع الدول العربية والأجنبية، وتابعت مسيرة النجاح والتطور والتحليق عاليا لتثبت للعالم كله أن شمس الحق تسطع دائماً .
ومن أحدث تلك الإنجازات ميناء حمد الدولي الذي افتتح في شهر سبتمبر الماضي، وهو أحد أكبر وأحدث موانئ المنطقة، ومن المتوقع أن يستحوذ على أكثر من ثلث تجارة الشرق الأوسط، وأن يوفر أكثر من 200% من احتياجات السوق المحلية، بالإضافة إلى توفير الآلاف من الفرص الاستثمارية وفرص العمل والتنويع الاقتصادي، وتحسين القدرة التنافسية للبلاد وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030. حيث ستصل قدرته الاستيعابية بعد إنجاز كافة مراحله إلى 7.5 ملايين حاوية سنويا.
والعمل جاري لإنجاز المشاريع العملاقة لإستضافة كأس العالم 2022 بالدوحة في أقل مدّة ممكنة قبل عام 2022 بوقت كافٍ ومناسب.
أيها الحضور الكريم
لقد آمنت دولة قطر بأن الاستثمار في الإنسان هو الثروة الحقيقية للبلاد، وأولت اهتماما خاصا بقطاع التعليم والصحة والشباب كونه عنصر الحاضر الفاعل وذخر المستقبل، فوفرت له المراكز الثقافية والعلمية التي توسع آفاقه وتفتح له مجالات الإبداع في شتى المجالات، كما وركزت في سياستها الخارجية على دعم الدول الصديقة في هذه المجالات، وفق مبدأ الشراكة العالمية من أجل التنمية.
لقد وضعت دولة قطر نصب عينيها تحقيق أهداف التنمية المستدامة من تعزيز المجتمعات الآمنة التي توفر العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة ومسؤولة وفق رؤية قطر الوطنية 2030 التي دخلت في العام الجاري مرحلتها الثانية.
الحضور الكريم
إن العلاقات القطرية – اللبنانية تاريخياً، كانت ولا زالت وسوف تبقى تقوم على التزام المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية المبنية على أسس متينة من التعاون الأخوي الصادق واحترام الآخر.
ولعل من أحدث المشاريع القطرية مشروع المكتبة الوطنية الذي قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني “حفظه الله”، بالتبرع لانجازه بمبلغ وقدره 25 مليون دولار، إضافة إلى مساهمة سموه بمبلغ ثلاثة ملايين دولار أميركي من اجل تشييد مسجد الإمام الشافعي، كمعلم جديد يضاف لمدينة بيروت العريقة، بالإضافة إلى المساعدات التي قدمتها دولة قطر إلى اللاجئين السوريين في لبنان عبر المنظمات الدولية كمفوضية اللاجئين ووزارة الشؤون الإجتماعية اللبنانية والهلال الأحمر القطري، والتي بلغت أكثر من عشرين مليون دولار، كدليل على متانة العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين اللبناني والقطري والمرشحة دائما للتقدم والازدهار.
وفي أعقاب الزيارة التي قام بها سعادة الشيخ/ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية في 23/11/2016 لتقديم التهاني لفخامة الرئيس ميشال عون، حيث سلمّه دعوة موجهة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى “حفظه الله” لزيارة دولة قطر، بهذه المناسبة تشرفت الدوحة باستقبال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتاريخ11/1/2017 في زيارة مميزة وناجحة تمثل عمق العلاقات الثنائية والشراكة الأخوية بين البلدين الشقيقين. وهي تأكيد واضح على الدعم القطري الدبلوماسي والسياسي المستمر للبنان وشعبه بمواجهة كافة التحديات التي تحيط به.
إن دولة قطر وشعبها متضامنة دائماً مع لبنان وشعبه الشقيق، لبنان وطن رسالة ومحبة وأخوة وتعايش، ودولة قطر كانت وما زالت وسوف تبقى الدولة التي تقدر دوماً لبنان وشعبه الشقيق المرحب به في قطر المجد التي قامت بتسهيل دخول الأشقاء اللبنانيين للدوحة من دون تأشيرة مسبقة، مع العلم بأن المقيمين من اللبنانيين على أرض دولة قطر يتمتعون باهتمام وحرص الدوحة التي تعمل على تقديم جميع التسهيلات خلال تواجدهم في بلدهم الثاني.
السيدات والسادة
تدعم دولة قطر مع أشقائها وأصدقائها المحبين للسلام، القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني البطل، وهذا ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله).
وهو موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية التي تقوم على حل الدولتين/ بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، التي تمثل جميع الديانات السماوية.
إن قضية القدس لا تمس الشعب الفلسطيني فقط، بل كافة الشعوب العربية والإسلامية، إذ للمدينة مكانة خاصة، في قلوبنا جميعاً.
عاشت دولة قطر، وعاشت الجمهورية اللبنانية وعاش الشعبان الشقيقان.
شكرا لحضوركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.