“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
ودّع السفير البابوي في لبنان وعميد السلك الدبلوماسي المونسينيور غابريال كاتشا اللبنانيين في قداس احتفالي ترأسه اليوم السبت في كاتدرائية سيدة لبنان في حريصا. وخصّ كاتشا الذي عيّن في لبنان عام 2011 ويغادر الى الفيليبين سفيرا بابويا موقع “مصدر دبلوماسي” بمقابلة وداعية وجّه فيها رسالة ثقة بلبنان مشجعا مسيحييه على الثقة ببلدهم وشاكرا المسلمين على استقبالهم وتعاونهم لما فيه خير لبنان.
تميز المونسينيور كاتشا بمعايشته مراحل مفصلية في الأعوام الأخيرة أبرزها إستقباله الحبر الأعظم السابق البابا بينيدكتوس السادس عشر في لبنان عام 2012 بعد ختام سينودس الشرق الأوسط، وقد اختار البابا توقيع الإرشاد الرسولي لكنائس الشرق الأوسط من لبنان.
وتابع محطات عدة في تاريخ لبنان والكنيسة منها المصالحة المسيحية المسيحية وانتخاب البطريرك بشارة الراعي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وارسى شبكة علاقات واسعة مع الشخصيات الروحية الإسلامية اللبنانية على تنوعها ومن نتائجها على سبيل المثال تحقيق زيارة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى الفاتيكان حيث قابل قداسة البابا.
معروف عن المونسينيور كاتشا أنه شخصية مفصلية واساسية في حاضرة الفاتيكان، وتعيينه في الفيليبين وهي أكبر دولة مسيحية كاثوليكية في آسيا له دلالة على تأثيره، وخصوصا وأن الفيليبين تعاني اليوم إشكالا مسيحيا إسلاميا في الجنوب حيث نشأت حركة إستقلالية خرقها دخول “داعش” على الخطّ.
في ما يأتي نص الحوار:
*هل تغادرون لبنان مطمئنين أم لديكم قلق عليه وعلى مستقبل المسيحيين فيه وسط التطرّف الذي يعمّ المنطقة؟
-لا بالعكس، أنا أغادر مطمئنا، لدي شعور بأن لبنان تخطى توترات عدّة وهنالك حاجة الى إرادة للحفاظ على هذا الوضع المستقر. حتى بالنسبة الى المنطقة فإنني أعتقد أننا دخلنا في مرحلة جديدة نتمنى أن تسهم في المصالحة والسلام وإعادة بناء الصلات من أجل خير هذه المنطقة برمّتها.
*ما هي نصيحتك للمسيحيين في لبنان على الصعيدين السياسي والإنساني، وخصوصا وأنك كنت راعي المصالحة في ما بينهم؟
-أنا أرى في لبنان شهادة حقيقية للإيمان، وعلى المسيحيين أن يتشبثوا بإيمانهم أولا، ثم عليهم أن يدعموا دوما مشاريع تحقق الخير للبلد برمّته وتفيد حريته واستقلاله، والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع مكونات هذا البلد التي ترغب في بناء لبنان البلد الموحّد.
*ماذا ستكون مهمتك في الفيليبين وهو أكبر بلد كاثوليكي في العالم؟
-صحيح، يمكنني القول بأنني هنا في بلد تتميز مجموعته الكاثوليكية بعددها الكبير وبحيويتها في الشرق الأوساط، وأتوجه الآن الى بلد آخر في القارة الآسيوية وحيث المجموعة الكاثوليكية كبيرة ايضا وهي حوالي 84 مليون نسمة، وأنا اشكر الربّ لأنه يرسلني الى هناك، ولدي ثقة بأن صلوات اللبنانيين جميعهم ستواكبني في مهمتي الجديدة، وأتمنى كل الخير لهذا البلد حيث قرابة نصف الناس هم من المسيحيين.
*ما هي رسالتك الى المسلمين اللبنانيين، وقد قمت بعمل كبير يتعلق بلقاء الاديان وحوار الحضارات؟
-أنا أشكرهم من أجل استقبالهم لي، وأنا على يقين بوجود إرادة لديهم بالعيش سويا وبالإحترام المتبادل بالمشاركة وأيضا، كان لدي الحظ ببناء علاقات أخوية وصداقة مع كثر من المسلمين، وذلك لأن الإيمان بالله يجمعنا ويجعلنا إخوة وأخوات.