“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
لم تكن المحادثات التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الكويت أمس حيث التقى أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالديوان الأميري في “قصر بيان” سهلة.
وقد حضر هذا اللقاء رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ونائب وزير الخارجية خالد الجار الله ومسؤولين كويتيين رفيعي المستوى وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي.
وقبلها التقى الحريري رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح.
ولا يبدو من خلال النقاشات التي حصلت بأن الكويت قد غضّت الطّرف عن إجابة لبنانية رسمية واضحة وصريحة بشأن “خلية العبدلّي” التي صدر فيها أخيرا حكم يتهم “حزب الله” وإيران بدور في تدريب أفراد هذه الخلية التي كانت تهيئ لأعمال تخريبية في البلد.
ولا تزال الكويت بحسب معلومات خاصة بموقع “مصدر دبلوماسي” تنتظر ردّا لبنانيا رسميا وواضحا وبالأدلّة الدامغة حول القضية”.
لكنّ المعلومات نفت أن تعمد الكويت راهنا الى اتخاذ أية إجراءات عقابية بحق لبنان.
يذكر بأنّ الكويت وجهت مذكرة رسمية للبنان عبر وزارة الخارجية اللبنانية طلبت فيها إيضاحات بشأن دور “حزب الله” في قضية “خلية العبدلّي”.
وفي مقابلة تلفزيونية أعقبت زيارة الرئيس الحريري شرح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح موقف بلاده.
وشدّد المسؤول الكويتي على حرص الكويت على أهمية العلاقات الأخوية مع لبنان وعلى ضرورة العمل المشترك لترسيخ الأمن في كلي البلدين ولتنمية العلاقات على المستويات المختلفة.
وردّا على سؤال حول تقييمه لزيارة الرئيس سعد الحريري أجاب وزير الخارجية بأنها زيارة مهمة جدا لأمير البلاد، وقال أنه بالرغم من عزم الكويت على دعم الأشقاء اللبنانيين في الشدة واليسر، فإننا أرسلنا رسالة احتجاج للحكومة اللبنانية في ما يخص الحكم الذي صدر أخيرا في الكويت لجهة ضلوع “حزب الله” في تدريب بعض الكويتيين لتنفيذ أعمال تسيء الى أمن البلد، ونأمل بأن تتم مقاربة هذا الموضوع في سياق العلاقات الخاصة والمميزة بين لبنان والكويت”.
اضاف:” إن سمو الأمير شدد على أن العلاقات مع لبنان قد تأثرت بهذا الموضوع، لكننا نشدد على إخواننا في لبنان على ضرورة العمل سويا لترسيخ الأمن في بلدينا ولتنمية العلاقات على المستويات كافّة. ونحن في الكويت سوف نستمر بدعم إخواننا في لبنان”.
وعن إمكانية اتخاذ الكويت تدابير معينة بحق لبنان قال:” نحن على ثقة بأن الإخوة في لبنان سيستمرون في متابعة الإجراءات المطلوبة. هم يدركون العلاقة المميزة، ونحن حريصون على حمايتها، ونحن نتطلع لاستلام جواب على المذكرة الكويتية ونأمل بأن يبرز الأشقاء اللبنانيين بأن أمن الكويت واستقرارها لا يجب أن يتعرضا للتهديد. ونحن سنعمل سويا للإستمرار بعلاقاتنا الطويلة الأمد بمزيد من الإنجازات”.
وعن نفي “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصر الله لهذه الاتهامات وتشديده على الحرص على العلاقات مع الكويت، وهل هذا الموقف مفيد؟ قال المسؤول الكويتي:” إننا سنقدم الدليل الذي بحوزتنا وسندعهم يردّون بالدليل الملموس. نحن لدينا اعترافات، والإعترافات هي أهم دليل. وبعد أن أبلغنا أشقاءنا في لبنان بتفاصيل الحكم، وبعلاقة “حزب الله” بهذه الخلية، وبطبيعة المساعدة التي قدمها “حزب الله” لأفراد هذه الخلية فنحن نتوقع منهم إبراز أدلة مضادة وأن يفحصوا أدلتنا”.
وهل سيتولى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري شخصيا هذا الملف أم أنه سيكون في عهدة قنوات أمنية؟ وهل ستكون زيارات متبادلة لمسؤولين أمنيين بين لبنان والكويت؟
أجاب السؤول الكويتي: “نحن سنعمل على مختلف القنوات من أجل توضيح ظروف هذه القضية، لنترك المسؤولين يقومون بمهمتهم ونحن حريصون على العلاقة مع لبنان في الظروف كلها”.