يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذه المقابلة مع سفير تركيا في لبنان تشاغاتاي الجياس التي نشرتها مجلة
“الأمن العام ” في عددها الرقم 51 الصادر في كانون الأول الجاري.
مارلين خليفة
تنتهج تركيا سياسة خارجية واقعية، وهي متحالفة مع روسيا وايران، وتمد اليد للسعودية ولا تصعد في سوريا وتدعو الى السلام في المنطقة وعدم تاجيج صراعات جديدة، وتعلي الخطاب القائم على اهمية التعاون الاقتصادي في المنطقة.
وتشير الدبلوماسية التركية الى ان هذه السياسة كانت ستجد ابرز مثال لتطبيقها مع الجار السوري، فعام 2000 كان سيشهد ازالة للحواجز الاقتصادية كلها بين تركيا وسوريا والعراق ولبنان والاردن، وتم الاعداد لاتفاقيات في هذا الخصوص لاقامة منطقة اقتصادية حرة، وبلغ التعاون اوجه بين تركيا وسوريا بين عامي 2008 و2010. نسف ما اسمي “الربيع العربي” هذه الرؤية التركية لمحيطها، وبعد الذي حصل في سوريا منذ 2011، باتت تركيا على قناعة بضرورة إيجاد رؤية جديدة توفر التفاعل بينها وبين بلدان الجوار، رؤية تعطي الاولوية للسلام ولضرورة الحفاظ على سيادة اراضي هذه الدول ووحدتها بعيدا من اية مشاريع للتقسيم، فوحدة الدول ضرورية بالنسبة الى تركيا.
هذه الرؤية يظهرها السفير التركي في لبنان تشاغاتاي الجياس في حوار شامل مع مجلة “الأمن العام”، خصها به قبل وداعه للبنان في شباط المقبل، حيث سيتسلم منصبا رفيعا في وزارة الخارجية في أنقرة.
ويدعو السفير التركي الى ضرورة ان تحل دول المنطقة مشاكلها بحسب استراتيجياتها الخاصة، وعدم انتظار الآخرين، ومنع الغرباء من التدخل في شؤونها. هذه الرؤية التركية للمنطقة تتطلب التعايش السلمي بين مختلف الديانات والثقافات، وتبرز دورا رئيسيا للبنان كونه نموذج للتسامح.
هنا نص الحوار:
*سعادة السفير، كيف تقيّم مهمتك الدبلوماسية وقد عينت في لبنان في أيلول 2015 وتغادره في شباط المقبل؟
-الخدمة في لبنان كسفير لتركيا واختبار التنوع الثقافي الهائل الذي يعرّف عن هذا البلد الرائع شكل شرفا كبيرا لي وامتيازا ضخما. إن تركيا ولبنان مقيدين بتاريخ مشترك وبالجغرافيا والثقافة. يتمتع بلدانا بعلاقات ثنائية أخوية وثيقة. وتعتبر تركيا بأن استقرار لبنان وامنه وازدهاره وكانه استقرارها وامنها وازدهارها الخاص وسط ما يحدث في المنطقة. لذا تدعم تركيا دوما أمن لبنان وتعتبره جزءا من امنها، وانا سعيد بشكل خاص لملاحظة ان علاقاتنا الثنائية من حكومة الى حكومة ومن شعب الى شعب قد تطورت أثناء ولايتي في ميادين مختلفة.
بالنسبة الي فقد خدمت في حياتي الدبلوماسية في 7 بلدان مختلفة هي الولايات المتحدة الاميركية، كندا، بلجيكا، اليونان، البرتغال والبانيا واعتقد بان لبنان لديه موقع مميز في قلبي بين هذه البلدان. نظرا الى الشعب اللبناني الودود والمنفتح والمتميز بحسن الضيافة، وقد جعل هذا الشعب من خدمتي هنا أمرا مميزا وذكرى لن انساها، ولا ننسى أيضا العلاقات التاريخية والثقافية العميقة. يتميز لبنان بشعبه وهو راسماله الحقيقي. الشعب اللبناني مثقف يتكلم 3 لغات، ولديه تقاليد موروثة من الفينيقيين، ويتقن فن التجارة، وهذا ما اردده لرجال الاعمال الاتراك واشجعهم على الاستثمار في لبنان والتعاون مع نظرائهم اللبنانيين، كما انصحهم بالا ينظروا الى لبنان كبلد صغير، بل هو يعني العالم برمّته لانه يوجد 16 مليون لبناني في الاغتراب، وهم يتوزعون في انحاء العالم ومن انجح رجال الاعمال، وانا أشجع مواطني على القيام باستثمارات ليس في لبنان فحسب بل في افريقيا والعالم في المختصر، ان الإنسان هو القيمة الحقيقية للبنان، ولقد غمرني الشعب اللبناني بعاطفته وبتعاونه معي وهذا ما اثرني كثيرا.
