![السفير الكوري يونغ مان لي كوريا تعتزم إعادة فتح سفارتها في دمشق](https://i0.wp.com/masdardiplomacy.com/wp-content/uploads/2017/10/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%BA-%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%8A-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%85-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-.jpg?fit=640%2C389&ssl=1)
السفير الكوري يونغ مان لي كوريا تعتزم إعادة فتح سفارتها في دمشق
“مصدر دبلوماسي”:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر مقابلة مع السفير الكوري في لبنان يونغ مان لي نشرتها مجلة “الأمن العام” في عددها الـ49 الصادر في تشرين الأول الجاري. لمزيد من المعلومات الضغط على الرابط الآتي:
www.generalsecurity.gov.lb
مارلين خليفة:
يردد الجنوبيون في لبنان بأن جنود كوريا الجنوبية العاملين في اطار “اليونيفيل” هم الاكثر ودّا ويحوزون ثقة السكان بشكل شبه مطلق ويتشاركون معهم يومياتهم بالرغم من اختلاف اللغة.
ولعل حرب الصواريخ المستعرة حاليا في شبه الجزيرة الكورية بسبب تجارب بيونغ يانغ لصواريخ باليسيتية والتي تتكرر بشكل يضع شمالي آسيا على فوهة بركان الحرب، كذلك مشكلة الحدود القديمة بين الكوريتين عاملان يجعلان الجنود الكوريين يشعرون بعمق معاناة الجنوبيين القاطنين على حدود دولة لا تزال تحتل جزءا من اراضي لبنان وتخرق بطيرانها اجواءه يوميا.
يقول سفير كوريا الجنوبية في لبنان يونغ مان لي في حوار مع مجلة “الامن العام” بان “الروح الوطنية الممتازة التي يتمتع بها الجنود الكوريون هي التي تحفز سلوكهم، كذلك فان معاناة بلدهم الحدودية اليومية مع كوريا الشمالية تجعلهم يشعرون بالمشكلة اللبنانية مع اسرائيل”.
يوجد 100 كوري جنوبي يعيشون في لبنان، وهو عدد ضئيل لكن معظمهم من رجال الاعمال، ومن المنتظر ان يحفز منتدى رجال الاعمال الكوري اللبناني المزمع عقده في 2 كانون الاول المقبل في بيروت التبادل التجاري والصناعي والاقتصادي والسياحي بين البلدين.
كان لكوريا الجنوبية اهتمام خاص بملف الغاز والنفط في لبنان، وفي دورة التراخيص الاولى ابدت شركتان كوريتان اهتماما، لكنهما سرعان ما تراجعتا، واثر زيارات لرجال اعمال كوريين كان التقييم سلبيا بسبب عدم وجود حوافز للاستثمار بسبب البنى التحتية اللبنانية وصعوبة الاتصال وخدمات الانترنت وسواها من الحوافز التي يتطلع اليها رجال الاعمال.
لكوريا الجنوبية انشطة عدة في لبنان، وهي تسهم عبر 4 جمعيات بتخفيف عبء النازحين السوريين الى لبنان وخصوصا في منطقة البقاع، وفي شمالي بيروت.
وقد صممت الحكومة الكورية على مساعدة لبنان في هذا الملف عبر منظمة الامم المتحدة، وهي تنفق 100 مليون دولار سنويا لمساعدة الفئات الاشد بؤسا في لبنان وذلك منذ اندلاع الازمة السورية عام2011.
وتتعاون الحكومة الكورية الجنوبية بشكل وثيق مع الجيش اللبناني ومع الامن العام اللبناني لكن السفير يونغ مان لي يرفض الافصاح عن التعاون الامني مع الامن العام “لانه سري”، مكتفيا بالقول ان ثمة تبادل خبرات وتدريب مشترك.
