“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
فجّر انتخاب أمين عام جديد لمنظمة “اليونيسكو” والذي فازت فيه الفرنسية أودري آزولاي على المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بفارق صوتين حجة النأي بالنفس التي رفعها لبنان في اجتماعات جامعة الدول العربية.
لم يمض زمن طويل على انعقاد اجتماع جامعة الدول العربية في عمان، هنالك يستذكر دبلوماسيون بأن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، قاد حركة دبلوماسية واسعة وناجحة، منعت الدول المعادية لسياسات “حزب الله” من إحراج رأس الدبلوماسية اللبنانية، ودفعتها الى تفهّم الإنقسامات اللبنانية وتداعياتها الخطرة على الدّاخل، فلم تصر على اقتراح إدراج “الحزب” في خانة المنظمات الإرهابية وذلك استجابة لباسيل الذي وعد بأن سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان الدبلوماسي هي التي تم التوافق عليها لبنانيا، وستكون البوصلة المستقبلية التي تحيّد لبنان عن الإنقسامات في شأن الخلافات الإقليمية.
وبعد أشهر قليلة، تأتي انتخابات منظمة “اليونيسكو” في باريس، حيث نافس المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في المراحل الأخيرة الفرنسية الفائزة أودري آزولاي، وكان الفارق بينهما صوتين وكان واضحا بأن الخلاف الخليجي- المصري مع قطر لعب دورا فاعلا في التوصل الى هذه النتيجة التي أبعدت قطر عن هذا المركز.
وبعد صدور النتيجة بهذا الفارق الضئيل جدّا، تحرّت الأوساط الدبلوماسية المعنية طريقة التصويت، راصدة أدق التفاصيل التي واكبت مراحل الإنتخاب، وأسباب وصول المرشح القطري الى هذه المرحلة المتقدمة، ولا شك أنها رصدت عوامل عدّة، ومن بينها تبيّنها بأن لبنان دفع عبر مراحل التصويت كلها الى انتخاب المرشح القطري، بعد سحب ترشيح فيرا خوري لاكويه.
وتسرّبت معلومات نشرتها صحيفة “اللواء” اللبنانية اليوم السبت من أن “وزير الخارجية جبران باسيل، هو من أعطى التعليمات لمندوبة لبنان في منظمة “اليونيسكو” المرشحة لمنصب مدير عام المنظمة الدولية (فيرا خوري لاكويه) قبل انسحابها من المنافسة قبل ايام، الى التصويت في الدورة الثالثة التي جرت أمس الأول لمصلحة المرشح القطري، ضد مرشحة جمهورية مصر العربية مشيرة خطاب” (…) وهو ما عجل بالإتفاق المصري-الفرنسي لمصلحة باريس”.
في هذا السياق، علم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن رسائل احتجاج شفهية وصلت عبر القنوات الدبلوماسية الى وزارة الخارجية والمغتربين.
وفي حين تحدثت مصادر مواكبة بأن هذا الموضوع أثبت بأن وعود باسيل للدول العربية والخليجية باعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس لن يتم الالتزام بها، تشير الى أن الدول المعنية بهذا الملف “لن تجعل هذا الموقف اللبناني يمرّ مرور الكرام”، فلا يمكن للبنان المجاهرة بأنه يعتمد سياسة النأي بالنفس ثم يشتغل ضد مصالح هذه الدول في الكواليس الدبلوماسية”.
وتشير هذه الأوساط الى أن مهمّة باسيل في إقناع الدول المتضررة في الإجتماعات المقبلة لجامعة الدول العربية لن تكون سهلة، متوقعة أنه لن يتمّ التعامل بليونة مع مطالب لبنان التي كان يستجاب لها بثقة بدّدها موقف لبنان الأخير في منظمة “اليونيسكو”.
من جهتها، أوضحت مصادر مواكبة بأن تصويت لبنان لم يكن ليقدّم أو ليؤخر في النتيجة التي حصلت والتي فازت فيها المرشحة الفرنسية على المرشح القطري بفارق صوتين، مشيرة الى أن المرشح القطري كان واثقا من الفوز لكن الجولة الأخيرة شهدت تهديدات أميركية إسرائيلية دفعت في اتجاه دعم المرشحة الفرنسية آزولاي.
علما بأن المعلومات تفيد بأن سفير لبنان المعيّن حديثا في فرنسا رامي عدوان هو الذي أدار عملية تصويت لبنان شخصيا منسقا مع الوزير باسيل، لكن عملية التصويت سرية ولا يمكن لأحد توقع كيف صوّت لبنان ولمصلحة من.