*ما هي المحطات الاكثر صعوبة في خلال مهمتك في لبنان؟
-لعلّ الهجوم الإرهابي الذي وقع في بداية السنة من العام الفائت في ملهى “رينا” في اسطنبول كان الاصعب، حيث لقي 3 لبنانيين مصرعهم وجرح 5 آخرين، وانا زرت اهالي الضحايا وكانت تلك اللحظات الاكثر صعوبة بالنسبة الي في لبنان.
*هل تعتقد ان لبنان معد ليكون ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية مرّة جديدة؟
-اعتقد انه ينبغي على لبنان أن يتشبث بسياسة الناي بالنفس، في منطقتنا مشاكل جمة، في سوريا والعراق واليمن، وبالتالي فإن استقرار لبنان امر مهمّ جدا، وكذلك سيادته واستقلاله ووحدته وهدوءه السياسي. لا تحتاج المنطقة الى قضية جديدة، واعتقد بانه يترتب على القوى السياسية في لبنان اعلاء المصالح الوطنية للبلد فوق اي اعتبار والتشبث بسياسة النأي بالنفس، وهذا امر مهم وخصوصا في المرحلة الراهنة.
*كيف تقرأ التصعيد الايراني السعودي في الساحة اللبنانية؟
-اعتقد بانها مرحلة صعبة للبنان، يقيم لبنان علاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، وهو عضو في جامعة الدول العربية، مستندا الى التصريحات الرسمية اعتقد بان قلق السعودية في شان امنها كان من أبرز الأسباب الذي أطلق العنان المشاكل الاخيرة، برأيي انه يجب ان تؤخذ الهواجس السعودية في الاعتبار وأن يتم حلها بالحوار الدبلوماسية،، واعتقد بانه على جميع الافرقاء اظهار ضبط النفس والحس المشترك من اجل حل هذه الازمة. وبعد التطورات الاخيرة أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا شددت فيه على اهمية تشبث تركيا باستقرار لبنان وامنه وعبّرت مجددا بان تركيا مستمرة بمساندة لبنان والشعب اللبناني.
*هل لتركيا دور تلعبه في وضع الطائفة السنية في لبنان؟
-أولا، تنظر تركيا الى اللبنانيين كشعب واحد، ونحن لا نفرق بين سنة وشيعة ومسيحيين، توجد 18 طائفة مختلفة في لبنان، وتحاول تركيا التواصل مع الجميع والوصول للجميع، وقد برهنت ذلك عبر الوكالة التركية الخاصة بالتعاون والتنسيق “تيكا”، والتي تعمل في لبنان منذ عام 2008 تحت مظلة السفارة، وقد أخذت على عاتقها حوالي 100 مشروع بناء على طلب الحكومة اللبنانية والبلديات. وهذه المشاريع لا تنحصر بالسنّة اللبنانيين، بل تشمل الطوائف اللبنانية برمتها ومن ضمنهم المسيحيين والشيعة، وبرأينا انه ينبغي ان يكون لبنان موحدا. بالطبع، لدينا علاقات مميزة مع الطائفة السنية هنا، لكن بالنسبة الينا فان الشعب اللبناني واحد.
*هل ترى ان تسخين الساحة اللبنانية يتعلق بالتسوية التي تتم حاليا في سوريا؟
-ان الازمة في سوريا تؤثر على بلدان الجوار برمتها، ولها تأثير على السياسة الداخلية في لبنان. كل شيء مترابط، اعتقد بان سياسة النأي بالنفس مسألة ينبغي طرحها ليس عليّ كسفير لتركيا بل على الزعماء السياسيين اللبنانيين. ونتوقع بأن يتم حل الازمة السياسية الراهنة لان لا مصلحة لاحد باستمرارها.