تعتزم كوريا الجنوبية بحسب السفير يونغ مان لي تحفيز رجال الاعمال الكوريين الجنوبيين على المشاركة في اعادة اعمار سوريا، وثمة نقاش في الحكومة الكورية الجنوبية لاعادة فتح سفارتها في دمشق التي اغلقت بسبب الظروف الامنية التي اعقبت اندلاع الحرب السورية عام2011، والتي ادت الى رحيل 500 كوري جنوبي من سوريا، ونقل المعاملات القنصلية الى السفارة في بيروت.
هنا نص الحوار مع السفير يونغ مان لي الذي يحث اللبنانيين على رفع الصلوات لمنع اي حرب مقبلة في شبه الجزيرة الكورية ما سيؤثر على بلاده التي تستعد لاستضافة الالعاب الاولمبية الشتوية في شباط 2018 وما سيدمر اي طموح كوري جنوبي بمزيد من التقدم والتطوير.
*التجارب النووية الكورية الشمالية بدأت تؤثر على الاستقرار العالمي وخصوصا بعد تجربة 3 ايلول الفائت، كيف تنظر سيول الى تصاعد حدّة التوتر في شمالي شرقي آسيا؟
_تستمر كوريا الشمالية باستفزازاتها عبر اطلاق الصواريخ النووية مهددة السلم في شبه الجزيرة الكورية وشمالي آسيا ما يؤثر على العالم برمته. ونأمل ألا تجتاز كوريا الشمالية جسر عدم العودة وأن تسلم برنامج الصوريخ النووية الخاص بها وان تجد طريقة للتعاون مع المجتمع الدولي.
ولعل الطريق الوحيد لضمان الامن في شمالي كوريا يكمن في نزع السلاح النووي، بحسب طلب المجتمع الدولي.
*تتحضر بلادكم للسيناريو الاسوأ على ما يبدو من خلال تطويركم لصواريخ باليستية يصل مداها الى اراضي كوريا الشمالية، (صاروخ فرانكشتاين)، هل يعني ذلك بانه لا يمكن تجنب الحرب مع نظام بيونغ يانغ؟
-ما تريده حكومتنا هو استمرار السلام، و وأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من اي تهديد نووي او حرب، وحيث الجنوب والشمال يعترفان ويحترمان بعضهما البعض ويعيشان سويا بتناغم. سواء كانت تجارب لانظمة معينة منها نشر محطة الدفاع عن علو مرتفع وسواها، او توجيه الصواريخ الاميركية صوب كوريا الشمالية، فكل ذلك يصب في خانة الدفاع عن النفس ضد تهديدات كوريا الصاروخية. نحن لا نريد دمار كوريا الشمالية ولا نعمل من اجل الوحدة بالقوة أو بالحرب بل نستمر بالوحدة المصطنعة، الوحدة ستتحقق يوما من خلال اتفاق بين جنوب كوريا وشمالها، وما نريد تحقيقه هو السلام فحسب.
*هل نزع سلاح بيونغ يانغ امر ممكن بالقوة؟ والا يؤدي هذا الحل الذي تلوّح به الولايات المتحدة الاميركية الى حرب عالمية ثالثة؟
-قطعا لا، إن هذه العبارة يجب استبدالها بعبارة نزع السلاح النووي. وهذا الامر ممكن حين تتخلى كوريا الشمالية عن استفزازاتها وتنضوي في اجتماعات وحوارات ثنائية ومتعددة الاطراف من اجل نزع السلاح النووي.
*كيف يؤثر هذا الوضع المتوتر في شرق آسيا على علاقاتكم مع العالم وهل من تاثيرعلى الشرق الاوسط؟
-ما يمكننا قوله انهم سوف ينضوون في الحوار عاجلا أم آجلا ولن يفوتوا هذه الفرصة. ان حكومة كوريا الجنوبية بالتعاون مع المجتمع الدولي سوف تعمل في اتجاه حلّ شامل للمواضيع الحالية من اجل السلام في شبه الجزيرة الكورية في شمالي آسيا وفي المجتمعات العالمية ايضا.
