“مصدر دبلوماسي” جنيف- مارلين خليفة:
دعت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) مجموعة من الصحافيين والإعلاميين الى زيارة دراسية لمدة 3 أيام في مقرها الرئيسي في العاصمة السويسرية جنيف للتعريف بهذه المنظمة الحقوقية التي تعتبر جزءا من منظمات الأمم المتحدة والتي تعقد اجتماعات هامة حاليا في جنيف ونيويورك مواكبة لأعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحضر اليوم الأول نائب المدير العام لقطاع التنمية في المنظمة العالمية للملكية الفكرية ماريو ماتوس ومدير المكتب الإقليمي للبلدان العربية لقطاع التنمية وليد عبد الناصر، والمسؤولة في شعبة التواصل في قطاع حق المؤلف والصناعات الإبداعية كاثرين جوال، الى مستشار المكتب الإقليمي عمرو عبد العزيز.
وتضمن اليوم الأول مجموعة من المحاضرات التي ألقت الضوء على عمل هذه المنظمة العضو في منظمة الأمم المتحدة، والتي تقدم خدماتها لـ191 عضوا وتدير قرابة الـ23 اتفاقية دولية، وترتكز في فلسفتها الى ربط الملكية الفكرية والصناعية في مشاريع التنمية. تضم الويبو 7 قطاعات هي: براءات التكنولوجيا، التصاميم والعلامات التجارية، حقوق المؤلف والصناعات الإبداعية، التحديات الدولية والعلاقة بين الملكية الفكرية والصحة والتغير المناخي وسواها من المفاهيم الحديثة، وتكنولوجيا المعلومات، الى قطاع يربط هذه الأفكار كلها بخطط التنمية.
ماتوس: “الويبو” تدعم ولا تفرض شيئا
في اليوم الأول، تحدث السفير (السابق) ماتيو ماتوس عن أهداف “الويبو” وانشطتها ودورها في تعزيز الملكية الفكرية، مشيرا الى أن “الويبو” لا تفرض شيئا على الدول الأعضاء بحيث لكل دولة سياستها الوطنية في إدارة الملكية الفكرية التي تكون جزءا من الإستراتيجية الوطنية للتنمية في أي بلد، وجل ما تفعله “الويبو” هو مساعدة الدول على تطوير القواعد المتعلقة بالملكية الفكرية والصناعية وتطوير البرامج في المكاتب الوطنية وبناء القدرات الوطنية والأكاديمية عبر “أكاديمية الويبو” حيث تم تدريب زهاء 160 ألف شخص في العام الفائت. لدى “الويبو” مكاتب اقليمية عدة في البلدان العربية وفي إفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي تتزود بأجندة للتنمية. واعترف ماتوس بوجود صعوبة لبيع هذه الأفكار الى البلدان النامية. وأشار ماتوس الى أن البلدان التي لا تهتم بهذا الموضوع لا تتأخر عن الغرب أكثر من 20 عاما، فمنذ 20 عاما لم تكن جامعات أميركا الرائدة اليوم في حماية الملكية الفكرية تقدر هذا الموضوع وتأثيره على التنمية والإقتصاد والإبداع، وترفض الإعتراف بالترابط بين حماية الملكية الفكرية والصناعية وبين التنمية. ولفت ماتوس الى أن البلدان التي لا تمتلك قواعد لحماية إنتاجها ستخرج نفسها من المستقبل.
جوال: ننتظر البرلمان اللبناني ليبرم بعض الإتفاقات
من جهتها قالت كاثرين جوال ان ثمة اهمية لحماية العلامات التجارية والحماية تكون غالبا على 20 عاما لكنها قابلة للتجديد على غرار علامة كوكا كولا مثلا التي يعرفها الجميع في العالم وتبلغ قيمتها حوالي 80 مليار دولار أميركي. وعلامة لونجين الساعة المميزة التي تتجدد علامتها التجارية وتحافظ على صلاحيتها. وشددت على أهمية حماية حقوق الملكية والتصاميم الصناعية.