*تعتبر تركيا جزءا اساسيا من التحالف الروسي- الإيراني الذي ادى الى مفاوضات آستانة، كيف ترى مسار التسوية السورية؟
-منذ بداية الازمة السورية دعمت تركيا واسهمت بشكل نشط في الجهود الرامية الى حل سياسي. وبالتعاون مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، ستستمر تركيا ببذل الجهود من اجل حل الصراع السوري من خلال عملية انتقالية سياسية مرتكزة الى اعلان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. بالتأكيد ان اي حل سياسي يتطلب وقفا لاطلاق النار، ولا يمكن ارساء السلام اذا كانت الحرب مستمرة. فشل المجتمع الدولي في الماضي بارساء وقف لاطلاق النار في سوريا وفي وضع حد للتراجيديا الانسانية بالرغم من محاولات عدة. اخذت تركيا المبادرة مع روسيا وايران واطلقت مسار آستانة الذي بدأ في حلب. واعتقد بان هذا المسار هو ناجح، ونحن نتبعه الآن، لكنه ليس معدا ليكون مبادرة بديلة للمسار الذي تقوده الامم المتحدة. ان آستانة تعد الطريق لمسار متقدم في الامم المتحدة. بعد الاجتماعات في آستانة، فان المناخ بات مناسبا اكثر اليوم للتركيز على المسار السياسي وسوق ينعقد اجتماع قريب في جنيف لمناقشة الشأن السوري، والذي اعتقد بانه افضل اليوم مما كان عليه منذ عام.
*هل تخطت تركيا المشكلة الكردية بعد سيطرتها على ادلب؟ وعلى انهى فشل الاستفتاء في كردستان حلم الدولة الكردية؟
-اولا في تركيا لدينا مواطنين اتراكا من اصول كردية، وقد عشنا سويا لقرون مضت، وهؤلاء هم مواطنون اتراك، وتقاسمنا الدين ذاته والثقافة ذاتها، وبالتالي ليست لدينا اية مشكلة مع مواطنينا الاكراد، وليست لدينا اية مشكلة مع الاكراد في المنطقة. اذا تطلعنا الى الاعوام الاخيرة، نرى بانه لدينا تبادل تجاري بقيمة 10 مليار دولار مع حكومة البرازاني، كذلك فان معظم الاستثمارات في الاقليم جاءت من تركيا.
ان المشكلة في المنطقة ليست في الاكراد بل في الارهاب، وبالجماعات الانفصالية التي تحاربها تركيا منذ أكثر من 30 عاما وتحديدا حزب العمال الكردستاني، وهو لا يمثل الاكراد في تركيا، بل انه تنظيم انفصالي وارهابي كما هو متعارف عليه في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية. وللاسف فان هذا الحزب لديه فرع في سوريا هو
YPG
ونحن لن نسمح لهذين التنظيمين باذية تركيا، نريد محيطا مستقرا حول حدودنا، ونريد سوريا مستقرة، وعراق مستقر. ونحن نعلق اهمية على وحدة و سيادة الدولة في منطقتنا بما فيها سوريا والعراق. ان الاستفتاء الذي حصل ضد الدستور العراقي من قبل البرازاني ترك ردود فعل من قبل الدول الاقليمية ومن قبل المجتمع الدولي ايضا، اعتقد بانه يجب على اصدقائنا الكراد ان يكونوا متنبهين لما يريدونه فعلا، وتركيا لن تسمح لاي انفصالي بان يهدد امنها الوطني.
*ماذا عن ادلب الملأى حاليا بجماعات ارهابية مثل “جبهة النصرة” وسواها؟ ما سيكون الحل لها؟
-بحسب بروتوكولات آستانة، نحن نضع مواقع مواقع مراقبة، ولا يجب ان ننسى وجود 3 ملايين شخص يعيشون في إدلب، تتواجد بينهم العديد من المجموعات الإرهابية منها “جبهة النصرة” وسواها، وبالتالي ما نحاول فعله مع شركائنا هو محاولة الفصل والتمييز بين الإرهابيين والاناس العاديين. وبالتالي لا يمكن اللجوء الى قصف المدنيين بحجة استهداف الارهابيين لاقتلاعهم، وهذا ما نحاول فعله، ليست العملية سهلة، لكنها ستكون ناجحة بالتاكيد.
