“مصدر دبلوماسي- سيول- مارلين خليفة:
عرض تكواندو هو أشبه بسمفونية قتالية استعراضية تواكبها موسيقى تصويرية وإبهار ضوئي عالي الجودة حضره الوفد اللبناني العسكري والمدني الذي يزور سيول عاصمة كوريا الجنوبية في إطار برنامج الزيارات السابع عشر الذي تنظمه الكتيبة الكورية العاملة في إطار قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان “سيميك” والسفارة الكورية في بيروت.
في الإتحاد العالمي للتكواندو المعروف بإسم “كوكي وان”، قدّمت مجموعة من مقاتلي التكواندو المتوسطي العمر عرضا مميزا حبكته بين قصة حبّ لا تنقصها الدراما التقليدية حيث الحبيب ينقذ حبيبته من براثن الشرير، وصودف أن الحبيب والشرير هما مقاتلا تكواندو ولدى كلّ منهما مناصرين من أجود المقاتلين والمقاتلات، وقد بدا واضحا من خلال العرض الإستعراضي الفني أنهم يتقنون أيضا فنون الرقص وليس القتال فحسب.
على مدى ساعة مرت بسرعة البرق شاهد الجمهور اللبناني والكوري والياباني الحاضر لوحات قتالية فنية متميزة بإتقانها من القتال بالأيدي واللكمات والركل، الى عروض تكسير الأخشاب التي تبرز مدى اللياقة البدنية والخفة في الحركة والدقة في التصويب التي يتمتع بها لاعب التكواندو.
إبتدأ العرض بشعار يقول أن مقاتل التكواندو عليه أن تكون له “رجل” أسرع من العاصفة واصلب من الصخر”، وبالفعل فكلمة تكواندو تنقسم الى 3 أقسام بحسب رئيس لجنة المدرّبين في لبنان ومؤسس نادي “النسر الأسود” آلان نجم إذ شرح أن: “التي” تعني الركل و”الكوان” تشير الى اللكم و”الدو” هو الأسلوب الفني في القتال، وبالتالي فإن التكواندو هو فن القتال الذي يستخدم الركل واللكم وهو يتميز بالرشاقة وحركات الأرجل والصراخ ايضا تعبيرا عن النصر”.
ويقول نجم بأن فن التكواندو يعتبر رياضة شعبية في كوريا إذ يرمز الى بداية استقلالها من الإحتلال الياباني، وهو ينبثق من فن قديم إسمه “السوباك” تطور لاحقا الى “التيكوان” وهو فن استعمال الأرجل للدفاع عن النّفس ثم أسمي لاحقا تكواندو.
وبين هذه الحقبات، تألفت فرقة من الشبان دافعت عن كوريا ضد اليابانيين الذين حرصوا على منع الكوريين من ممارسة هذه الفنون القتالية. لذا تمرست هذه الفرقة التي تكاثرت سريا للتدرب على فنون القتال وأسميت “الهواراندو”، أي المقاتلون الذين لا يهابون الموت. وقد تمكّن هؤلاء الشبان الكوريين من النجاح بثورتهم لتحرير بلادهم من اليابانيين عبر هجومات عصابات شرسة ومتقطعة وغارات مفاجئة لمقاتلي التكواندو على أماكن وجود اليابانيين بحسب نجم.
التكواندو هي لعبة قتالية رياضية وفنية في آن، لا تعلّم على الهجوم بل تدرب على تقوية النفس والجسد بالتمرّس الدائم والمستمر ليكون الإنسان قادرا على الدفاع عن نفسه في الأوقات الضرورية، بحسب نجم، الذي يضيف بأنها “رياضة عنيفة بالحركة لكنها مضبوطة بقوانين اللعبة، أي أن المقاتل لا يؤذي الآخر بل يضرب في الأماكن المحمية (بدورع) لكي يسجل نقاطا، وبالتالي هي لعبة مضبوطة تمنع الضرب وإسالة الدماء”.