“مصدر دبلوماسي”
أحيا السفير التركي في لبنان تشاغاتاي الجياس أمس الذكرى السنوية الـ94 لإعلان الجمهورية التركية، وقد اعلن الجياس بأنه سيغادر لبنان مطلع العام المقبل الى أنقرة حيث سيتولى منصبا جديدا، معربا عن أنه سيفتقد للبنان ولشعبه الذي يكنّ له الإعجاب الكبير.
وكانت للجياس كلمتين الأولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والثانيه خطابه الخاص.
هنا نص الكلمتين.
خطاب الرئيس أردوغان
“نحتفل مع أبناء شعبنا اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والتسعين لإعلان الجمهورية، والذي يعتبر نقطة انعطاف هامة جداً في تاريخنا المجيد.
وبمناسبة عيد الجمهورية أتوجه بالتهنئة لملايين المواطنين، فرداً فرداً، سواء كانوا يقيمون داخل البلاد أم خارجها.
وبهذه المناسبة، أسأل الله عز وجل أن يتغمد بواسع رحمته شهداءنا الأبطال الورود الذين رووا تراب هذا الوطن بدمائهم منذ ألف عام دفاعاً عنه وصوناً له.
كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد بواسع رحمته كافة الجرحى، وفي مقدمتهم الغازي مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية والقائد المظفر في حرب التحرير.
إن الجمهورية التركية ترمز إلى سموّ الشعب التركي النبيل الذي فضل الموت على التنازل عن حريته وكرامته منذ قرون، وإلى ولادته وقيامه ونهوضه مجدداً من بين الرماد.
لقد أعلن الشعب التركي في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923 بروحه ودمه للعالم أجمع أنه لن يرهن إرادته للغير، وأن لا أحداً يستطيع التدخل في تحديد مصيره.
والذين هرعوا مسرعين إلى الأناضول بغية السطو على تركة الدولة العثمانية التي أعلنوها “رجلاً مريضاً”، تعرضوا لهزيمة نكراء في مواجهة شجاعة شعبنا وحزمه ونضاله، وكما يقول الغازي مصطفى كمال أتاتورك باختصار: “عادوا مثلما أتوا”.
والروح التي حققت النصر في حرب الاستقلال وبثت الحياة في جسد الجمهورية، مازالت شامخة، حالها اليوم كحالها قبل 94 عاماً.
كما أن المقاومة المجيدة التي خاضها شعبنا في مواجهة الخيانة التي وقعت في 15 تموز، وقدم في سبيلها 250 شهيداً و 2193 جريحاً، ما هي إلا تعبير عن هذه الروح.
ففي تلك الليلة تمسك أبناء شعبنا، نساء ورجالاً، شيباً وشباباً، بإرادتهم وقيمهم والمكاسب التي حققتها الجمهورية.
وأعرب عن فخري واعتزازي لأنني أنتمي إلى شعب بطل وعريق يعتبر “رمزاً للاستقلال”.
إننا نعمل ليل نهار لخدمة بلدنا على أفضل وجه، دون أي تمييز، انطلاقاً من شعار “لا يوجد سيد للشعب، بل توجد خدمات”.
كما أن الإصلاحات التاريخية التي أنجزناها في غضون السنوات الـ 15 الماضية على كافة الصعد، ابتداء من الديمقراطية وصولاً إلى الحريات، ومن التجارة إلى الاستثمارات، ومن الصحة إلى السياسة الخارجية، ما هي إلا مؤشر واضح وصريح على إرادتنا هذه.
واليوم، تعتبر تركيا بوابة أمل بالنسبة لكافة المظلومين في العالم.
وهذا هو السبب الرئيسي لاستهدافنا من قبل التنظيمات الإرهابية الملطخة أيديها بالدماء.
لم نسمح لقطعان الإجرام مثل داعش وPKK و PYD/YPG وتنظيم غولن الإرهابي بأن يحيدونا عن أهدافنا، ولن نسمح لهم بذلك أبداً.
ونواصل السير في طريقنا وفقاً لما تقتضيه أهداف 2023، ونحن نواجه العناوين المضللة والدسائس المحاكة ضدنا والبيادق التي يرسلونها إلينا.
وبمشيئة الله سنحقق أهدافنا بالدعم الذي يقدمه لنا الأصدقاء والأشقاء، وبأدعية المظلومين الذين يرنون بأعينهم وقلوبهم نحو بلادنا، وبوحدة وتضامن شعبنا العزيز.
وانطلاقاً من هذه المشاعر أهنئكم مرة أخرى بعيد الجمهورية 29 تشرين الأول/أكتوبر، الذي يعتبر يوم عز وافتخار بالنسبة لبلادنا، وأتمنى لكم أياماً ملؤها الازدهار والأمان.
الخلود لشهدائنا!
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الجمهورية الرابع والتسعين!
وعاد السفير التركي وألقى خطابه الخاص بالمناسبة جاء فيه:
“تركيا ولبنان مرتبطتان بتاريخ وجغرافيا وثقافة مشتركة وتتمتع بلدينا بعلاقات ثنائية ودية وشقيقة ووثيقة. تعتبر تركيا استقرارلبنان وأمنه وازدهاره من امنها واستقرارها وازدهارها ومن هذا المنطلق ، كانت دائما تركيا تقف وستظل تقف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني. نحن مصممون على زيادة تعزيزعلاقاتنا الثنائية في كل المجالات، سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وتجاريا وعسكريا. في الواقع، يسعدني بشكل خاص أن ألاحظ أن علاقاتنا الثنائية بين الحكومتين وبين الشعبين تتزايد كل يوم في جميع المجالات.
ويسرني أيضا أن أشهد استمرارالمناخ السياسي الإيجابي الذي ساد في لبنان منذ تشرين الأول الماضي بعد ثلاث سنوات من الجمود السياسي وشلل مؤسسات الدولة. وفي هذا الصدد نثني على جهود القيادة السياسية اللبنانية والمؤسسات الحكومية خلال العام الماضي في مواجهة تحديات البلاد من الاقتصاد إلى الإرهاب وعلى وجه الخصوص، الجهود الناجحة التي يبذلها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مكافحة الإرهاب وفي تأمين سلامة حدود لبنان. أؤكد لكم أن تركيا ستواصل دعمكم في هذه الجهود. اليوم لبنان أكثراستقرارا وأمنا مما كان عليه قبل عام، ونأمل أن يكون أكثرمن ذلك بكثير في العام المقبل.
أصدقائي الأعزاء، الضيوف الكرام،
اليوم هو يوم حلوومربالنسبة لي لأنني احتفل لآخرمرة بهذا اليوم الوطني في لبنان وأنا سوف أختم ولايتي وسأتولى وظيفة جديدة في أنقرة في بداية العام المقبل، لذلك أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكركل واحد منكم على الصداقة والدعم والتعاون الذي قدمتموه لي ولعائلتي ولطاقم السفارة.
لقد كان لي الشرف ان اكون السفيرالتركي في لبنان وان اشهد على التنوع الثقافي الواسع في هذا البلد الرائع، وكان هذا شرفا كبيرا لي.
بصرف النظرعن واجباتي الرسمية، فقد جعلت صداقة وانفتاح وضيافة الشعب اللبناني حياتي هنا في لبنان ممتعة جدا وقد لن انساها.
لا بد لي من الاعتراف بأنني لم اعجب ولم اسحربأي بلد آخر بقدرما اعجبت وسحرت بلبنان.
وسوف افتقد هذا البلد الجميل وشعبه الرائع اللذان سيبقيان في قلبي اينما وجدت.
(…)