*كيف اوقفت تركيا العمليات الارهابية على اراضيها وماذا عن التعاون مع الأجهزة الامنية اللبنانية كالأمن العام؟ ومع الجيش اللبناني؟
-اعتقد بان الارهاب هو تهديد شامل، والبلدان ينبغي ان تقوم بالمزيد من الجهود لمحاربته. تحارب تركيا اكثر من تنظيم ارهابي واحد، لدينا “حزب العمال الكردستاني” وما يتفرع عنه وتنظيم “داعش”، تاثرت كثيرا بسبب الحرب ضد داعش، في داخل البلد وخارجه- ولدينا ايضا جماعة فتح الله غولان المعروفة بـ فيتو وبالتالي تحارب تركيا اقله 4 منظمات ارهابية. والحمد لله انه لم تعد تحصل اية عمليات منذ عملية “رينا”، الذي كان حادثا ارهابيا كبيرا، واعتقد ان بأن النجاخ بعود الى الجهود التي بذلتها القوى الأمنية والعمليات التي قامت بها. لكوننا نكافح هذه الآفة بطريقة اشد فاعلية، داخل تركيا وخارجها، لاننا نظفنا المتعاونين مع فتح الله غولان، واقتلعناهم من نظام الدولة. وكما يعلم الجميع ان تركيا تعرضت لمحاولة انقلاب، العام الفائت نظمه الغولانيون وهي محاولة هددت النظام الدستوري والأمن والإستقرار. بعد القضاء على هذا الانقلاب، نظفنا الخلايا السرطانية الارهابية من نظام دولتنا، وهذا ساعدنا كثيرا في حربنا ضد الارهاب في داخل تركيا وخارجها.
بالنسبة الى التعاون مع لبنان، ارسينا آلية للتعاون بين الاجهزة الامنية وهي تشمل الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي. وارسينا ايضا قنوات حوار ونحن نتحضر لمزيد من التعاون مع لبنان.
تستمر تركيا بدعم الجيش اللبناني، وقد ضمّنا لبنان اخيرا في برنامج مساعداتنا العسكرية ونحن نتوقع ان نعقد اتفاقا يتيح للبنان الإفادة من المبالغ المرصودة للافادة من برنامج المساعدات العسكرية. ونحن نوفر ايضا تدريبا عسكريا للجيش اللبناني ولقوى الامن الداخلي ونخطط لمزيد من التعاون في الصناعة الدفاعية، واخيرا زار وزير الدفاع اللبناني تركيا، وكانت زيارة ناجحة، وبالتالي نحن نسعى دوما لتقوية تعاوننا العسكري.
*ماذا عن التعاون مع لبنان في شان ملف النازحين السوريين؟
-اعتقد بان لبنان وتركيا هما البلدان الاكثر تاثرا بمشكلة اللاجئين السوريين، وفي تركيا 3,1 مليون لاجئ، وفي لبنان 1،5 مليون لاجئ. لكن لبنان يحل بالمرتبة الاولى من حيث تعداد سكانه. اما من حيث العدد الذي تستضيفه البلدان فان تركيا تحل في المرتبة الاولى. وقد صرفت تركيا 30 مليار دولار كتكلفة على اللاجئين، ومنها 15 مليار من ميزانية الدولة التركية، و15 مليار من الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني . اما بالنسبة الى المساعدات الدولية فهي لم تتعد المليار ونصف مليار دولار لا اكثر، وبالتالي ان معظم الاموال دفعتها الحكومة التركية والشعب التركي. وكل الوعود التي اطلقها المجتمع الدولي وتحديدا الاتحاد الاوروبي لم تلبّى بأكملها.
واعتقد ان لبنان يعاني من الوضع ذاته، وهو يحتاج الى المزيد من المساعدات الدولية وخصوصا وان قدرة الاتراك واللبنانيين على استيعاب هذه الاعداد ليست متشابهة. وبالتالي نحن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة السوريين في تركيا، ونحن لدينا خدمات طبية مجانية، ونوفر التعليم ايضا للشبان ولكن المشكلة ليست سهلة، ونحن نتعاون مع لبنان في هذا الشأن في المنتديات الدولية كافة وخصوصا في الامم المتحدة، اذ نلفت نظر المجتمع الدولي ليقدم المزيد من المساعدات للاجئين.