*تعود العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية ولبنان الى 12 شباط 1981، كيف تقيم التعاون مع لبنان وكيف ترى الى الوضع السياسي في ظل الوضع الإقليمي المتأزم؟
-منذ إقامة مكتب الممثلية التجارية لكوريا الجنوبية في بيروت في كانون الثاني 1970 اقمنا علاقات دبلوماسية. لكن مجموعة مسلحة غير شرعية خطفت دبلوماسيا كوريا عام 1986 ما دفعنا الى اغلاق السفارة مؤقتا واعيد فتحها عام 1994 .
ثمة علاقات وطيدة بين البلدين على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية ومنها في اطار مهرجان السينما الكورية وعبر منتدى رجال الاعمال اللبناني الكوري. الى ذلك فان كوريا الجنوبية تدعم سيادة لبنان على اراضيه بموجب قرارات مجلس الامن الدولي وهي توفر الدعم السياسي والاقتصادي للاستقرار والسلام ولازدهار لبنان.
وقد استجابت كوريا الجنوبية لدعوة الامم المتحدة تعزيز قوات حفظ السلام عام 2006 واسهمت بجنود في اطار قوات “اليونيفيل”. ونتمنى ان يتجه لبنان صوب الازدهار والبحبوحة بعد الانتخابات الرئاسية التي حصلت في العام الفائت.
*كيف ترى كوريا الجنوبية الى محاربة لبنان للارهاب على حدوده الشمالية الشرقية؟ وهل من تعاون كوري بالنسبة الى هذا الموضوع أو لموضوع حماية الحدود؟
–نحن نشيد بجهود لبنان التي أدت الى دحر ارهابيي “داعش” بنجاح من خلال العملية العسكرية المكافحة للإرهاب “فجر الجرود” عند الحدود الشمالية الشرقية. ارتكز هذا الإنجاز الى الاستقرار السياسي والى الانشطة المستمرة في مكافحة الإرهاب التي تقوم بها الاجهزة الامنية. لقد اتم الجيش اللبناني هذه المهمة في فترة زمنية قصيرة ما ارغم “داعش” على الانسحاب من لبنان. ونحن نقدم التعازي لذوي الجنود اللبنانيين الذين قتلوا في خلال هذه العملية ونتمنى استقرارا وسلاما في المنطقة. الى ذلك تعبر جمهورية كوريا الجنوبية عن قلقها من ازمة النازحين الكثيفة ومن التهديدات الارهابية التي تصاعدت منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. ونحن نستمر بتعاوننا من اجل حلّ هذه القضايا.
*ماذا عن تطوّر عمل كوريا الجنوبية في إطار “اليونيفيل”، وبرامج المساعدات؟
-ان الكتيبة الكورية وقوامها اليوم حوالي 350 جنديا تشارك في “اليونيفيل” منذ عام 2007 وهي تسهم في توطيد السلام والاستقرار في الشرق الاوسط كما في لبنان. وهي كتيبة محترمة ومقدرة وذي ثقة عالية من قبل السكان المحليين وهي تستمر في دعم العلاقات الثنائية بين لبنان وكوريا. عام 2016 زودت كوريا الجنوبية الجيش اللبناني بشاحنات عسكرية بغية تقوية قدراته ولتعزيز التبادل العسكري الثنائي بين البلدين، وأيضا عبر التدريب وعبر منتدى الامن الدولي في كوريا الخاص بالجيش اللبناني. وان بدء التبادل العسكري الجديد مطلع هذه السنة سيجعلنا نركز على التعاون في اجزاء معينة من الجيش.
*ماذا التعاون الإقتصادي والصناعي: التبادل التجاري، الصناعات الكورية في لبنان، والسياحة، والغاز والنفط؟
-نأمل ان يسهم تطوير مشاريع التنقيب عن الغاز والنفط في نمو الاقتصاد وانعاشه بعد فترة من الركود. لقد ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين في الاعوام الاخيرة، وان كوريا تصدر سيارات والكترونيات الى لبنان، ونعتقد انه ينبغي على لبنان ان يجتذب المزيد من الاستثمارات من الخارج. ونتوقع ان ينعش تنشيط السياحة إقتصاد البلدين.