وعددت سلسلة حقوقو منها تسمية بلد المنشأ أو الحقوق الجغرافية التي ترتبط فيها في أحيان كثيرة معايير النوعية.
ولفتت الى أن خدمات “الويبو” تشمل 191 بلدا حول العالم، والحصول على حقوق الملكية الفكرية هو بداية الطريق وليس نهايتها حيث ثمة اتفاقيات عدة في مجالات مختلفة، وبعض البلدان تكتفي بعضويتها في “الويبو” وتوقع اتفاقيات دون أخرى، وهذه حال لبنان الذي أصبح عضوا في “الويبو” في 30 كانون الأول 1968 وثمة اتفاقيات عدة تتعلق ببراءات الإختراع وسواها تنتظر اقرارها من البرلمان اللبناني.
عبد الناصر: ربط الملكية الفكرية بخطط التنمية
من جهته شرح مدير المكتب الإقليمي السفير وليد عبد الناصر عناصر الإستراتيجيات المختلفة لحماية الملكية الفكرية والإبداعية وكيفية الدعم عبر مؤتمرات وندوات واتفاقيات. ولفت الى أن الفلسفة الرئيسية للويبو هي ربط الملكية الفكرية والصناعية بخطط التنمية في الدول المعنية ودمج الأفكار لخدمة الأهداف عبر دعم الويبو لهذه الدول. وقال عبد الناصر بأنه في عام 2007 أصدرت الدول أجندة التنمية ومنها وثائق وتوصيات خاصة بكيفية ادماج الملكية الفكرية في صميم عمل الأنظمة الخاصة في المنظمة.
عبد العزيز: ضرورة المزيد من الإنفاق على البحث العلمي
وتحدث مستشار المكتب الإقليمي للبلدان العربية عمرو عبد العزيز عن تجربة عدد من البلدان العربية من مصر ولبنان. وقال أنه في لبنان توجد 3 جهات مسؤولة عن الملكية الفكرية هي وزارة الإقتصاد والتجارة (مديرية حقوق الملكية الفكرية)، وزارة الثقافة ووزارة الخارجية. وتطرق الى براءات الإختراع وشروطها.
وتحدث عن التحديات وأبرزها: قلة الإنفاق على البحث العلمي الذي يعدّ أحد أهم المعوّقات الرئيسية أمام زيادة عدد الإختراعات، ضرورة تبني المخترعين وتقديم الدعم المادي والعلمي لهم، وتطوير مراكز الأبحاث ومراكز البحوث والتطوير في الجامعات، وعدم انضمام لبنان الى معاهدة التعاون بشأن البراءات نتيجة تعليق أعمال البرلمان. وتطرق أيضا الى العلامات التجارية قائلا بأن تسجيل العلامة التجارية يساعد على تسويق المنتج في الأسواق وجذب الإستثمارت إذا حقق المنتج صاحب العلامة شهرة وجودة في الأسواق.
وتطرق عبد العزيز الى حقوق المؤلف التي تتعلق بالأعمال الفنية والأدبية. ولفت الى أن الأعمال الأدبية يتم منح حق المؤلف مدة حياة لصاحب العمل الادبي بالإضافة الى مدة 50 سنة بعد وفاته.
أما أبرز التحديات أمام تحقيق هذه الأمور فهي: أعمال القرصنة على المنتجات الفنية والأعمال الأدبية، والتعدي على حقوق البث وعدم الإلتزام بتسجيل أعمال حق المؤلف، بث الأفلام والموسيقى على المواقع الإلكترونية، وعدم وجود جمعيات للإدارة الجماعية لحق المؤلّف”.
وفي ختام اليوم الأول تحدث مستشار رئيس أكاديمية الويبو جوزف برادلي عن تدريب الأكاديمية الذي شمل أكثر من 443 ألف شخص في دورات عن بعد.