*كيف تطورت العلاقات بين تركيا ولبنان اثناء ولايتك؟
-لقد اطلقت عددا من المشاريع، ويمكن الإضاءة على بعضها. اوليت اهتماما خاصا بالسياحة والإقتصاد. الوقائع تشير بأن تركيا احتلت المرتبة الأولى كوجهة سياحة للبنانيين، وفي العام الفائت زار تركيا اكثر من 300 الف لبناني. وفي هذا الصيف شهدنا 20 اقلاعا يوميا لطائرات من لبنان الى تركيا بما فيها طائرات “التشارتر”.
لكن للاسف لا تزال هذه الحركة باتجاه واحد. وليس بامكاننا لغاية اليوم اجتذاب السياح الاتراك، واعتقد بان العامل الامني يلعب دورا في هذا الواقع. ولا تزال حادثة اختطاف الطيارين التركيين عام 2013 ماثلة في اذهان الشعب التركي. لكنني اعتقد بان الوضع الامني في لبنان جيد. يسافر 8 ملايين تركي الى الخارج سنويا، ويصرفون قرابة الـ9 مليارات دولار أميركي، ولا يحصل لبنان على اي حصة من هذه الكعكة السياحية التركية، واعتقد انه بامكان لبنان ان يجتذب السياحة التركية ولديه القدرة على ذلك وهو احد المشاريع التي اعمل عليها، وكنت خططت لتنظيم حدث في هذا الخصوص في تشرين الثاني الفائت لكن بسبب الحوادث التي حصلت الغيته.
كذلك اوليت اهتماما لمشاريع التوأمة بين مدينتين، واحد المشاريع التي اطلقتها تتعلق بمدينة أضنة وهي مدينة صناعية مهمة جدا في تركيا والاقرب الى لبنان، واطلقت مشروعا للسياحة بين اضنة وبيروت يكون جسرا للتبادل السياحي والتجاري بين المدينتين، وهذا ما سيسهم في اجتذاب رجال الاعمال الاتراك للاستثمار في لبنان.
بالنسبة الى الجانب الاقتصادي والاعمال فانا اضيء على اهمية الاستثمارات التركية في لبنان، وتشارك تركيا في المناقصات الدولية في لبنان. ولدينا، مجلس مشترك لرجال الأعمال اللبنانيين والاتراك، وهو نشط جدا وقد نظمنا في خلال ولايتي 5 اجتماعات، وانا قدمت رؤية جديدة لهذا لهذا المجلس ونحن نعمل على مشاريع مشتركة بين رجال اعمال البلدين ليقوموا بمشاريع مشتركة في بلدان اخرى كما في افريقيا على سبيل المثال.
*المشكلة التركية القبرصية كيف تؤثر على التعاون في ملف الغاز والنفط مع لبنان؟
-للأسف فإن النقاشات الأخيرة في سويسرا باءت بالفشل ولم تتمكن من انتاج اتفاق للمسالة القبرصية بسبب عدم وجود ارادة سياسية كافية لدى الجانب اليوناني القبرصي. إن المسالة القبرصية موجودة على اجندة الامم المتحدة منذ عام 1963، واعتقد اننا نحتاج الى اطار جديد لايجاد حل لان الاطار الحالي اثبت عدم نجاحه منذ 54 عاما.ان تركيا تدعم بصدق اتفاقا مستداما للمسالة القبرصية مع ارادة لتوطيد الاستقرار في شرقي المتوسط وفي ضوء مجموعة الفوائد التي يوفرها اتفاق مماثل للافرقاء المعنيين. واحدى هذه الفوائد تتواجد في قطاع الغاز والنفط.
تلقى لبنان اخيرا عرضا من شركتين اثنتين للتنقيب، وهذا مهم من اجل مستقبله. إن تركيا مهتمة بالتعاون مع لبنان في هذا القطاع. ونظرا الى حجم اقتصادها ولبناها التحتية الخاصة بالطاقة بما فيها انابيب الغاز، فان تركيا يمكنها ان تشكل في المستقبل أكثر طريق عبور (ترانزيت) مجدية ومربحة لتصدير النفط والغاز اللبنانيين للأسواق العالمية وبامكانها ايضا ان تشتري النفط والغاز اللبنانيين كبلد مستهلك.
*هل ترى خطر حرب في لبنان ام لا تزال مظلة الاستقرار الدولية لا تزال فوقه؟
-ان الحرب هي اخر امر اريد رؤيته في لبنان، نحن نريد امن لبنان واستقراره، تقوم تركيا بكل ما في قدرتها وستستمر بالعمل للحفاظ عليهما.