ان الازمة السورية وما ادت إليه من وضع اقليمي غير مستقر أدت الى حجم للتجارة لا يتعدى الـ 3 ملايين دولار اميركي سنويا، ويمكن للتعاون الاقتصادي ان يتحسن في المستقبل على مستويات عدة. نحن نخطط لاقامة منتدى الاعمال الكوري اللبناني في كانون الاول المقبل، ونتمنى ان يشارك العديد من رجال الاعمال فيه ويتعاونوا في ما بينهم.
*ما هي مقاربة كوريا الجنوبية للصراع في سوريا؟ هل سيكون لكوريا الجنوبية دور مثلا في إعادة إعمار سوريا؟ ولماذا لا يوجد تمثيل دبلوماسي بين كوريا الجنوبية وسوريا؟
–بالنسبة الى الازمة السورية المندلعة منذ 2011 نأمل أن تتوصل الحكومة السورية وقوات المعارضة الى اتفاق يصب في مصلحة الامن الاقليمي عبر مؤتمر جنيف ومفاوضات آستانا. وسيكون تغيير ايجابي في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد انتهاء الحرب السورية ونضوج الظروف. وعلى غرار لبنان، اختبرت كوريا الجنوبية الحرب واعادت اعمار ذاتها كليا. ان للشركات الكورية خبرة كبرى برأس المال الاجتماعي في الشرق الأوسط على سبيل المثال، وفي بناء الطرق والأبنية والمدارس والمستشفيات. وسوف تساعد حكومتنا العديد من رجال الاعمال الكوريين للدخول الى سوق الاعمار السوري.
*بعد مرور 60 عاما على انتهاء الحرب، كان نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي لا يتعدى الـ67 دولار أميركي شهريا، وإذا هو اليوم 20 ألف دولار أميركي. وباتت كوريا الجنوبية المنتج الخامس للسيارات لخمسة اعوام على التوالي، ورائدة في بناء السفن وصناعة الهواتف الخلوية وبات للحكومة الكورية افضل خدمة الكترونية ووصفت كوريا بسبب نموها الإقتصادي المشهود بانها “المعجزة الشرق آسيوية” كيف تمكن الشعب الكوري الجنوبي من تحقيق ذلك؟
-تمكنت كوريا الجنوبية من النهوض والتحول من أفقر بلدان العالم الى الاكثر تطورا ونموا. والمعجزة الاقتصادية الكورية اوصلت البلد ليكون جزءا من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومن دول مجموعة العشرين. علما بان عدد سكان كوريا يفوق الخمسين مليون وقد بلغ معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي العشرين الف دولار في عام 2012. عوامل عدة أسهمت في هذا النمو الاقتصادي السريع ابرزها الروح الوطنية العالية، فغالبية السكان كانت مستعدة للتضحية بذاتها من اجل مصلحة النمو الوطني، ولا ننسى العمل الدؤوب للكوريين الذين قرروا دحر الفقر حتى وصلت العمالة الكورية الى اوروبا والى الشرق الاوسط وكل الاموال التي جناها الكوريون اسهموا بها في تنمية اقتصاد بلدهم. اما العامل الثالث فيتمثل بنسبة التعليم العالية، ويتشابه لبنان وكوريا الجنوبية بخبرات استعمارية، واحد البلدين يعزز الموارد البشرية بسبب افتقاره الى الموارد الطبيعية. وتضحي الكثير من العائلات الكورية بكل ما تملك من اجل تعليم أبنائها، وهذا ما افضى الى التحفيز على الازدهار التكنولوجي والاقتصادي. الى ذلك يتجه الكوريون الى اعلاء قيم الديموقراطية، فالاقتصاد والسياسة لا ينفصلان، والقرارات الديموقراطية هي ضرورية من اجل نمو اقتصادي مستدام. ولذلك قاوم الكوريون الديكتاتورية العسكرية عام 1980 وانجزوا الديموقراطية، وقد الفوا أخيرا حكومة جديدة عبر وسائل سلمية في أيار الفائ